البحث العلمي كرافعة للمجتمع العربي

عرضت "الجمعية العربية القطرية للبحوث" (الجليل) في مؤتمرها العلمي السنوي الأخير، مؤخرا، آخر المستجدات والنتائج للأبحاث الجارية في الجمعية، هادفة تعزيز أهمية البحث العلمي في المجتمع العربي خاصة لدى الجيل الناشئ في ظل ما يعانيه المجتمع من ظروف مجتمعية.

البحث العلمي كرافعة للمجتمع العربي

مؤتمر جمعية الجليل الأخير

عرضت "الجمعية العربية القطرية للبحوث" (الجليل) في مؤتمرها العلمي السنوي الأخير، مؤخرا، آخر المستجدات والنتائج للأبحاث الجارية في الجمعية، هادفة تعزيز أهمية البحث العلمي في المجتمع العربي خاصة لدى الجيل الناشئ في ظل ما يعانيه المجتمع من ظروف مجتمعية تتمثل بانتشار العنف والجريمة، وتسليط الضوء على جانب آخر هام ومضيء من شأنه أن يبين القدرات العلمية الهائلة الموجودة في المجتمع بالرغم من الظروف الصعبة.

المدرسة كمرآة للمجتمع

وقال مدير جمعية الجليل، الباحث أحمد الشيخ محمد، الذي قدم محاضرة بعنوان المدرسة كمرآة للمجتمع، لـ"عرب 48" إنه "من خلال عملنا منذ السنوات السابقة على أهمية دمج البحث العلمي في المسيرة التعليمية للطالب في المدرسة، ركزنا في المؤتمر العلمي السنوي على الأساليب التدريسية في تدريس موضوع العلوم في المدارس، وذلك من منطلق الفكر والإستراتيجية التي ينتهجها مركز الأبحاث في جمعية الجليل، وقد تم افتتاح مركز تثقيف علمي في جمعية الجليل يتناول جميع المعلومات التي تم جمعها أو استثمارها من خلال أبحاث أجريت السنة الماضية لأجل إيصالها لطلاب المدارس، إيمانا بأن بداية التعليم يجب أن تبدأ بجيل مبكر لأجل حث الأطفال والطلاب على إتباع مناهج البحث العلمي في تطوير البحث العلمي لديهم".

أحمد الشيخ محمد (تصوير "عرب 48")

وأضاف: "ضم المؤتمر معلمي إعدادية وثانوية، وهناك تصور للتوجه لمعلمين الابتدائية الأمر الذي يتناسق مع إستراتيجيتنا في العمل في التداخل مع ما يسمى سلة العلوم من قبل وزارة العلوم، وقد ساعدنا في جمعية الجليل السلطات المحلية في تقديم العديد من الاقتراحات، ويأتي التفكير للعمل مع طلاب من جيل مبكر أكثر حتى يحصلون على العلاقة الأولى مع موضوع العلوم لأجل بناء جيل مبادر وطموح لما هو أفضل".

وختم الشيخ محمد بالقول: "تقوم جمعية الجليل من خلال أقسامها المختلفة بدراسات تشخيصية لواقع المجتمع، لدينا سلسلة من الدراسات التي ننشرها كل ثلاثة أعوام، منها المسح الاجتماعي الاقتصادي، ومن خلال هذه الدراسات والأبحاث قمنا بتجميع كم هائل من المعلومات من الحقل في 20 عاما حول تطور المجتمع الفلسطيني في الداخل، بالإضافة إلى مسح حول الاحتياجات الصحية والبيئية في المجتمع والمعرفة البيئية، والحقوق البيئية ومسح أخير تم نشره قبل عدة أشهر حول موضوع العنف الذي نعاني منه جميعا. نحن من خلال البحث لم نحصر فقط حالات عنف، بل للظروف التي قد تؤدي إلى أن يصبح الشخص عنيفا، ومن هو الشخص الذي يمكن أن يكون عنيفا في ظروف اجتماعية اقتصادية معينة. نعمل الآن على إنهاء دراسة حول احتياجات الشباب وتطلعاتهم في قضايا مستقبلية وآرائهم في قضايا متعلقة في حياتهم اليومية أو مستقبلهم القريب".

