رمزية../ أماني أبو هنطش*

-

رمزية../ أماني أبو هنطش*
الفراشة التي أنهكها الطيران قررت أن تأخذ استراحة قصيرة، وبدأت بصنع العسل..
النحلة التي تعبت من خدمة ملكتها قررت أيضا أن تلبس ثوب فراشة وتطير..
الفضاء السرمدي أجوس فيه ويجوس فيّ...

هل تريدون أكثر؟ بالله عليكم أليس من السهل تجميع كلمات رنانة ومصطلحات غريبة وزجها في سطور يدعي أصحابها وصولهم إلى قمة الثقافة والأدب ومن ثم تذييلها بتوقيع كاتب أو أديب أو شاعر؟

والموضة هذه الأيام وصلت إلى الصحفي، وعن ذلك حدث ولا حرج.

انظر في بعض المقالات أو النصوص فأكاد اشك في نفسي، هل أنني فقدت القدرة على الفهم والتحليل أم أن شيئا ما آخر افقدني اللحاق بركب العالمين باللغة والأدب والشعر، وأنا التي ادعي دوما أن الله منحني موهبة التذوق للجميل من الأدب.

لن اذكر نصا بعينه من النصوص التي تنهال علينا أنّى ولّينا وجوهنا، في الصحف أو المواقع الالكترونية التي باتت في سباق تزاحم على ملء الفراغ وحشو السطور والمساحات الفارغة، والتي كلما أمعن كتابها باستخدام فن استحدثوه بما أنعم الله عليهم من قدرة على (تسفيط) كلمات اكتشفوها للتو أو وقعت على مسامعهم بالصدفة حتى هرولوا إلى رصها بجانب بعضها ليخرجوا لك بقطعة فنية، ما أن تقع بين يديك حتى تبدأ بمحاولات فك الطلاسم فيُستنزف عقلك ووقتك،( وافهم ياللي بتفهم)، وإذا لم تفهم شيئا فذلك لخلل فيك أنت أو في قدرتك على التحليل، ثم سرعان ما توجه إليك صفة متخلف أو غير مواكب لركب الأدب وفنونه.

لم كل هذا الإيغال في "رمزية" هذا الصنف من الكتاب؟ أليست البساطة واليسر من أهم شروط الكتابة التي تطرق عقل القارئ وقلبه وتوصل الرسالة؟ أم أن مصطلح "النخبوية " والكتابة لهذه الفئة من البشر التي لا اعرف لها مقاييس معينة، باتت الحجة الجاهزة لأصحاب هذا النوع من الكتابة؟

ألا رفقا بنا وبعقولنا.

التعليقات