20/06/2021 - 18:24

مؤتمر "بلدنا": 72% من الشباب يرون أنفسهم جزءًا من الشعب الفلسطيني

انطلقت جمعية الشباب العرب "بلدنا" في مدينة حيفا، صباح اليوم الجمعة، بمؤتمرها لعرض نتائج بحث "قضايا الشباب"، الذي أجرته حول احتياجات وتصورات الشباب في الداخل الفلسطيني ويتناول 4 محاور رئيسية: الهوية، المواقف السياسية والاجتماعية، التطوع والمشاركة الجماهيرية، التعليم والعمل.

مؤتمر

من مؤتمر "قضايا الشباب" بحيفا، اليوم (عرب 48)

انطلقت جمعية الشباب العرب "بلدنا" في مدينة حيفا، صباح اليوم الجمعة، بمؤتمرها لعرض نتائج بحث "قضايا الشباب"، الذي أجرته حول احتياجات وتصورات الشباب في الداخل الفلسطيني ويتناول 4 محاور رئيسية: الهوية، المواقف السياسية والاجتماعية، التطوع والمشاركة الجماهيرية، التعليم والعمل.

ويستدل مما جاء في نتائج البحث أن نحو 15 ألف طالب عربي يدرسون في الخارج.

وكشف البحث نتائج غير متوقعة في مواضيع معينة ومفاجئة وصادمة في مواضيع أخرى، وتم إجراؤه من خلال استبيان يتألف من 50 سؤالًا شارك فيه مئات من الشبان والشابات في البلاد من الشمال حتى الجنوب، بالإضافة إلى 10 مجموعات بؤرية شكلت في مناطق مختلفة وضمت نحو 200 شاب وصبية، ونوقشت فيها هذه المواضيع لساعات.

وافتتحت مديرة جمعية الشباب العرب - "بلدنا"، نداء نصار، أعمال المؤتمر بالقول إنه "عندما نتحدث عن شريحة الشباب، وهي بالغة الأهمية عدديا ومكانة، فإننا نتحدث عن هي شريحة تشكل 35% من مجتمعنا، ومؤخرا رأينا أن هذه الشريحة قادرة للتغيير ومتفاعلة بشكل دائم مع المحيط، وهي متفاعلة بدرجة عالية ومتغيرة ويجب أن نكون متيقظين لملاءمة أدواتنا".

وأضافت أن "الشباب الفلسطيني ليس بعيدا عن التغيرات في العالم، الأمر الذي يدعونا لنعيد النظر ونتوخى الجدية، ويجب التفكير في كيفية التعامل لنكون مؤثرين".

وختمت نصار بالقول إنه "علينا التشديد على دور البحث بتحديد احتياجاتنا ومرجعياتنا وخططنا التنموية وخاصة عند الحديث عن شريحة الشباب التي هي مكمن وطني. من المهم أن نضع الخطط التي نريدها، والدفع لتحديد مرجعياتنا الوطنية. هذه دعوة للتعاون والانتقال لمرحلة التطبيق".

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في كلمته إن "هذا البحث مهم جدا، لكن مهم أن يتشعب إلى مساحات عملية وعينية من أجل أن يتحوّل إلى برنامج عمل".

ويناقش في المحور الأول للمؤتمر كل من خالد عنبتاوي الذي يعرض نتائج الدراسة بقسم الهوية والمشاركة الجماهيرية لدى الشباب، وتتحدث الباحثة في علم الاجتماع السياسي، ومديرة مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، د. هنيدة غانم. وفي هذا السياق يتحدث كذلك كل من مديرة جمعية نساء ضد العنف، نائلة عواد، والمستشار التنظيمي، مهند بيرقدار، فيما ترأس الجلسة المحامية في مجال حقوق الإنسان والناشطة النسوية والسياسية، سهير أسعد.

وأظهرت نتائج بحث جمعية الشباب العرب "بلدنا" تحت عنوان "الشباب الفلسطنيون في أراضي الـ48، تصورات ومواقف واحتياجات"، أن 74.2% من الشباب لا ينتمون لأي إطار سياسي. أما المعطيات حول الحضور الهوية الوطنية والقومية كمدخل للتعريف عن الذات لدى الغالبية أن قرابة 78% المستطلعة قد استدمجوا الهوية الوطنية أو القومية في تعريفاتهم المختلفة. كما تظهر النتائج انعدام وقت الفراغ التي يمضيها الشباب في مناسبات اجتماعية، كزيارة أصدقاء أو الترفيه عن النفس، وبين تلك الساعات التي يمضيها في المشاركة الجماهيرية سواء كما تظهر النتائج انعدام قضاء وقت الفراغ في نادي الشبيبة حزبي، إذ أن قرابة 90% من الشباب لا يمضون وقتا البتة في أي نادي شبيبة حزبي، و1.4% فقط يقضون أكثر من 35 ساعة شهريا فيه، وقرابة 8% يقضون بين ساعة إلى 15 ساعة شهريا في نادي حزبي.

من المؤتمر

وجاء في معطيات البحث أنّ 72% من الشباب يرون أنفسهم جزءًا من الشعب الفلسطيني، و70% منهم يرون أنّ الشرطة مسؤولة عن الجريمة في المجتمع الفلسطيني بالداخل، و77% مع حق المرأة بالعمل و94% منهم مع حق النساء في الحصول على التعليم الأكاديمي، لكن في جانب الحريات الشخصية تنخفض النسبة بشكل ملحوظ.

