كيف تربي طفلك على الطريقة الألمانية؟

"بعكس الاعتقاد المُسبق السائد حول التربية الألمانية، إن معظم الأهالي التي قابلتهم في ألمانيا، لم يتعاملوا مع أطفالهم بحزم، بل بحريّة تامة نابعة من ثقتهم بهم"

كيف تربي طفلك على الطريقة الألمانية؟

توضيحية (pixabay)

يسود اعتقاد ما لدى بعض الأشخاص، بأن تربية الألمان لأطفالهم، بالغة الحزم والدقة، إلا أن الواقع ليس بهذه الصورة تماما، أو على الأقل هذا ما تراه الكاتبة سارا زاسكي، في مقالها عن التربية الألمانية في مجلة "تايم" الأميركية.

وقالت زاسكي إنها أحست بالجزع عندما دخلت إلى أحد ملاعب الأطفال في برلين لأول مرة، بعد أن راقبت تصرفات الأهالي الذين اكتفوا بشرب القهوة وتبادل أطراف الحديث، دون أن يعيروا اهتماما لأطفالهم الذين يلعبون، مما حثها على معرفة أسباب ذلك.

وذكرت زاسكي أنه بعكس الاعتقاد المُسبق السائد حول التربية الألمانية، إن معظم الأهالي التي قابلتهم في ألمانيا، لم يتعاملوا مع أطفالهم بحزم، بل بحريّة تامة نابعة من ثقتهم بهم، الأمر الذي أثار فضول الكاتبة لبحث الممارسات التي يقوم بها الأهالي في تربية أطفالهم، وكتبت عن أكثرها غرابة بالنسبة لها.

لا حاجة للقراءة المُفرطة

يعمل المدرسون في رياض الأطفال في برلين على تقوية المهارات الاجتماعية وتوفير المتعة للأطفال، حتى أن بعضهم نصح زاسكي التي تسكن في المدينة، بعدم تعليم أطفالها القراءة في سن مُبكر حتى لا يفقدوا خصوصية التجربة الأولى بالدراسة مع أطفال آخرين. وانطلاقا من هذا المبدأ، تُركز الحضانات على التعليم الاجتماعي واللعب، ويعمل المنطق ذاته على الصفوف الأولى في المدرسة الابتدائية. ومع ذلك، فاق أداء المراهقين الألمان (15 عاما)، في دراسة أُجريت عام 2012، المعدل العالمي بما يتعلق بالقراءة والرياضيات والعلوم.

شجع أطفالك على اللعب بالنار

شرحت زاكسي عن صدمتها حين أحضرت لها طفلتها التي كانت في الصف الثاني، بعد عودتها من المدرسة، واجبا بيتيا كُتب فيه أن عليها مساعدة ابنتها بتحضير مشروع عن النار، والذي اقتضى أنت تراقب طفلتها وهي تُشعل الشموع وأعواد الثقاب لكي تتعلم عن النار.

دع طفلك يذهب إلى معظم الأماكن دون مرافقة

يذهب معظم طلاب المدراس الابتدائية إلى مدارسهم، ويتجولون في أحيائهم بمفردهم، وبعضهم يركب المواصلات العامة لوحدهم. وهذا لا يعني أن الألمان لا يكترثون لسلامة أطفالهم، لكنهم يخشون حركة المرور فقط، وليس حالات الاختطاف.

احتفال بداية المدرسة

تُقيم مدارس برلين، عند دخول الأطفال للصف الأول ابتدائي، احتفالات ضخمة توزع فيها القرطاسية التي يُفترض أنهم يستخدمونها لأول مرّة، وبعد انتهاء الحفل، يحتفل الطفل مع عائلته بهذا اليوم الذي يُطلق عليه باللغة الألمانية "يوم التسجيل". وينتظر الأطفال الصغار هذا الاحتفال بفارغ الصبر، حيث أنه يرمز إلى تغيير كبير في نهج الحياة، ويهدف إلى التشجيع على الدراسة.

ويُقال إن بالنسبة للألمان هناك ثلاثة أحداث تُعتبر الأكثر أهمية، "يوم التسجيل" و"احتفال الشباب" والزواج.

ويحدث "احتفال الشباب" عندما يبلغ الطفل 14 عاما، ويتضمن حفلًا مشابهًا لـ"يوم التسجيل" وتوزيع هدايا أيضا، وهو يرمز إلى المرحلة الثانية من البلوغ. ورغم السلبيات التي ترافق جيل المراهقة، إلا أن الأطفال يعتبرون الاحتفال تخطيا للمرحلة .

الخروج مع الأطفال يوميا

بحسب المقولة الألمانية فإنه "لا يوجد هناك ما يُدعى طقس سيئ، بل ملابس غير مناسبة للطقس فقط". ويُمكن رؤية تقدير الألمان لقضاء الوقت في الهواء الطلق عن طريق النظر إلى المساحات الكبيرة من الحدائق التي تتواجد في حضانات الأطفال والمدارس وشوارع برلين. ويبدو أن الألمان لا يكترثون بمدى البرودة التي قد تسببها درجات الحرارة المنخفضة جدا في برلين، ويستمرون في التجوال مع أطفالهم في الحدائق العمومية، أو حتى إرسالهم إليها بمفردهم.

التعليقات