22/04/2025 - 09:38

هل يستعيد فريق إخاء الناصرة عافيته؟!

يسعى القائمون على نادي إخاء الناصرة، في هذه الأيام، إلى إحياء الفريق وإعادته مجددا إلى سابق عهده، وتجمع إدارة الفريق الجديدة على أن الإخاء قادر على استعادة عافيته وتسجيل إنجازات رياضية كتلك التي كانت في السابق.

هل يستعيد فريق إخاء الناصرة عافيته؟!

لاعبو إخاء الناصرة (خاصة لـ"عرب 48")

عندما سألت صديقي عن حال فريق مكابي الإخاء - الناصرة، الذي يواكب الفريق ويرافقه في الذهاب والإياب، ويشاهد كل مبارياته منذ سنوات طوال قال لي إن "حال مدينة الناصرة يعكس حالة الفريق".

وأضاف أن "سجل الفريق يشهد له بالعراقة، لكنه بدون حاضر، والمقلق أكثر أنه قد يكون بلا مستقبل أيضا، إذا ما بقي الحال على ما هو عليه اليوم"!

واستطرد أن "الفريق أصبح يتيما بعد هبوطه المدوي إلى صفوف الدرجة الأولى قبل سنتين. يديره الآن وصي أو مؤتمن بعد أن انفض الجميع من حوله. هناك شائعات تثار هنا وهناك حول تولي رجال أعمال إدارته بهدف إعادته إلى أعلى المستويات، لكن حتى الآن مستقبله مجهول، خاصة بعد توقف الدرجة الأولى وإلغاء كل المباريات فيها بسبب شبهات التلاعب في نتائج المباريات، وهذا الأمر قد يكون عرقل تولي جمعية إدارة شؤون الفريق، بقيادة اللاعب السابق والمدرب وسيم نصرة، مدير المدرسة الابتدائية في بئر الأمير، وهو لاعب ومدرب سابق في الفريق النصراوي، على الرغم من أن المؤتمن المحامي نداف مايوست، أكد بأن الجمعية التي يجري الحديث عنها لم تستوف الشروط اللازمة لإدارة وتولي شؤون الفريق. لكن ما هو مؤكد أن الفريق بين حانا ومانا، ويبدو أنه أقرب إلى الهاوية منه إلى بر الأمان".

من مباراة للإخاء (أرشيفية)

يقول جابر أبو أحمد، وهو واحد من اللاعبين السابقين في فريق مكابي الإخاء، والذين ارتبط اسمهم بالفريق منذ نشأته لا بل أنه أصبح أحد رموز الفريق، لـ"عرب 48" إن "ما كان يميّز فريق الإخاء الناصرة، في سنوات الثمانين وحتى صعوده إلى الدرجة العليا في 2003 هو أنه كان دائما يستمد قوته من اللاعبين المحليين، أبناء البلدة، وكان الفريق منتجا ومصدرا للنجوم الذين وصلوا إلى العالمية ومنهم نجوان غريب الذي لعب في صفوف أستون فيلا الإنجليزي، ومؤنس دبور الذي لعب وما زال في العديد من الفرق الأوروبية".

وأعرب جابر أبو أحمد عن سعادته لقرار محكمة الاتحاد العام لكرة القدم، والتي أقرت أن الفريق "نظيف" من أية ديون أو مستحقات وأنه لن تتم ملاحقته من قبل دائرة الإجراءات، كما أنه بريء من تهم الفساد والتلاعب بنتائج المباريات التي بسببها جُمدّت كافة مباريات دوري الدرجة الأولى.

وعن تأسيس فريق نادي الإخاء - الناصرة في مطلع سبعينيات القرن الماضي، قال جابر أبو أحمد، إنه "تأسس النادي عام 1973 نتيجة اندماج فريقي الأهلي والسلام، بهدف توحيد الجهود الرياضية في المدينة، وبدأ نجمه يسطع في نهاية السبعينيات حين ارتقى إلى الدرجة الثانية ومن ثم إلى الدرجة الأولى، واستقطب الفريق في مطلع الثمانينيات المشجعين من مختلف أنحاء البلاد بقيادة المشجع الأول الراحل وليد سندياني".

جابر أبو أحمد

وفي تلك الحقبة الزمنية كان الفريق يعتمد في الأساس على اللاعبين من أبناء المدينة، وكان أحيانا يعزز قدراته بلاعبين أو ثلاثة من خارج المدينة، كما أنه استقطب أفضل المدربين أمثال نبيل برانسي والراحل عزمي نصار وغيرهم ممن صعدوا مع الفريق إلى الدرجات العليا، على الرغم من الصعوبات والتحديات التي كانت تواجه الفريق من عنصرية في الملاعب ومؤامرات من بعض الفرق لإفشال الفريق إلا أنه ظل صامدا في وجه التحديات.

