أبحاث مثيرة على طاولة مؤتمر "مدى الكرمل" الرابع لطلاب الدكتوراه

اختتم عصر السبت مؤتمر "مدى الكرمل" الرابع لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، في قاعة في فندق العين بالناصرة، بمشاركة العشرات من طلاب الدكتوراه، الذين عرضوا أبحاثهم ودراساتهم في المؤتمر.

أبحاث مثيرة على طاولة مؤتمر

من المؤتمر ("عرب ٤٨")

اختتم عصر السبت مؤتمر "مدى الكرمل" الرابع لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، في قاعة في فندق العين بالناصرة، بمشاركة العشرات من طلاب الدكتوراه، الذين عرضوا أبحاثهم ودراساتهم في المؤتمر.

وقد افتتح مدير عام مركز "مدى الكرمل"، د. مهند مصطفى، المؤتمر بالحديث عن قانون القومية العنصري الذي يهدف من خلاله اليمين النيوليبرالي إلى تقسيم المجتمعين الإسرائيلي والعربي إلى مجتمعات شعبية، قبلية، إثنية ودينية، قائلًا إنّه من خلال قانون القومية تكتشف الحركة الصهيونية ذاتها وتتعرف على ذاتها باعتبارها دولة يهودية تبنى على أسس إثنية.

ثم ألقى الأستاذ في مدرسة الخدمة الاجتماعيّة، د. محمد حاج يحيى، كلمة اللجنة الأكاديمية للمؤتمر، وأشاد بالدراسات التي أجراها الطلاب وأثر كل واحدة من هذه الدراسات ليس فقط على المسار الأكاديمي، بل لإسماع أصوات مختلفة كلٌ حسب تخصصه.

وشارك في الجلسة الأولى، التي أدارها أستاذ وعميد كلية القانون في الجامعة العبرية، ميخائيل كريني، طالبة الدكتوراه، غادة السمّان، من مدينة القدس، وهي طالبة في جامعة بير زيت، قدمت محاضرة تحت عنوان "الفلسطينيون/ الإسرائيليون في المنطقة الرمادية"، تحدثت عن بحثها المتعلق بالتناقضات التي أنشأها الاستعمار في المنطقة العربية وتداعياتها على الكيان الصهيوني وعلى الفلسطينيين على حد سواء، فإسرائيل، وفق السّمان، لم تحدد بعد إذا كانت دولة أوروبية أو شرق أوسطية؟ هل هي علمانية أم متديّنة؟ هل دولة عسكرية أو ديمقراطية؟ وبهذا، فقد استطاعت أن تضع الفلسطينيين، أيضًا، في منطقة رمادية من خلال اتفاقية أوسلو، حيث لم تعد فلسطين دولة، لكنها تسلك سلوك دولة، وهل "فتح" و"حماس" هي حركات تحرر أم حكومات؟ وما هو توصيف الاستعمار في فلسطين؟ فهي تجسد كل التناقضات الموجودة في الشرق الأوسط، ولذلك تمثل الحالة الفلسطينية عقدة الشرق الأوسط.

وشاركت طالبة الدكتوراه في كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة بن غوريون، مريم حاج خوري، في الجلسة الأولى للمؤتمر، كذلك، وعرضت بحثها المتعلق بالعمل التطوعي المنظم في البلدة العربية الفلسطينية في إسرائيل، ووصفته بأنه ضعيف، لكنه يرتقي مع ارتقاء الطالب في التحصيل العلمي.

وفي الجلسة ذاتها عرضت طالبة الدكتوراه في المرافق الصحية بجامعة حيفا، رائفة جبارين، بحثها تحت عنوان "المعرفة، المواقف والسلوكيات الجنسية لدى الطلاب الثانويين العرب"، وهو البحث الذي أثار الحضور بشكل خاص حين ذكرت أنها استوحت بحثها من أسئلة وجهتها لها ابنتها الجامعية، تتعلق بانكشاف جيل الشباب والفتيات على موضوع الجنس. وذكرت جبارين أنّ من أبرز نتائج بحثها هو أنّ نحو 5% من طالبات الثانوية اللواتي شملهن البحث، مارسن العلاقة الجنسية لأول مرة في الصف العاشر، في حين أنّ 30% من الطلاب الذكور مارسوا الجنس لأول مرة في الصف العاشر.

