لهذه الأسباب يفشل الطلاب العرب بالبسيخومتري

يعتبر الطلاب العرب امتحان البسيخومتري- المؤهل لدخول الجامعات في إسرائيل- حاجزًا معيقًا لتحقيق أحلامهم، ويشكل رهبة كبيرة تنمو يومًا بعد يوم في نفوسهم الحالمة بالألقاب الجامعيّة المختلفة.

لهذه الأسباب يفشل الطلاب العرب بالبسيخومتري

صورة توضيحية

يعتبر الطلاب العرب امتحان البسيخومتري- المؤهل لدخول الجامعات في إسرائيل- حاجزًا معيقًا لتحقيق أحلامهم، ويشكل رهبة كبيرة تنمو يومًا بعد يوم في نفوسهم الحالمة بالألقاب الجامعيّة المختلفة، وهو أحد أكبر المخاوف أمام الطلاب المتخرجين أو الموشكين على التخرج من المدارس الثانوية، ولكن ماذا يقول الاختصاصيون حول هذا الامتحان؟ هل هو صعب حقًا؟ وما هي النصائح التي يقدمونها؟

في الحوار التالي الذي أعدّه موقع عرب 48، يشرح أستاذ البسيخومتري ومُركِّز المُرشدين في مركز آفاق للبسيخومتري، جميل اغبارية، للطلاب بشكلٍ موسع ماهية الامتحان، وكيف يمكن تحصيل العلامات المُرادة به.

عمليًا، ما هو امتحان البسيخومتري، وهل هو صعب؟

الترجمة الحرفية لكلمة بسيخومتري أنّه امتحان لقياس النفس، وبما أنّ هذا الامتحان ضروريّ لدخول الجامعات، يختار بعض الطلاب أن يواجهوا الامتحان، والبعض الآخر يفضلون التعليم خارج البلاد هربًا من التعب والجهد، ولكن انا كأستاذ، أؤمن أنّ الطالب إن درسَ سيحصل على علامات أعلى، وواقعيًا لا يستطيع أي طالب الحصول على 700 فما فوق، ولكن إن درسَ أيضًا يمكنه تحصيل علامات.

من تجربتي لسنوات عديدة، أقول إنّ الطالب الذي يبذل جهدًا في الدراسة، يصل في غالب الأحيان إلى العلامة المرجوة، والطلاب اليوم هم أكثر وعيًا تجاه المواضيع المنتقاة، إذ أصبحوا يدركون أنّه ليس كل شخص يستطيع أن يتعلم الطب، ومن جهة أخرى، أصبح الطلب على مواضيع أخرى في مجال الهايتك والهندسة ملاحظًا وبشدة.

بماذا يختلف امتحان البسيخومتري عن باقي الامتحانات؟

ما يميز البسيخومتري أنّه لا يعتمد على أسلوب التلقين والحفظ كامتحانات البجروت، ولكن البسيخومتري أعدّ للتفكير والتحليل العميق، هناك مواضيع سهلة تعلمها الطالب في المرحلة الابتدائيّة كعمليات الكسور، ولكن بالمقابل لا يستطيع الطالب حل السؤال، وهذا ليس بسبب عدم تعلّمه المادة، بل لسبب عدم اعتياد الطلاب العرب على نوع تفكير معيّن يعتمد عليه البسيخومتري.

يكون الطالب معتادًا على نمط امتحانات البجروت التي تستند إلى الحفظ في مواضيع مثل العربي والتاريخ والعبري والمدنيات، ومن قلائل المواضيع التي تحتاج إلى التفكير هو الرياضيات، وبسبب ذلك يعتبر أصعب من باقي المواضيع، بينما السيخومتري  يعتمد على التحليل واتباع طرق معينة، والطلاب في البجروت تكون معتادة على حل السؤال بنصف ساعة، أما في البسيخومتري فأقصى سؤال لا يجب أن يزيد حلّه عن دقيقة واحدة بالمعدل، هناك اسئلة تُنتهي بعشرة ثواني وأخرى تحتاج دقيقتين.

هل البسيخومتري يقيس الذكاء وملاءمة الطالب للموضوع حقًا؟

امتحان البسيخومتري لا يحتوي على علامة نجاح وعلامة فشل، يعمل على محاولة للتنبؤ بقدرات الطالب، لا يقيس الذكاء فقط بل يعتمد كثيرًا على الجدّ والاجتهاد.

منذ عام 2012 تمّ إدخال فصل للإنشاء، وهو الفصل الوحيد المفتوح في الامتحان، وبقية الأسئلة على النمط الأميركي المغلق، ولكل كل سؤال اربع اجابات، فصلين تفكير كمي 'رياضيات' و3 فصول كلامي  و3 فصول لغة انجليزيّة.

