التحسيس... وصفة وزيرة الصحة الفلسطينية للوقاية من سرطان الثدي

أثارت وزيرة الصّحّة الفلسطينيّة، مي كيلة، جدلًا واسعًا على وسائل التّواصل الاجتماعيّ بعد تصريحاتٍ لها في مؤتمر للتّوعية بالفحص المبكّر لسرطان الثّدي. ودعت كيلة النّساء للفحص الذّاتيّ بشكل أسبوعيّ، قائلةً: "الواحدة تدخل على الحمّام كلّ أسبوع وتحسحس على نفسها.. بدل

التحسيس... وصفة وزيرة الصحة الفلسطينية للوقاية من سرطان الثدي

(فيسبوك)

أثارت وزيرة الصّحّة الفلسطينيّة، مي كيلة، جدلًا واسعًا على وسائل التّواصل الاجتماعيّ بعد تصريحاتٍ لها في مؤتمر للتّوعية بالفحص المبكّر لسرطان الثّدي. ودعت كيلة النّساء للفحص الذّاتيّ بشكل أسبوعيّ، قائلةً: "الواحدة تدخل على الحمّام كلّ أسبوع وتحسحس على نفسها.. بدل ما يحسحسوا عليها".

واعتبر العديدون أنّ تعبير الوزيرة فيه إهانة للمرأة وللأطبّاء الّذين يجرون لها الفحص، فكتبت الإعلامية ليلى عودة على صفحتها الرّسمية في "فيسبوك" أنّ ما قالته الوزيرة "‏لا تصريح طبي، ولا يليق بوزيرة، وحتى ليس نحويًّا، وفيه إهانة للمرأة لأن الفحص الذاتي اليدوي ليس ‘تحسحسًا‘ ومن يقوم بفحص السيدات ليس متحرشًا بل مختص"، واعتبرت أنّ "سرطان الثدي لا يحتمل أن يتحول إلى مزحة وإيحاءات قد تُفهم بطريقة خاطئة".

كذلك أخذ آخرون على كلام الوزيرة استخدامها لتعابير عامّيّة و"سوقيّة" وفق ما اعتبرها البعض، فكتب النّاشط يوسف النّورس على حسابه في "فيسبوك" أنّ التعابير الّتي استخدمتها د. كيلة في كلمتها تدل على "أسلوب وألفاظ سوقية لا تغتفر وغير لائقة بتاتًا بمنصبها".

وتساءل النورس عن أثر كلماتها على مريضات السّرطان، "لا أعرف، لو فكرت شو أبعاد هذي الألفاظ وكيف ممكن تأثر على مرضى سرطان الثدي بشكل خاص ومرضى السرطان أو أي مرض آخر بشكل عام".

وخرجت الوزيرة بتصريح اعتذرت فيه عن قولها معتبرةً أنّها قد "خانها التّعبير" وقالت إنّها "حاولت أن أستخدم لغة بسيطة لشرح هذا الفحص، وقد يكون ما قلته فُهِم بشكل مختلف عما أقصد، بالنهاية أنا امرأة وطبيبة وأحترم كل الآراء وأحترم العادات".

وأوضح الكاتب والنّاقد عبّاد يحيى، أنّ "التحسيس هذا هو فحص أولي جدا، لو حسست ووجدت شيء مريب، مش المفترض تراجع المختصين مباشرة؟ ومش المفترض أنهم رح يكرروا الفحص الأولي أي التحسيس بلغة الوزيرة عشان يتأكدوا؟"، مؤكّدًا أنّ "كلام الوزيرة خطأ صحيا وليس فقط  أخلاقيا ومهنيا. هي ما مزحت عشان توضّح شيء ولا تبسّطه كما تقول في اعتذارها، هي مزحت بدون أي فائدة بل بضرر".

فيما انتقدت الناشطة كوثر سلام على حسابها في "فيسبوك" أداء وزارة الصّحة في التّوعية وفي علاج النّساء المريضات بسرطان الثّدي، وقالت |إنّ "شعار الدول المحترمة التي تهتم في صحة مواطنيها تعالوا للفحص. وليس كل واحد يدخل الحمام ويحسس على حاله بدل ما غيره يحسس عليه".

بالمقابل، رأى البعض في أقوال الوزيرة حملة ناجحة، خاصّةً مع ما لاقته من أصداء بين معارض ومؤيّد، فقال فادي اشتيّة إنّ "ما حدث هو حملة قوية للغاية وحققت نجاح كبير للتثقيف في الفحص المبكر لسرطان الثدي، جميع السيدات والفتيات سمعن بالقصة والجميع سيأخذ الموضوع على محمل الجد".

التعليقات