جدل الفصل والاختلاط: أثر المدارس أحادية الجنس على الفرد والمجتمع / جاد جمال قعدان*

"لا يوجد أي دليل علمي يدعم فكرة فصل الذكور عن الإناث. أنا ضد هذه الفكرة القائلة إن الأولاد والبنات يتعلمون بشكل مختلف، فجميع الاختبارات النفسية حول كيفية تعلم الأطفال القراءة والرياضيات، تذهب إلى أن الجنسين يستخدمان الجانب نفسه من الدماغ. نعلم أن الفروقات العصبية أو النفسية بين الجنسين في التعليم تكاد تكون غير موجودة. أعتقد أن الفصل بينهما كان لأسباب تاريخية وثقافية، فالآباء يشعرون براحة أكبر حين ينفصل الجنسان، وهذا بسبب الانجذاب الجنسي بينهما."

جدل الفصل والاختلاط: أثر المدارس أحادية الجنس على الفرد والمجتمع / جاد جمال قعدان*

"لا يوجد أي دليل علمي يدعم فكرة فصل الذكور عن الإناث. أنا ضد هذه الفكرة القائلة إن الأولاد والبنات يتعلمون بشكل مختلف، فجميع الاختبارات النفسية حول كيفية تعلم الأطفال القراءة والرياضيات، تذهب إلى أن الجنسين يستخدمان الجانب نفسه من الدماغ. نعلم أن الفروقات العصبية أو النفسية بين الجنسين في التعليم تكاد تكون غير موجودةأعتقد أن الفصل بينهما كان لأسباب تاريخية وثقافية، فالآباء يشعرون براحة أكبر حين ينفصل الجنسان، وهذا بسبب الانجذاب الجنسي بينهما." (البروفيسورة إليزابيث إليوت من جامعة سيدني).

ليس الفصل بين الجنسين أمرًا طارئًا على المجتمع الفلسطيني وغريبًا عنه، وقد كتب حول هذا الموضوع عدة أشخاص من زوايا نظر مختلفة؛ إلا أن دافعي لكتابة هذه المقالة وجود مساعٍ في بلدية باقة الغربية، مسقط رأسي ومكان نشأتي، للفصل بين الجنسين في مرحلتي الإعدادية والثانوية الدراسيتين، فقد صرح القائم بأعمال رئيس بلدية باقة الغربية، مجدي كتانة، مؤخرًا، عن رغبة كتلته "القائمة الإسلامية الشبابية – ق" في إقامة مدرسة ثانوية أو شاملة اختيارية للإناث فقط.

سأحاول في هذه المقالة تناول قضية التعليم المنفصل من موقعٍ تخصصيٍّ، ومن زاوية نظر علمية موضوعية، معتمدًا على دراسات علمية أكشفها لبلدية باقة الغريبة، وللجمهور الذي سيمول هذا المشروع بضرائبه وأصواته في حال أجيز وتحقق، خاصةً وأن هذه القضية باتت تهم أهل بلدة باقة الغربية أو غيرها من البلدات التي تنوي إقامة مشاريع مشابهة.

................................

تعتبر روضة "نيكولايجاردين" (Nikolaigården) في ستوكهولم، عاصمة السويد الإسكندنافية، حالة خاصة ومثيرة في التوجه للأطفال من الجنسين والتعامل معهم، ففلسفة هذه الروضة الرافضة للتفرقة بين الذكور والإناث أدت إلى تعليم الأطفال أن كلمة "هو" و "هي" غير مختلفتين! يهتم المربون في روضة "نيكولايجاردين" بِحَثّ الأطفال على تطوير هوية تضع كلمة "إنسان" قبل التنميط جنسيًّا.

بالنسبة للبعض، تجاوزت هذه الروضة الحدود في دفاعها عن المساواة بين الجنسين، لكن البعض الآخر، مثل البروفيسورة إليزابيث إليوت (جامعة سيدني)، يقول إنه أسلوب جيد للتربية على قيم الديمقراطية: "المهم هو تنمية الطفل وتعزيز احترام الذات والانفتاح على العالم والإبداع."