وعن هذه التحديات، قال اللاعب الذي اعتبر رمزا من رموز فريق الإخاء، علي أبو أحمد، لـ"عرب 48" إن "الفريق ولد من رحم الأحياء الفقيرة في المدينة، واستمر بقوّة الانتماء للفريق، فكانت قلوب اللاعبين تنزل إلى أرض الملعب قبل أقدامهم، وكان كل واحد منهم يبذل الغالي والنفيس في سبيل الفوز والبقاء والارتقاء".

وأضاف أنه "لم نكن نعتاش من كرة القدم، بل على العكس كنا نغلق مصالحنا التجارية أو نعود من أعمالنا مبكرا لنذهب إلى التدريبات ونشارك في المباريات، وكثيرا ما كنا نحن اللاعبين نصل إلى الملاعب بواسطة مركباتنا الخاصة عند الأزمات الاقتصادية التي حلّت بالفريق وما أكثرها".

وتابع أن "بداية التراجع بدأت عندما أصبح اللاعب يبحث عن الربح المادي قبل المعنوي، وعندما أصبح اللاعب يطلب ويأخذ أكثر مما يعطي، وهذا طبعا لم يكن في عهدنا وإنما في الأجيال اللاحقة، وعندما أقيمت مدارس تعليم كرة القدم وأديرت من قبل أشخاص غير مؤهلين ومدربين مستهترين".

علي أبو أحمد

ويرى علي أبو أحمد بأن "الضربة القاضية التي وجهت إلى فريق الاخاء الناصرة هي نقل الملعب من شارع توفيق زياد والمدرسة الثانوية البلدية إلى بلدة عيلوط المجاورة، وهو ما جعل الناس ينفضّون من حول الفريق ويقاطعون مبارياته، وقد ابتعد الفريق عن مركز المدينة وعن قلوب الجماهير التي فقدت الشعور بالانتماء للفريق. واستمر في التراجع إلى أن وصل لما هو عليه اليوم".

صحيح أن فريق الإخاء قد تراجع في السنوات الأخيرة مهنيا واقتصاديا، الأمر الذي حال دون بناء كوادر من اللاعبين القادرين على قيادة الفريق إلا أن جابر وعلي أبو أحمد يؤكدان أن مدينة الناصرة تستحق فريقا يمثلها في الدرجة العليا، وهذا الأمر يحتاج إلى استدامة ومتابعة، وضرورة ألا يُترك الفريق، لا بل أن ينمي المواهب الصاعدة التي لطالما كانت هي أكسجين الحياة لفريق الإخاء.

ويقول جابر أبو أحمد إن "الفريق سيخرج من أزمته وينهض من جديد، وهو فريق حرّ اليوم لم يعد غارقا في الديون، ولديه إدارة جديدة بقيادة اللاعب والمدرب وسيم نصرة، وعاد النجم نجوان غريب ليشرف على تدريبات مدارس كرة القدم ومجموعات الأشبال والشبيبة في الفريق، ونؤمن بأن لدينا طاقات ستعيد للفريق عافيته".

أما علي أبو أحمد، يرى بأن "فريق الإخاء يستطيع أن ينهض كالعنقاء في حال أُعطي كل لاعب فيه الفرصة لإثبات نفسه وقدراته على أرض الملعب، من العمل الجاد والمهني على تنشئة الجيل الواعد الذي سيقود الفريق إلى مستقبل مشرق".

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال اللاعب والمدرب وسيم نصرة، الذي يتولى اليوم إدارة جمعية "الإخاء - الناصرة للرياضة" إنه "بعد أن تم تبرئة الفريق من الديون ومن الفساد، تسلمنا نحن مجموعة من الشباب الغيورين على مصلحة الفريق شؤون إدارته، ونعمل منذ اليوم الأول لعودة الدوري على إعادة ثقة الجمهور بالفريق ودعمه ماديا ومعنويا كل من خلال موقعه، وسنعمل على دمج أكبر عدد من لاعبي الشبيبة في إطار الفريق والنهوض بالفريق بالاعتماد على أبناء المدينة المتحمسين للفريق".

وسيم نصرة

وأكد نصرة على أن "هؤلاء الأشبال هم من صمدوا وبذلوا جهودا جبارة في الموسم الأخير (الحالي المتوقف) ونجحوا في إخراج الفريق من قاع اللائحة ومن منطقة الخطر"، ووصفهم بأنهم "أبطال الفريق الذين يمكن الاعتماد عليهم والذين لعبوا بدون أجر أو راتب يذكر".

وتابع يقول إنه "نفتخر ونعتز بأننا لم ننجف وراء الإغراءات والفساد الذي لحق بسائر فرق الدرجة الأولى من تلاعب في النتائج على الرغم من التحديات والظروف الصعبة التي واجهت الفريق. حافظنا على نزاهتنا وكنا أول فريق يخرج من دائرة التهم بالفساد".

وأعرب وسيم نصرة عن أمله أن "ينهض الفريق مجددا إلى المكانة التي تليق به بفضل أبناء الشبيبة ومدرسة كرة القدم التي سيشرف عليها اللاعب السابق والنجم نجوان غريب".

التعليقات