بماذا يستصعب الطلاب العرب بالبسيخومتري؟

الطلاب العرب يستصعبون بالقسم الكلاميّ، وهو أكثر معدلات الطلاب العرب تدنيًا، رغم احتوائه على ستة مواضيع فقط، بينما تكون علاماتهم أعلى في الكمي الذي يحتوي على 35 موضوع، فالاسئلة في المجال الكلاميّ لا تُدرّس في المدرسة، ولا يتعرّف الطالب على هذا النوع من الاسئلة إلا في البسيخومتري وهي مواضيع تفكيريّة وتحليليّة بحتة.

هل تنبع صعوبة البسيخومتري لدى طلابنا العرب بسبب النهج التلقينيّ في المدارس وليس التحليليّ؟

لا ننكر أنّ امتحان البجروت هو امتحان صعب، ومن حيث الصعوبة، فامتحان البجروت هو أصعب من امتحان البسيخومتري من حيث نوعية الأسئلة لكل سؤال، ولكن البسيخومتري صعب بسبب ضغط الوقت، 20 دقيقة لـ20 سؤالًا، يجب على الطالب خلال هذه الفترة قراءة السؤال وفهمه وتحليله وكتابته وتلخيصه وتبسيط طريقة الحل بدقيقة واحدة فقط ، وهذه هي الصعوبة.

لماذا لا يكفي البجروت للقبول للجامعات في إسرائيل؟

يكمن الخلل في البجروت في أنّ هناك الكثير من عمليات الغش وعدم النزاهة، وبهذا لا يمكن الوثوق بالعلامة التي حصل عليها الطالب، مما أدى إلى إنشاء امتحان البسيخومتري، إسرائيل وأميركا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تقدمان هذا النموذج من الامتحان، وتشتهر أميركا بامتحان الـ'SAT'، وهو على شاكلة البسيخومتري، أما باقي الدول فهي تعتمد علامة الامتحانات في المدرسة كالبجروت والتوجيهي وغيرها.

هناك الكثير من الطلاب الأذكياء لكنهم لا يجلبون العلامات المرادة، لماذا؟

نعم، رأيتُ الكثير من الطلاب الأذكياء والعباقرة أثناء تعليمي لهم، ولكن لا يقدمون أفضل ما عندهم في الامتحان، بسبب الضغط النفسيّ رغم علاماتهم العالية في البجروت وتفاعلهم وتميزهم في الدورة.
ومنهم من لم يستطع اجتياز علامة 550 بسبب الحالة النفسية السيئة والخوف والتوتر، وهنا، على الأهالي والعائلة محاولة تخفيف التوتر لدى الأبناء وعدم مطالبة ابنهم بجلب علامة أعلى من 750، فنسبة الطلاب الذين يجلبون 750 لا تتعدى 1%.

وعلى الطالب كذلك عدم الخوف من الامتحان، حيث يجب أن يدخل الامتحان واثقًا من نفسه، صافي الذهن، مؤمنًا أنّه فعل ما عليه وقام بأقصى ما يستطيع للدراسة، والجانب النفسيّ هامّ جدًا للنجاح.

لماذا يحتاج موضوع الطب معدل أعلى من باقي المواضيع؟

علامة الطب هي الأعلى ليس بسبب أنّ الطب هو أصعب موضوع من ناحية التعليم، بل بسبب الطلب الكثيف على هذا التخصص بينما العرض قليل.

العام المنصرم تقدم 2000 طالب لامتحان المور، قُبل منهم 500 تقريبًا، أي الربع.

ما هي النصائح التي توجهها للطلاب؟

أهم النصائح هي أن يبدأ الطالب بتعلم البسيخومتري في الصف الحادي والثاني عشر، حين يكون متفرغًا من البجروت، ويمكن للطالب أن ينجح في كلا الامتحانين، ومن المفضل أن لا يتم تأجيل الامتحان بعد التخرج، وذلك لأنّ مواضيع البسيخومتري والبجروت متشابهة ومشتركة لدرجة كبيرة وستكون أسهل للدراسة.

ويجب أن يتذكر الطالب دومًا أنّ امتحان البسيخومتري ليس مستحيلًا، كما عليه ألا يعتبره عقبة أمامه، ونلاحظ أعدادًا متزايدة من الطلاب العرب المميزين الحاصلين على علامات عالية، ترتفع أعدادهم يومًا بعد يوم، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إيمان الطالب بنفسه، والدراسة بجدّ واجتهاد، وجزء كبير من الامتحان يحتاج إلى الدراسة وليس الى الذكاء وحده.

الطالب الضعيف أو المتوسط لا يعني أنّه سيفشل في البسيخومتري، كثير من الطلاب الذين علّمتهم كان تخصصهم 4 وحدات رياضيات، وحصلوا على علامات أعلى من أولئك الذين يملكون 5 وحدات رياضيات.

التعليقات