كيف يمكننا وصف الفتاة التي تعاني من ظلم أسرتها؟ ربما يكفي أن نقول إنها مثل ساندريلا ليتخيل من يسمعك حجم معاناتها. وكيف يمكنك وصف شخص ما بأنه كذاب؟ ربما يمكننا القول بأنه كبينوكيو. ماذا عن الفتاة التي تمضي جل وقتها في النوم؟ هل تشبه الأميرة النائمة؟
شئنا أم أبينا، فإن الحقيقة تقول بأن أفلام والت ديزني أثرت علينا بشكل رهيب، فأنت تستعمل لازمات لشخصيات في أفلامها، وتستعمل الشخصيات نفسها في توصيف من حولك في صفاتها كما فعلنا في بداية المقدمة. كما أنك تتبنى الأفكار التي طرحت فيها حتى دون أن تشعر. فكيف أثرت أفلام ديزني على الأجيال المختلفة هكذا؟
في هذا المقال، سنعود في الذاكرة سويًا لنتحدث عن 5 من أمتع أفلام والت ديزني التي أسرتنا جميعًا واستمر صداها في حياتنا حتى اللحظة.
سندريلا
لا أظن أن أحدًا في هذه الدنيا لا يعرف هذه الأميرة. في عام 1950، أبدعت شركة والت ديزني تحفة فنية خالدة من خلال فيلم الرسوم المتحركة "سندريلا". والتي تعود قصتها الأصلية لحكاية "سندريلون" للكاتب الفرنسي شارل بيرو، ليصبح العمل الثاني عشر في سلسلة أفلام ديزني الكلاسيكية.
عرض الفيلم لأول مرة بشكل محدود في 15 فبراير 1950، من قبل شركة "صور راديو ركو". تعاون ثلاثة مخرجين مبدعين في إخراج الفيلم: كلايد جيروموني، هاملتون لوسك، ويلفريد جاكسون.
أما عن الموسيقى التصويرية، فقد تولى كتابتها نخبة من المؤلفين الموهوبين: ديفيد ماك، وجيري ليفينغستون، وآل هوفمان.
تزين الفيلم بأغاني لا تزال راسخة في ذاكرة الأجيال، مثل:
- "الحلم هو أمنية يصنعها القلب".
- "بيبيدي بوبيدي بو".
- "لذلك هذا هو الحب".
- "غناء العندليب الحلو".
- "أغنية العمل".
- "سندريلا".
تروي قصة الفيلم حكاية سندريلا، الفتاة الطيبة التي تعيش حياة قاسية مع زوجة أبيها الشريرة وابنتيها. لكن حلمها يتغير عندما تظهر جنية طيبة لمساعدتها في حضور حفل الرقص الملكي.
مع لمسة من السحر، تتحول سندريلا إلى أميرة جميلة، وتقع في حب الأمير الوسيم. لكن تعويذة الجنية محددة بوقت، وعليها العودة قبل منتصف الليل. تغادر سندريلا الحفل على عجل، تاركة وراءها حذاءها الزجاجي كدليل للأمير.
ليشرع الأمير في رحلة للبحث عن صاحبة الحذاء، ويكتشف في النهاية أنها سندريلا، وتتوج قصة حبهما بزواج سعيد.
حكاية سنو وايت والأقزام السبعة
في مملكة بعيدة، عاشت ملكة جميلة مع زوجها الملك وابنتها الجميلة بياض الثلج. لكن الموت غيب الملكة، ليتزوج الملك من امرأة شريرة طموحة.
سعت الملكة الجديدة للتخلص من بياض الثلج الجميلة، فأرسلتها مع صياد للغابة ليقتلها. لكن الصياد، بدلاً من ذلك، نصح بياض الثلج بالهرب والاختباء في الغابة.
هناك، لفتت بياض الثلج انتباه سبعة أقزام يعيشون في كوخ صغير. رحبت بها الأقزام بحرارة، وعاشت معهم بسعادة، تقوم بأعمال المنزل وتعتني بهم.
في غضون ذلك، اكتشفت الملكة الشريرة أن بياض الثلج ما زالت على قيد الحياة من خلال مرآتها السحرية. تنكرت الملكة في هيئة بائعة تفاح، وسممت تفاحة سحرية. أعطت التفاحة المسمومة لبياض الثلج، التي غفت في نوم عميق.
ظن الأقزام أن بياض الثلج قد ماتت، فوضعوها في تابوت زجاجي. وبينما كانوا يحزنون عليها، صادف مرور الأمير الوسيم، فوقع في حبها من النظرة الأولى. وعندما قبلها، استيقظت بياض الثلج من غيبوبتها، وعاشوا معًا في سعادة أبدية.
في هذه القصة، تنتصر روح الخير على الشر في النهاية. بياض الثلج، بجمالها وطيبة قلبها، تغلب على مؤامرات الملكة الشريرة بمساعدة الأقزام والأمير. تُظهر القصة أيضًا أهمية الصداقة والحب في التغلب على الصعاب.