التجربة المسبقة وأهميتها في البحث العلمي

وتحدث منظم المؤتمر في جمعية الجليل، د. ساري عاصلة، عن التجربة المسبقة وأهميتها في البحث العلمي، وقال لـ"عرب 48" إنه "عرضنا في هذا المؤتمر آخر المستجدات وآخر النتائج التي حصل عليها الباحثون والباحثات خلال العام، والهدف هو إيصال صوتنا العلمي التربوي إلى أكبر شرائح المجتمع، قمنا بتعميم الدعوة لجميع الشرائح، ولأهمية المؤتمر تأتي شريحة المعلمين من أجل استكمال هذه المواد خلال مسيرتها التعليمية".

ساري عاصلة (تصوير "عرب 48")

وقالت مديرة مركز الأبحاث العلمية في جمعية الجليل، د. منال حاج زاروبي، لـ"عرب 48" إن "المركز يهتم بأبحاث عديدة بعدة مجالات البيئة، مجالات صحية وأبحاث أخرى تتعلق في المياه ومعالجة المياه العادمة، ونعرض سنويا ضمن مؤتمر أبحاث العلمية آخر نتائج الأبحاث، والتي يتم نشرها في مجلات علمية تكون متداولة عند الأكاديميين والباحثين، ولكن قررنا في جمعية الجليل نشر هذه النتائج والمستجدات في مجتمعنا، ليتم إيصال هذه المعلومات للشريحة الأهم وهي طلابنا وذلك من خلال المعلم، إيمانا بأهمية تعزيز البحث العلمي وتوسيع آفاق الطالب لاختيار مهنة ليس فقط كلاسيكية في مجال العلوم".

منال حاج زاروبي (تصوير "عرب 48")

تعزيز البحث العلمي لدى الطلاب

وأشار المرشد القطري لتدريس العلوم البيئية في المدارس الإعدادية والثانوية، الأستاذ مصطفى عثمان: "يهمنا أن نستمع لباحثين في شتى المجالات العلمية والذين يعرضون آخر التطورات العلمية من خلال هذا المؤتمر الذي تنظمه جمعية الجليل في محاولة لتطبيق هذه الخبرات في تدريس موضوع العلوم، بحيث أن طرق التدريس الحديثة تعتمد على البحث العلمي وعلى تطوير المهارات لدى الطالب ليحصل على المعلومات من خلال الاعتماد على مشاركة الطالب في اكتساب المعلومة وتجنب الأسلوب التلقيني".

مصطفى عثمان (تصوير "عرب 48")

وأكد أنه "من المهم مشاركة أكبر عدد من المعلمين ليكتسبوا هذه الخبرات لتطوير طرق البحث العلمي، واستخدام الأفكار التي ينتجها العلماء وتطبيقها في المدارس".

مهارات البحث العلمي

تخلل المؤتمر عدة محاضرات وعروض لأبحاث علمية منها: دراسة في مستقبل أساليب العلوم، قدمها بروفيسور محمد حجيرات، محاضرة بعنوان نظرة في أساليب التدريس في القرن الـ21، قدمها د. رياض أبو الهيجا، محاضرة بعنوان المشاع العربي- إنتروبولوجيا بيئية- سهل البطوف، قدمها د. رامز عيد، محاضرة حول التجربة المسبقة وأهميتها في إجراء بحث طلابي، ومحاضرة بعنوان النظام اللاهوائي المتطور عالي السرعة لمعالجة مياه الصرف الصحي لإنتاج غاز عضوي، قدمها بروفيسور عصام صباح، محاضرة حول عمليات تعقيم المياه في الزراعة المائية، تقليل سمومية نواتج التعقيم، قدمها د. نضال مصالحة.

جانب من الحضور في مؤتمر جمعية الجليل

وشمل المؤتمر على عروض لبحوث طلاب اللقب الثالث والثاني حول تأثير انتشار الأوكسجين على مجموعات البكتيريا المؤكسدة للنيتروجين داخل جهاز بيولوجي للأكسدة الجزئية للنيتروجين، قدمته الطالبة للقب الثالث أنوار مصالحة، وبحث آخر بعنوان تحضير وسط غذائي من عكر الزيتون لتنمية بكتيريا وخمائر تستخدم في الصناعة، قدمته صابرين حاج عواد طالبة للقب الثاني. كما تضمن المؤتمر عرض بحث علاقة أنظمة معالجة مياه الصرف في انتشار الجينات والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في البيئة، عرضه د. جريس جدعون، وعرض بحث حول إنتاج الفحم الحيوي من جفت الزيتون، قدمه حسين جرادات طالب للقب الثاني ومحاضرة أخيرة للباحث د. محمد خطيب.

التعليقات