ويرى الفريق الذي تمثله إليوت أن من أهم مشاكل المدارس المنفصلة أنها تخلق بيئة اصطناعية، إذ أن العالم ليس مكونًا من جنس واحد، وإذا أردنا أن تكون هناك شراكة حقيقية بين الرجل والمرأة فعليهما أن يتطورا معًا في مراحل الطفولة والمراهقة.

وفق صحيفة  the Guardian  البريطانية المعروفة، فإن عدد المدارس أحادية الجنس على مستوى بريطانيا قل من 2500 مدرسة في سنة 1966، إلى 400 مدرسة فقط في عام 2006، وفي العشر سنين الأخيرة كان مصير 130 مدرسة أحادية الجنس هو التحول إلى مدارس مختلطة أو الإلغاء تمامًا.

يطرح السؤال: ما هي الأسباب لتراجع التوجه الذي يفصل الجنسين في مجال التربية والتعليم؟

أولًا: طلاب من المريخ، طالبات من الزهرة؟

التبعات الفكرية والأيديولوجية لدى الأجيال التي ستنخرط ضمن مشروع المدارس أحادية الجنس قد تكون سلبية، فالمؤسسة تقول لهم بشكل غير مباشر إن الاختلاف بين جنس وآخر هو عميق لدرجة عدم مقدرتهم على الدراسة والتواجد في بيئة عمل واحدة أو في غرفة الصف نفسها؛ وقد يكون الفصل الجنسي سلبيًّا تمامًا كما في حالات الفصل الإثني والطائفي، وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الأفكار الفصلية قد تؤثر، إضافةً إلى الطلاب المفصولين أنفسهم، على المحيط بأكمله!

تضيف الدراسات أن الأطفال الذين يتواجدون في بيئة فصل جنسي يفترضون أن هذا الفصل أمر مطلوب وضروري، ويفترضون أيضًا أن الفروق بين المجموعات المفصولة، الذكور والإناث في هذه الحالة، هي أكبر وأعظم مما هي في الواقع.

ثمة نقد لاذع وشرس للدراسات التي تحاول إثبات أن هناك فرق، ولو أنه بسيط، بين دماغ الأنثى والذكر؛ الباحثون الذين يجدون هذه الفروقات لا يمكنهم الادعاء أن هذه الفروقات متولدة أو محددة جينيًّا، فمعروف أن الظروف البيئية في مراحل التطور تؤثر وبشكل عميق على الدماغ وتطوره. في الواقع، تشير الدراسات إلى وجود فرق بسيط جدًّا بين دماغ الذكر ودماغ الأنثى (الفروقات بين شخصين  من جنس واحد قد تكون أكبر من الفروقات بين شخصين من جنسين مختلفين)، وما يفاقم هذا الفرق هو التعامل المختلف لاحقًا مع الفرد وفق الرأي المسبق والنمطي عن جنسه، لهذا، إذا أردنا تقليص الفجوات بين الجنسين، علينا أن نكثف من فرص التعامل، والمشاركة، والتنافس بينهما.

ثانيًا: التحصيل العلمي

جذب موضوع علاقة التحصيل العلمي بالفصل الجنسي العديد من الباحثين من مجال علوم النفس التربوية، والاجتماعية، ومجال التربية والتعليم، الذين عملوا بلا كلل خلال الخمسين سنة الأخيرة لدراسة تأثير الفصل الجنسي على التحصيل العلمي للطلاب، والنتيجة في أمهات الدراسات بينة: لم يظهر أي تأثير واضح على تحصيل الطلاب العلمي عند الفصل الجنسي! هذه النتيجة تكررت في دراسات أجريت في عدة دول، منها الولايات المتحدة، وكندا، ونيو-زيلاندا، وأستراليا.

