"هذا البحر بحرنا".. متطوعون من أجل البيئة

يتدفق المتطوعون إلى شواطئ البلاد ضمن المساعي والجهود لتنظيفها من التلوث الذي ينتشر على امتداد ما يقارب 160 كيلومترا من مادة القطران التي تسربت للبحر، والتي أدت لموت آلاف الكائنات البحرية وتلويث مياه البحر، وهو الذي دفع ناشطون لتنظيم دعوات لإنقاذ البحر والشاطئ.

المتطوعون في شاطئ تل السمك حيفا (عرب 48)

يتدفق المتطوعون إلى شواطئ البلاد ضمن المساعي والجهود لتنظيفها من التلوث الذي ينتشر على امتداد ما يقارب 160 كيلومترا من مادة القطران التي تسربت للبحر، والتي أدت لموت آلاف الكائنات البحرية وتلويث مياه البحر، وهو الذي دفع ناشطون لتنظيم دعوات لإنقاذ البحر والشاطئ.

وفي جولة ميدانية لموقع "عرب 48" على شاطئ تل السمك في حيفا التقينا بعدد من الناشطين الذين وصلوا هناك، في محاولة لإنقاذه.

وفي حديث مع الناشط، فراس زهر، أشار إلى أن "العمل في تنظيف الشواطئ واجب إنساني علينا جميعا، البحر الذي يُعتبر ملاذا لنا قد نُحرم من السباحة به أو الجلوس على شواطئه بسبب الكارثة البيئية التي ألمت به، فرغم مشقة العمل لكني أثق لو شاركت أعداد أكبر في التنظيف لتخلصنا من هذا التلوث".

وقالت الناشطة، مروى حنا، الفاعلة ضمن مؤسسة "(نحن) معًا نصنع التغيير"، إننا "بحاجة لأيدي عاملة تنضم إلينا في أعمال التطوع لتنظيف الشواطئ".

الناشطة مروى حنا (عرب 48)

وأضافت حنا "نحن مجموعة ناشطين نحاول تجنيد متطوعين من المجتمع فلسطيني لتنظيف البحر لأن هذا البحر بحرنا ومسؤوليتنا، نحاول توفير وإتاحة معلومات باللغة العربية للمتطوعين، كذلك ينشط معنا متطوعون من مجموعات أخرى مثل ‘الحق في الحركة‘ وغيرها".

وأكملت حنا قائلة إن "البحر مع الأسف حتى هذا اليوم يلفظ كتل كبيرة من مادة القطران، وتظهر نتائج التلوث بأن البحر يحتاج إلى عدة سنين ليخرج من هذه الكارثة التي ألقت بظلالها على حياتنا فالماء والهواء فقد جودته، موت الكائنات البحرية وخاصة تلك التي تشكل أساس الهرم الغذائي التي تتعرض للضرر بشكل مباشر، خاصة أن منطقة البحر المتوسط غير غنية بهذه الكائنات".

ووصل وائل الشاعر من مجدل شمس وهو رياضي ضمن حركة "الحق في الحركة"، ليشارك في أعمال التطوع لتنظيف الشواطئ في حيفا وقال: "نحن كرياضيين مرتبطين بالطبيعة سبق لنا وشاركنا بتنظيف الجبال، واليوم تمر علينا كارثة بيئية في البحر لا يمكن تجاهلها لحجمها ولقيمة البحر الحياتية، إذن علينا التجند لإصلاح ما أفسدناه في البحر، هذا العمل ليس حكرا على أفراد أو هيئات معينة بل هو واجب على كل إنسان قادر أن يصل للشواطئ لإنقاذنا من كارثة التلوث القاسية".

الزوجان يارا ووديع صليبا من حيفا قررا العمل لإنقاذ البحر، وفي حديث لـ"عرب 48" معهما قالا إن "وضع البحر صعب جدا، لم نشهد مثل هذه الكارثة للبحر من قبل، نشعر بالأسف خاصة لعدم وجود مساعي لهيئات رسمية إنقاذ البحر من التلوث، فلا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام كارثة بهذا الحجم، وصلنا بكل العتاد لبدء عمل التنظيف، لكن الأعداد ليست كافية توقعنا وجود أعداد أكبر، نأمل أن يحضر المئات للشواطئ وإلا لعانينا هذا العام وربما لأعوام أخرى من الحرمان من البحر".

مخلفات مواد القطران السامة على الشاطئ (عرب 48)

واستنجد جوان برغوث بالناشطين للوصول وتقديم المساعدة نظرا لمشقة العمل وصعوبته، ولارتباط الإنسان الحياتي مع البحر، وقال: "هذا البحر الذي يمنح الحياة بهوائه بحاجة للبشر اليوم لإنقاذه من مخلفات ما أفسدوه من تلوث".

أما صديقه أربال فيأمل أن يلبي الناس نداء البحر لأن هذا "البحر بحرنا ومسؤولياتنا".

التعليقات