بينوكيو
كان فيلم "بينوكيو" بمثابة رد على النجاح الساحق الذي حققه فيلم "سنو وايت والأقزام السبعة" في عام 1940. وعُرض الفيلم لأول مرة في دور العرض من خلال شركة RKO Radio Pictures، ليحفر اسمه كأحد أشهر إبداعات ديزني، مستوحى من قصة الكاتب الإيطالي كارلو كولودي "بينوكيو: حكاية دمية".
وتدور أحداثه حول دمية خشبية تُدعى بينوكيو، تُمنح الحياة من قبل حورية زرقاء سحرية. تُخبر الحورية بينوكيو أنه بإمكانه أن يصبح صبيًا حقيقيًا إذا أثبت شجاعته وصدقه وعدم أنانيته.
يشرع بينوكيو في رحلة مليئة بالمغامرات لتحقيق حلمه، مُواجهًا خلالها العديد من الشخصيات الغريبة والخطيرة. وتُشكل هذه التجارب دروسًا قيّمة لتعليمه معنى المسؤولية والصدق والحب.
روبن هود
صدر فيلم الرسوم المتحركة "روبن هود" عام 1973 من إنتاج شركة والت ديزني، ليصبح الفيلم رقم 21 في سلسلة أفلام الرسوم المتحركة الشهيرة. وتدور أحداث الفيلم في إنجلترا خلال فترة غياب الملك ريتشارد قلب الأسد، حيث يحكم أخيه الشرير جون البلاد ويُثقل كاهل الشعب بالضرائب.
وبالتالي يُجسد الفيلم قصة البطل الشعبي روبن هود، الذي يعيش مع مجموعة من رفاقه في غابة شيروود، ويناضلون ضد الظلم ويُساعدون الفقراء والمظلومين. يتميز الفيلم بأسلوبه الفريد في تصوير الحيوانات بشكل بشري، حيث نرى روبن هود وماريان ثعالب، بينما ليتل جون دب، والأمير جون أسد، والراهب تاك غريرا.
حقق الفيلم نجاحاً كبيراً عند عرضه، وحصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية.
مغامرة أليس في بلاد العجائب
تم إنتاج الفيلم الذي تم اقتباسه من رواية للكاتب الإنجليزي لويس كارول عام 1951 من قبل شركة والت ديزني. وحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه، وحصل على العديد من الجوائز.
أما بالعودة إلى القصة، ففي يوم صيفي دافئ، بينما كانت أختها الكبرى تقرأ لها من كتاب التاريخ، سرحت أليس بعقلها بعيدًا عن الملل. فهي لم تجد متعة في الكلمات المكتوبة بلا صور أو حوارات، ففضلت أن تتخيل عالمًا خاصًا بها.
وفجأة، ظهر أرنب أبيض يرتدي معطفًا ويمسك بساعة، لينطلق مسرعًا في طريقه. دفع فضول أليس القوي بها إلى مطاردته، فدخلت وراءه إلى جحره لتجد نفسها أمام باب مغلق.
استعانت حينها بـ "الباب المتكلم" الذي ساعدها على شرب قنية صغيرة جعلتها تصغر في الحجم. وبذلك، تمكنت من العبور عبر الباب واكتشاف عالم غريب مليء بالمفاجآت.
فقد وجدت نفسها في غابة كثيفة، تبحث عن "الأرنب الأبيض" الذي قادها إلى لقاء توأمين غريبي الأطوار أولًا. ثم قادها صوت الغناء والرقص إلى منزل "صانع القبعات المجنون" حيث أقيمت حفلة شاي غريبة. جلست أليس على الطاولة وشربت الشاي، محاطة بأحداث غريبة وغير منطقية. ليظهر "الأرنب الأبيض" مرة أخرى، لكنه هرب سريعًا كما فعل في المرة الأولى، فطاردته أليس مرة أخرى.
وصلت أليس إلى حديقة مليئة بالزهور المتكلمة التي تحدثت معها وغنت. لكن سرعان ما اعتبرتها "حشيشة ضارة" وطردتها من الحديقة. شعرت أليس بالوحدة والخوف في مكان مظلم، وتمنت العودة إلى منزلها. لحسن الحظ، ظهر "القط المتخفي" وأرشدها إلى قصر الملكة التي وعدتها بمساعدتها في العودة إلى المنزل.
في قصر الملكة، فوجئت أليس بأوراق اللعب وهي تصبغ الأزهار البيضاء باللون الأحمر. وعندما وصلت الملكة مع حراسها واكتشفت أن الأزهار بيضاء في الأصل، أمرت بقطع رؤوس الجميع، بمن فيهم أليس. لكن لحسن الحظ، نجح الملك في إقناعها بالعفو عن أليس. وتنتهي تلك المغامرة اللامعقولة على صوت أختها الكبرى التي سألتها: "أليس، هل أنت نائمة؟".
التعليقات