في السنوات الأخيرة، أحرزت الطالبات الإناث تقدمًا بارزًا في الرياضيات والعلوم وغيرها بفضل التعليم المختلط، وسلطـت الأضواء في مجال التربية والتعليم على الطلاب الذكور الذين يزعم البعض أنهم ينجحون أكثر في المدارس المفصولة، لكن تثبت الدراسات عكس ذلك تمامًا، وبشكل واضح جدًّا، إذ أن تحصيل الطلاب الذكور العلمي يسير بعلاقة طردية مع عدد الطالبات الإناث في الصف، فكلما زاد عدد الطالبات في الصف يرتفع معدل تحصيل الطلاب الذكور.

ثالثًا: الآراء المسبقة ورهاب الجنس الآخر

ثمة أوجه عديدة للأضرار النابعة من فصل الأطفال فصلًا مؤسسًا على صفات بيولوجية. أولًا، عملية الفصل بحد ذاتها ستؤدي إلى تجذر فكرة أن هناك فروقات هائلة بين الجنسين، بينما تتقزم هذه الفروقات فعليًّا وفق الأبحاث والدراسات العلمية. ثانيًا، أظهرت دراسة تعود لعام 2010، أن الفصل الجنسي يؤدي إلى تفاقم الآراء المسبقة السلبية بين الجنسين. ثالثًا، أظهرت دراسة أخرى أجريت على مدارس تجريبية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أن الفصل الجنسي في المدارس يؤدي إلى تفاقم الآراء المسبقة السلبية بين الجنسين أيضًا لدى المعلمين والمربين أنفسهم!

فضلًا عن ذلك، يؤثر الفصل الجنسي سلبًا على التصرف داخل المجموعات، إذ أظهرت دراسة في علم النفس التنموي أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أكثر مع الجنس نفسه أصبحوا مهتمين أكثر بالفعاليات المفصولة، وازدادت لديهم التصرفات التي تميز جنسهم عن الجنس الآخر (أي تصرفات ذكرية أو أنثوية بحسب التعاريف المجتمعية). على سبيل المثال، الأطفال الذكور الذين قضوا وقتًا كبيرًا مع الجنس نفسه أصبحوا عدوانيين أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وبعضهم كان عرضةً لمشاكل سلوكية صعبة. إضافةً إلى ذلك، وجدت دراسة أخرى ارتفاعًا في نسبة المضايقات والاستئساد في المدارس المفصولة. يدعي الباحثون أن وجود الجنس الآخر هو بمثابة عامل مهدئ يقلل من العنف والمضايقات في المدرسة.

رابعًا: الذكاء الاجتماعي

للتعليم العام عدة أهداف غير التحصيل وبناء المهارات الأكاديمية وتطويرها، فهو أيضًا مركب أساسي في بناء شخصية الفرد نحو المواطنة والانخراط في الحياة الاجتماعية. تظهر الدراسات أن الاختلاط والعمل في أطر تجمع بين الجنسين أو بين مجموعات مختلفة أخرى، مفيد جدًّا للتحضر لحياة ما بعد المدرسة، خاصةً لدى هذه المجموعات في بيئة الدراسة العالية أو بيئة العمل، وهو الحاصل لدى غالبية شعوب العالم.

أظهرت تجربة المدارس المفصولة التجريبية في كاليفورنيا أيضًا، والمشار إليها سابقًا، أن الفصل يخل في العلاقة بين الذكر والأنثى في فرص الجمع بينهما إن كانت على وجبة الغداء، أو الاستراحة، أو غيرها، فنقصان فرص العمل المشترك بين الجنسين في سياق غير جنسي قد يؤدي إلى تعظيم سوء فهم الجنس الآخر أو "الانجلاق" باللغة العامية، وحتى إلى ارتفاع حالات المضايقة الجنسية عند لقائهما في سياقات أخرى؛ ثم إن تقليل العمل المشترك بين الجنسين عن طريق التربية أحادية الجنس يؤدي إلى الحد من تطور القدرة على التعامل بين الأشخاص ضمن مجموعات، إذ يساعد الجنسان بعضيهما على تطوير قدرة السيطرة على النفس، وتحفيز المهارات لديهم في بيئة التعليم والتنافس الصحي.