ومن المعطيات الصادمة أن أكثر من 60% من الفتيات اللواتي مارسن علاقات جنسية (من الخمسة بالمئة) أقمن علاقات جنسية وهن دون سن 12 عامًا. ولم تتطرق الباحثة إلى موضوع الاعتداء على هؤلاء الفتيات واغتصابهن، أم أنّهن أقمن علاقات برغبة منهن.

وفي ختام الجلسة الأولى، علّق بروفيسور كريني على بعض النقاط، وقدّم مداخلة قصيرة قبل أن يفسح المجال للحضور بتوجيه أسئلة لمعدّي الأبحاث.

وفي الجلسة الثانية، التي أدارها المحاضر في كلية التربية في جامعة حيفا، د. أيمن إغبارية، استعرض الباحث الحاصل على إجازة الدكتوراه في الصحة العامة، من جامعة بازل في سويسرا، د. محمد الخالدي، عبر سكايب، بحثه تحت عنوان "منظومة دراسة جهاز الصحة الفلسطيني: نظرة نحو المستقبل"، مبرزًا فيه الحالة المأساوية في مجال الأبحاث الصحية في المجتمع الفلسطيني، واصفا السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني بالقول "إن صحة الجمهور هي آخر همّها وإنّ السلطة تنفق على القطاع الأمني أضعاف ما تنفقه على القطاع الصحي".

وقدم الباحث الحاصل على إجازة الدكتوراه في كلية التربية جامعة اليرموك بالأردن، د. جبر أبو القيعان، محاضرة بعنوان "الفعاليات اللامنهجية ومنظومة القيم في جهاز التعليم العربي في النقب"، وظهر من خلال بحثه بأن الانشطة اللامنهجية وكسر الحواجز بين الطالب والمعلم تعزز من القيم لدى الطالب وتنمي مواهبه.

في حين قدمت الحاصلة على إجازة الدكتوراه في كلية التربية بجامعة تل أبيب، د. هالة حبايب، محاضرة بعنوان "تطور الكفاءة الذاتية المهنية والأمومية خلال التعليم العالي لدى النساء العربيات - حوار بين الهويات"، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنّه كلما كانت الكفاءة الأمومية عالية، كذلك تكون كفاءتها المهنية.

وقدم طالب الدكتوراه في كلية التربية بجامعة بن غوريون في بئر السبع، تركي أبو غليون، محاضرة بعنوان "تغيير القيم والمفاهيم لدى مجتمعات في طور الانتقال - حال المجتمع العربي في النقب".

أما الجلسة الثالثة، فأدارتها عضو الهيئة الادارية في "مدى الكرمل"، د. أريج صبّاغ خوري، وشارك فيها: الحاصل على إجازة الدكتوراه في مجال التربية من جامعة آدم ميسكافيتش في بولندا، د. إبراهيم أبو عجاج، الذي قدّم محاضرة بعنوان "الشبيبة في خطر في المجتمع العربي في النقب"، حيث يعيش غالبية المجتمع العربي في النقب تحت دائرة الخطر الاجتماعي نتيجة الظروف الحالكة، مجريًا مقارنة بين الأولاد في خطر، الذين يعيشون في القرى المعترف بها في النقب مقابل القرى غير المعترف بها حول موضوع الهوية والانتماء للعائلة وغيرها.

هبة زيدان، طالبة الدكتوراه في مدرسة الخدمة الاجتماعية في الجامعة العبرية، قدمت محاضرة بعنوان "العلاقة بين عوامل ضاغطة اجتماعية-سياسية وبين العنف الأسري في المجتمع الفلسطيني"، بيّنت فيها أن العنصرية والعنصرية المبطنة هي عوامل ضاغطة وضعتها تحت إطار الإجهاد النفسي، فضلا عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والتعرض لصدمات في الماضي.

في الجلسة، أيضًا، طالبة الدكتوراه في مدرسة الخدمة الاجتماعية في الجامعة العبرية، عبير عثمان، التي قدّمت محاضرة بعنوان "الأبوّة في السياق الاستيطاني الاستعماري: دراسة حالة القدس"، وكانت محاضرتها مثيرة بشكل خاص حيث استعرضت فيها شهادات حية لما وصفته بالتحول المنطقي في سياق لامنطقي، أظهرت من خلاله تناقضات في سلوكيات الآباء عندما يعجزون عن مساعدة أبنائهم من بطش الاحتلال.

 

التعليقات