غِراس... انطلاقة للعمل الطلابي في اللقية

شارك المئات من أهالي قرية اللقية والنقب في الأمسية الأولى للرابطة الطلابية غِراس المُعاد تأسيسها، يوم السبت الماضي، بحضور قياديين أكاديميين ومعلمين قدامى، وشريحة واسعة من الطلاب الأكاديميين والمقبلين على التعليم الجامعي وغيرهم.

غِراس... انطلاقة للعمل الطلابي في اللقية

عطية أبو شريقي وسراج الصانع

شارك المئات من أهالي قرية اللقية والنقب في الأمسية الأولى للرابطة الطلابية غِراس المُعاد تأسيسها، يوم السبت الماضي، بحضور قياديين أكاديميين ومعلمين قدامى، وشريحة واسعة من الطلاب الأكاديميين والمقبلين على التعليم الجامعي وغيرهم. وأعلن أعضاء الرابطة انطلاق نشاطها وبداية تطبيق برنامج عملها للمرحلة القادمة.

وفي ظل النقص الحاد الملاحظ في النشاطات الجماهيرية والشعبية في قرى النقب عامة واللقية بشكل خاص، نظم طاقم غِراس - رابطة الطلاب الأكاديميين في اللقية بالتعاون مع المركز الجماهيري في القرية أمسيته الأولى والتي اعتبرها المنظمون البوابة للعديد من النشاطات الطلابية والجماهيرية الشعبية القادمة.

افتتحت الأمسية بدقيقة حداد على أرواح شهداء مجزرة مساجد نيوزيلندا، الأسبوع الماضي، وتخللت الأمسية التي سميت بأمسية "الانطلاقة" فقرات متعددة تنوعت بين عرض مسرحية "العرض الأخير" لِمسرح المهباش في النقب، وبين استضافة عدة قصص نجاح من مبادرين وأكاديميين من النقب كان بينهم، قصة تحفيزية قدمها المدير المشارك لشركة "سِراج تكنولوجيا للبرمجيات" الشاب عثمان الشيخ، والذي تحدث لجمهور غِراس عن القدرات الكامنة في المجتمع النقباوي والاستثمار الصحيح للمواهب والطاقة البشرية.

قصة نجاح
وعرضت بعده ابنة قرية اللقية د. آمال أبو سعد المختصة في علم الوراثة ورئيسة مسار الطفولة المبكرة للمجتمع العربي في النقب في "كلية كي"، قصة نجاح امرأة عربية من النقب في مقابل الظروف والملاحقة السياسية والتحديات الاجتماعية.

سراج الصانع

وخُتمت القصص الشخصية برواية د. سالم أبو عبود، خريج جامعة بئر السبع (بن غوريون) في اللقب الأول والثاني والثالث في العلوم الطبية، والحاصل على لقب ما بعد الدكتوراه من معهد CNRS في باريس، والمعالج في الطب الصيني ابن قرية اللقية لقصته الشخصية، عن تجربة الخريجين الأكاديميين الأوائل من النقب، وعن التغلب عن العقبات وتذليل الصعاب في سبيل الهدف.

فعاليات

وقدم فريق غِراس فعاليات تفاعلية للجمهور ورسائل موجهة لأهل اللقية والنقب، وعنهم قالت سراج الصانع لـ"عرب 48": "نحن فخورات جدًا بدورنا في غِراس، لقد حققنا اليوم حُلمًا لطالما رغبنا به أن لعب دورًا جماهيريًا رافعًا وداعمًا لبلدنا اللقية وأبنائه".

وأضافت: "جاءت غِراس من قلب الواقع الصعب بسبب انعدام الخدمات والنشاطات. رأينا في طاقم الرابطة أن الوقت قد حان للدفع باتجاه إشراك الطلاب العرب من اللقية في تحسين واقع قريتنا ونقبنا وشعبنا".

وشدد الحاضرون في أمسية انطلاقة غِراس على ضرورة الاستمرار في العمل الجماهيري وعدم توقف هذه المبادرة عن العطاء، في ظل الحاجة الاجتماعية لكل إضافة.

استمرارية

وعن استمرارية غِراس، قال مدير الرابطة، عطية أبو شريقي، لـ "عرب 48" إن "غِراس جاءت لتبقى وتؤسس لبناء حاضنة للطلاب الأكاديميين الراغبين في المساهمة والعطاء في سبيل مجتمعنا ونقبنا. وضعنا في غراس برنامجًا سنويًا يحتوي نشاطات تتنوع بين المساهمة الاجتماعية والتوعية الذاتية والهوية الوطنية الجماعية، ولدى غِراس الكثير لتقدمه، ولن نتنازل عن المعايير العالية التي وضعناها لأنفسنا فمجتمعنا يستحق".

عطية أبو شريقي

احتضان

وعن احتضان الأهالي لـ"غِراس" قالت عضو الرابطة، أسيل أبو عمار، لـ"عرب 48" إن "أهلنا في اللقية أبهرونا بالدعم الجماهيري الذي تلقيناه، فالمئات من الشباب حضروا الأمسية وتفاعلوا بشكل حيوي جدًا مع مضامينها. الأكاديميون والمعلمون نظروا إلينا بعيون الآباء والأمهات وفتحوا صدورهم لنا وقاموا بحثنا على الاستمرار بشكل عاطفي ومؤثر، وأما رجال الأعمال والقيادات والمركز الجماهيري فقد تحملوا نفقات الأمسية كاملة".

وختمت أبو عمار بالقول: "فخورة جدًا كوني أنتمي لقرية اللقية التي احتضنت الأبناء في غِراس، وأعطتنا أكثر ما باستطاعتنا أن نعطيها ونعد بتقديم المزيد والمزيد دائمًا".

يذكر أن غِراس رابطة الطلاب الأكاديميين في اللقية هي جسم ناشط وفعال بني لدعم التطور الأكاديمي والمهني لطلاب الجامعات والمقبلين على التعليم الجامعي وخريجي المسارات الأكاديمية المختلفة في قرية اللقية، تأسست منذ العام 2015 وجددت نشاطها في العام 2019.

يسعى طاقم غِراس للدفع باتجاه تكوين حالة تراكمية من التحسين والإصلاح في بلدة اللقية وفي المجتمع العربي النقباوي الكامل.

 

التعليقات