خامسًا: الثقافة الجنسية

أحد الموضوعات المهملة نوعًا ما في مجتمعنا هو الثقافة الجنسية؛ هناك خوف غير مفسر من تناول هذه القضية وكأن الاختلاف الجنسي مرض مخجل. وفق التجارب العلمية المتعلقة، فإن دروس الثقافة الجنسية في البيئة أحادية الجنس ليست أنجع منها في البيئة المختلطة، وإن مفتاح تطوير علاقات صحية مسؤولة بين الجنسين هو التواصل المباشر المبني على الاحترام المتبادل.

تشير دراسات عدة إلى أن التلاميذ والتلميذات الذين يكتسبون الصراحة في الحديث عن أجسامهم والتغييرات البيولوجية التي تطرأ عليها في مراهقتهم، هم أقل عرضةً للعلاقات الجنسية والحمل المبكرين، وهي دلائل ينبغي أن تشجع مدارسنا ومؤسساتنا التربوية على تكثيف مشاريع التثقيف الجنسي وتسريع عملية شرعنة الحديث عنه بشكل صريح بعيدًا عن الخجل والخوف والارتباك، وبشكل علمي ومهني.

خلاصة الأمر

نعود إلى نقطة البداية، ألا وهي المجتمع الأبوي الذي يفضل الذكر على الأنثى وينصب الأول آمرًا ناهيًا ووصيًا على الثانية، فخوف الذكوريين (رجالًا ونساءً) هو الدافع عمليًّا لإقامة مدرسة أحادية الجنس في أي مكان، ويزداد الأمر سوءًا، عندما يكون متجهًا نحو الإناث فقط، مثل حالة باقة الغربية، التي يزمع إنشاء مدرسة أحادية الجنس للإناث فقط، بينما تظل باقي المدارس مختلطة، وهنا يطرح السؤال: لماذا لم يفكروا بإقامة مدرسة للذكور فقط ؟ لماذا الفصل يكون موجهًا نحو الإناث لا الذكور؟

هُنا أُثير تساؤلات أخرى: هل يعتقد القائمون على التربية والتعليم في باقة الغربية أو غيرها أن أبناء الأجيال الصاعدة من الذكور ليسوا مؤهلين ومهذّبين كفاية للتواجد مع الإناث في الحيز نفسه؟ هل يعتبرونهم قطيعًا "لا يتمالك نفسه"، أو كائنات لا عقلانية تحكمها غرائزها الجنسية؟ هل الإناث هن كذلك بالمقابل؟ أم تراهن قاصرات عن التعامل مع الذكر بندية وبطبيعية إن تواجدن معه في الحيز نفسه؟ إن كانت إجابة المسؤولين على هذه التساؤلات بالإيجاب، فلا يسعني إلا الوقوف دقيقة حداد، والتنويه إلى أن الحل المزعوم (حصر الإناث في مكان مفصول)، هو ليس حلًّا بل هروبًا! "معالجة العرض بدلًا من معالجة المرض".

أخيرًا وليس آخرًا، لإقامة مدرسة أحادية الجنس لا بد من تأهيل خاص للمعلمين والموظفين للتعامل مع مجموعات طلاب من جنس واحد، وهذا بدوره سيحتاج لطاقات وميزانيات خاصة، والتي من الممكن استثمارها في تأهيل المعلمين في مختلف التخصصات عن طريق استكمالات إضافية أو مشاريع أخرى.

