03/11/2014 - 15:14

لنقلب السحر على الساحر/ عمار أبو قنديل

مع بداية السنة الدراسية الجامعية الجديدة، وجب علينا تسليط الضوء على واقعنا كحركات طلابية ناشطة في منطقة بئر السبع، خاصة بعد العدوان الأخير على غزة.

 لنقلب السحر على الساحر/ عمار أبو قنديل
مع بداية السنة الدراسية الجامعية الجديدة، وجب علينا تسليط الضوء على واقعنا كحركات طلابية ناشطة في منطقة بئر السبع، خاصة بعد العدوان الأخير على غزة.
مع التأكيد على ضرورة الإنجاز التعليمي، هناك ضرورة للتذكير بأهمية الدور الطلابي الفعال في العمل السياسي في الجامعات، علمًا أن هناك أهمية كبرى لهذا الدور في التصدي لسياسات الدولة العنصرية على أشكالها المختلفة.
خلافاً لسنين سابقة، يحمل هذا العام ميزةً خاصة، يحمل في طياته واقعًا خاصًا كونه عام "ما بعد العدوان".
جلب العدوان الأخير على غزة على شعبنا الفلسطيني متغيرات كثيرة وتحديات جديدة، فرضته كواقع يحتم علينا معرفة التعامل معه، هذا الواقع يفرض علينا دراسة هذه المتغييرات والتحديات وبناء استراتيجية عمل لصدها ومنعها من النيل منا.
تعتبر الحرب مناسبة للأم الشروخ الموجودة في المجتمع الإسرائيلي، فالكل وقت الحرب يجتمع على كراهية العرب التي تأخُذ شرعية من السياسيين الإسرائيلين ويُرحب بها أكثر في الشارع الإسرائيلي.
كوننا نعتبر أنفسنا جزء من الشعب والامتداد الفلسطيني، هذا الواقع الذي نعتز به يغضب الحكومة والمواطنين الإسرائيلين مما يدفعهم الى إحلال عقاب جماعي علينا كفلسطينيين من خلال سن قوانين عنصرية على الصعيد الحكومي وزيادة العنف والكراهية على صعيد المواطنين.
وسأُخص في مقالي هذا منطقة "بئر السبع" انطلاقًا من كونها منطقة "مقصوفة"، حيث طالتها صورايخ المقاومة مراراً وتكراراً خلال العدوان الأخير مما يجعلها منطقة حساسة جداً، وأي نشاط سياسي مستقبلي سيكون عرضة للهجوم من قبل المواطنين من جهة، ومن الطلاب الإسرائيليين المتمثلين بالأحزاب الصهيونية من جهة أخرى.
في أكثر من مناسبة وجد الطالب العربي نفسه في "ملجأ" واحد يحتمي مع الإسرائيلي من صواريخ المقاومة، هذة التجربة خلقت بلبلة في نفوس الطلاب وبنت حاجز خوف عندهم، فكيف في الوقت الذي أعيش فيه نفس واقع الإسرائيلي أستطيع أن أتضامن مع أبناء شعبي الفلسطيني؟
 
لذلك من الضروري التذكير أن العدوان هو نتاج للاحتلال والمقاومة هي أداة شرعية وحق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وتخليص حقه المسلوب من المُحتل، فلا خوف ولا حرج ولا بلبلة، على العكس تمامًا علينا الاستمرار في التأكيد أننا أبناء هذا الشعب ونلوّح بذلك عاليًا وعلى أن نستمر في أخذ دورنا للدفاع عنه وفضح سياسة الحكومة العنصرية.
شهد العام الماضي تعاونًا مباركًا بين الكوادر الطلابية المختلفة في جامعة بئر السبع، في كل ما يخص الوقفات الإحتجاجية والتظاهرات والمناسبات الوطنية وعلى رأسها "أسبوع النكبة" و"دعم الأسرى".
هذا التعاون أزعج إدارة الجامعة وقض مضاجعها، مما دفع بها إلى التضييق على الكوادر لإفشال فعالياتها، هذا التضييق سيشكل تحديًا كبيرًا مع بداية السنة الدراسية الحالية، الذي سيزداد حدةً نتيجة إفرازات وإرهاصات العدوان الأخير على غزة.
هذة التطورات تلزمنا بتجديد التعاون وتطويره وتدفع بنا إلى بناء إستراتيجية عمل مشتركة، مع الحفاظ طبعًا على حرية ممارسة كل كادر لخطابه، هذا التحدي وهذه التطورات هي امتحان لعقلانيتنا ولقدرتنا على تقبل الآخر ولصدق بوصلتنا.
إن كانت الحرب هي مناسبة للأم الشروخ في المجتمع الإسرائيلي، فلتكن عندنا مناسبة للتعالي على الاختلافات الحزبية الموجودة بيننا لبناء قاعدة عمل مشتركة لصد كل أشكال العنصرية والتضييقات الممنهجة من قبل الجامعة، ولنقلب السحر على الساحر.

التعليقات