أما فيما يتعلق بالشباب والمشاركة الجماهيرية والتطوع فرأى قرابة 66% من الشباب أن ثم نقص بصورة ما في أطر التطوع في بلدتهم وقريتهم وأبدى ما يقارب 77% من الشباب الاستعداد للتطوع بمشاريع إغاثة وخيرية كما أبدت الأغلبية استعداداها في التطوع بشكل عام. أما فيما يتعلق في الهوية والمواقف السياسية والاجتماعية فقد أبدى معظم المشاركين وعيا كبيرا في السياسات الاستعمارية والعنصرية الإسرائيلية ورفضت الغالبية الساحقة منهم لهذه السياسات إذ أظهرت دراسة الكمية أن 70% من الشباب المشاركين لا يشعرون بالفخر تجاه دولة إسرائيل وأن 81% منهم لا يرون بإسرائيل دولة ديمقراطية ورفض 74% منهم مشروع الخدمة المدنية.

وحول نتائج الدراسة في القضايا الاجتماعية فقد أظهرت نتائج الدراسة الميدانية وعي الشباب لخطورة ظاهرة العنف والجريمة ووعيا لدور الشرطة المتواطئ وفقا لتصورهم معها والذي يمس عمليا في انتشارها، حمل المشاركون في الدراسة الكمية مسؤولية كبيرة للشرطة في انتشار الجريمة والعنف إذ رأى 75% من الشباب أن الشرطة مسؤولة بدرجات متفاوتة عن انتشار العنف والجريمة والمجتمع كما أحال قرابة 64% من الشباب المشاركين إلى دور الاهل والتربية في المنزل وتأثيره في تفشي الجريمة والعنف أما فيما يتعلق بالتعليم الجامعي بينت الدراسة أن ثم تأثير طرأ على نمط التوجهات في أولويات التعليم العالي والرغبات المستقبلية، إذ أشار 30.4% من المشاركين بالدراسة الكمية إلى أنهم يرغبون في التخصص بالحاسوب والهندسة مستقبلا فيما أبدى 24.5% رغبة بالتخصص بالطب أو مواضيعه المساعدة ويتضح من النتائج أن الطب ومجالاته لم تعد الرغبة الحصرية الأولى لدى الطالب العربي.

وجاء في بيان صدر عن "بلدنا": "أما أكثر المعطيات إثارة للقلق واستدعاء للعمل كان الانتماء الديني والجانب الطائفي، إذ أبدت نسبة مرتفعة من الشباب تصورات طائفية تستدعي التأمل والعمل الجاد والمستعجل، إذ قال ما يقارب 39% إنهم يفضلون السكن في بناية غير مختلطة الديانات أو الطوائف. و52% يفضلون السكن في حي مكون من نفس ديانتهم و43% يفضلون التعلم في مدرسة غالبية طلابها من نفس دياناتهم، كما يفضل 36% العمل مع أناس من نفس ديانتهم".

وقالت نصار في حديث لـ"عرب 48" إن "البحث الذي أجريناه له ضرورة لاستكماله طيلة الوقت، أبدا لا تكن النتائج ثابتة لأي بحث لمدة زمنية طويلة من الوقت، خاصة أننا نتحدث عن شريحة متغيرة متفاعلة مع المحيط المجتمعي المباشر، السياق الإسرائيلي الذي يؤثر بشكل منهجي ومخطط ودائم لهذه الشريحة توجد حاجة وضرورة وإعادة الفحص والبحث في هذه المسميات والاحتياجات بشكل دائم، وتوجد ضرورة كيف أثرت الهبة على الشباب، وما هي منطلقاتهم وكيف يقرأون مشاركتهم في هذه الهبة، جميعنا نسأل ما الذي حصل، مهم القول إن الهبة الأخيرة هي امتداد لتفاعلات وتراكمات موجودة عند الشباب والمجتمع أدت لهذه الهبة، وهي ليست نقطة زمنية صفر بل هي امتداد لشي واستكمال لشيء آخر".

وتابعت "الحدث الأساسي من البحث هو إعادة قضايا الشباب على الطاولة، على ضوء استقراء في كيفية ينظر الشباب إلى احتياجاتهم مواقفهم وتصوراتهم، وهي القيمة الأساسية المضافة التي لا تتحدث باسم الشباب ولا تصقل قوالب جاهزة عن الشباب، بينما تسأل الشباب أنفسهم عن كيف ينظرون إلى مناحي حياتهم المختلفة سواء تعريف الهوية، المستوى السياسي أو الاجتماعي، تطلعاتهم في ما يخص التطوع والعمل الجماهيري، القيمة المضافة والمساهمة هو فخص مع الشباب ما يفكرون حتى تكون خطط العمل لنا كجمعية شبابية أو أي إطار فاعل تهمه شأن الشباب".

وقال خالد عنبتاوي القائم على إعداد البحث لـ"عرب 48" إنه "نأمل أن يكون مسار تطبقي بعد هذا المؤتمر على الأسئلة التي طرحت في هذه الدراسة، منطلقات الدراسة قائمة على فهم أساسي لواقعنا في الداخل على أنه متأثر بشكل مباشر من السياسات الإسرائيلية كمؤسسات ودولة عامل أساسي لتشكيل هوية الشباب وتكوينهم السياسي والاجتماعي".

التعليقات