موضوع الفصل والاختلاط جدلي ودارج في حياتنا اليومية، ولا يقتصر على مشاريع المدارس أحادية الجنس. أدعو جميع المؤسسات التي تنتهج الفصل الجنسي بالعدول عن نهجها وتبديله بالشراكة الحقيقية والمبنية على الاحترام والتقدير المتبادل بين الجنسين، والعمل على تقليل الخوف والرهاب من الآخر المختلف. لا بد من تجاوز التابوهات والمحظورات غير المبررة، وتداولها بصراحة وشجاعة.

 

المراجع:

Anushka Asthana, Why single-sex education is not the route to better results, The Guardian, The Observer, Sunday 25 June 2006. Retrieved from http://www.guardian.co.uk/uk/2006/jun/25/schools.gender2

Bigler, R. S., & Liben, L. S. (2006). A developmental intergroup theory of social stereotypes and prejudice. In R. V. Kail (Ed.), Advances in child development and behavior (Vol. 34, pp. 39-89). San Diego: Elsevier.  

 Datnow, A., Hubbard, L., & Woody, E. (2001) Is single-gender learning viable in the public sector? Lessons from California's pilot program. Toronto: Ontario Institute for Studies in Education.

هل يتعلم الطلاب افضل في المدارس غير المختلطة؟, Euronews, 19/12/11. Retrieved from http://arabic.euronews.com/2011/12/19/no-gender-please-we-re-pupils/


Fabes, R. A., Shepard, S. A., Guthrie, I. K., & Martin, C. L. (1997). Roles of temperamental arousal and gender segregated play in young children's social adjustment. Developmental Psychology, 33, 693-702.

Hilliard, Lacey J.; Liben, Lynn S. 2010. Differing levels of gender salience in preschool classrooms: Effects on children's gender attitudes and intergroup bias. Child Development, 81: 1787-1798.

Hyde JS (2005) The gender similarities hypothesis. American Psychologist

Jackson, C. (2002). Can single-sex classes in co-educational schools enhance the learning experiences of girls and/or boys? An Exploration of Pupils’ perceptions. British Educational Research Journal, 28, 37-48.

 Marsh H. W., & Rowe, K. J. (1996). The effects of single-sex and mixed-sex mathematics classes within a coeducational school: A reanalysis and comment.Australian Journal of Education, 40, 147-162.

Martin, C. L., & Fabes, R. A. (2001). The stability and consequences of same-sex peer interactions. Developmental Psychology, 37, 431-446.

Orfield, G., Frankenberg, E., & Garces, L. M. (2008). Statement of American social scientists of research on school desegregation to the U.S. Supreme Court in Parents v. Seattle District and Meredith v. Jefferson CountyUrban Review20, 96-136.

Pettigrew, T. F. (1998). Intergroup contact theory. Annual Review of Psychology, 49, 65-85.

Smithers A., & Robinson P. (2006). The paradox of single-sex and co-educational schooling. Buckingham: Carmichael Press. Retrieved from http://buckingham.ac.uk/education/research/ceer/pdfs/hmcsscd.pdf

Smyth Emer. single-sex education:What does Research Tell us?. Social Research Division, Economic and Social Research Institute. Revue française de pédagogie | 171 | avril-mai-juin. 2010. 47-55.

Thompson T., & Ungerleider C. (2004). Single-sex schooling: Final report. Canadian Centre for Knowledge Mobilisation. Retrieved from http://www.cmec.ca/stats/singlegender.en.pdf

U.S. Department of Education, Office of Planning, Evaluation and Policy Development. (2005). Single-sex versus secondary schooling: A systematic review. Retrieved from http://www.ed.gov/rschstat/eval/other/single-sex/single-sex.pdf

Victor Lavy and Analía Schlosser (2007) Mechanisms and impacts of gender peer effects at school. NBER Working Paper No. 13292.

 

* خريج قسم علم الدماغ - جامعة تل أبيب.

التعليقات