غياب الطلاب عن المدارس في رمضان: الأسباب والحلول

غياب الطلاب عن المدارس في رمضان: الأسباب والحلول

تتسع ظاهرة غياب الطلاب عن الدوام وخصوصا في المدارس الإعدادية والثانوية في شهر رمضان، بسبب السهر ومتابعة المسلسلات والبرامج التلفزيونية والعادات الاجتماعية المتبعة، إضافة إلى زيارات الأقارب والأصدقاء والجيران في ساعات متأخرة من الليل.

وتعتبر هذه المشكلة ظاهرة إذ أنها تتكرر وتمارسها فئة كبيرة من الطلاب لذا هي خطيرة ولا بد من محاولة التخلص منها وحلها لأنها ظاهرة سلبية تؤثر على الجيل والتعليم والتحصيل.

يونس نصار

وحذر السيكولوجي، يونس نصار، من هذه الظاهرة السلبية، وقال لـ"عرب 48" إن "ظاهرة التسرب أو الغياب والتأخر عن المدارس في رمضان باتت ظاهرة اجتماعية ذات أبعاد سلوكية ونمطية، واليوم تشكل تحديا كبيرا لمسار التربية والتعليم، ولهذه الظاهرة أسباب عديدة متداخلة ومتفاعلة تشكل عامل ضغط على الطالب وتدفعه إلى التسرب، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدني قدرة الدراسة أو الرسوب المتكرر وتراجع رغبة التعليم.

"عرب 48": كيف تواجه المدارس هذه الظاهرة؟

نصار: إن المدارس بوصفها ووظيفتها كمؤسسة تربوية اجتماعية تتفاعل مع الواقع الاجتماعي العام، ولا شك أن للمدرسة دور فاعل جدا في بناء شخصية الطالب، ولكن مع الأسف نلاحظ أن التعامل مع هذه التحديات دون المستوى المطلوب. بعض ردود الأفعال من قبل الطاقم التدريسي واتباع أساليب العقاب والترهيب إنما ينم عن عدم فهم كاف لإسقاطات هذا السلوك على الطلاب، ولذلك نحن نوصي دائما باتباع أسلوب الحوار البناء لحل هذه الإشكاليات والابتعاد قدر الإمكان عن أساليب الفرض والقسرية التي من شأنها ترك آثار سلبية في نفوس الطلاب، وتترك مشاعر عجز وإحباط لدى الطلاب.

"عرب 48": ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للأهل والمدارس في رمضان؟

نصار: إن شهر رمضان ترافقه عادات اجتماعية وتقاليد تؤدي بطبيعة الحال إلى تغيير السلوك اليومي، ولذلك يجب تحضير الطلاب مسبقا لهذه التغييرات خاصة ما يرتبط بساعات النوم الكافية، اللقاءات الأسرية الخاصة وضرورة تنظيمها وصياغتها لتلائم تغييرات الشهر الفضيل. كما يتوجب على المدارس كمنظومة إعداد تغييرات ملائمة تأخذ بالحسبان الفوارق الفردية لدى الطلاب والتغييرات الجماعية، ودمج برامج لا منهجية من شأنها ترغيب الطلاب للقدوم إلى المدرسة، وتطوير آليات تناسب الطلاب ومنحهم مهمات تلائم قدراتهم المتفاوتة، ولا سيما والأهم ربما دمج الأهل بالسيرورة التعليمية والتربية بشكل صادق ودائم، مع تبني أساليب ترغيب لا ترهيب تشجع الطالب ولا تنفره من التعليم.

"عرب 48": بعض المدارس تتبع فرض امتحانات لإلزام الطلاب بالحضور، كيف ترى هذا الأسلوب؟

نصار: هذا رد فعل عكسي خاطئ. ينبغي أن يتواصل البرنامج الدراسي كالمعتاد، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة إرهاق الطلاب، مثلا عبر مهام مثل أوراق عمل ووظائف بديلة عن الامتحان، وبرنامج تحفيز للطلاب يبنى بتعاون مع الأهل، مع التأكيد على أن رمضان ليس شهر إجازة ويجدر أن نحافظ فيه على نمط حياة عادي قدر الإمكان.

التعليقات