" بيدين مكبلتين- وصعوبة الخيارات"

-

يدعي بن كسبت في مقالة نشرها في صحيفة "معريف" اليوم أن الدول العربية أدركت منذ عام 1973 أنه لا يمكن إخضاع إسرائيل عسكريا، لذلك لجأت إلى العمليات التي سماها «إرهابية». ويتهم بالطبع إيران بأنها «الأب لهذه الجهود وتحرك وحداتها الأمامية في لبنان وغزة وسوريا».

والطريقة حسب بن كاسبيت هي حرب نفسية، وزعزعة الإحساس بالأمان الشخصي، وتوجيه الضربات بواسطة الصواريخ وعمليات تفجيرية. ويزعم أنهم «بذلك يستغلون ضعف ومخاوف الطرف الآخر، وبالأساس حقيقة كون المجتمع الإسرائيلي مجتمع غربي، ليبرالي نسبيا، حساس لحياة الناس، حتى بالطرف الآخر، وشفاف أمام وسائل الإعلام». ويقول بن كاسبيت متجاهلا الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان وفي المناطق المحتلة منذ عام 1967: "إسرائيل لا يمكنها الرد على عملية بعملية. ولا يمكنها أن ترد على من يطلقون صواريخ على سكانها". معتبرا أن "المواجهة غير متكافئة- فيها يد أحد الأطراف مكبلة، بينما يد الطرف الآخر ملطخة بالدماء".

ويقول: " 33 عاما تفصل بين عملية يوم أمس في المدرسة الدينية "مركز الراب" في القدس والعملية التي وقعت في فندق "سابوي" في تل أبيب. في ذلك الوقت كان رجال أبو جهاد متعطشين للانتقام لعملية "ربيع الشباب" في بيروت. تسللوا إلى تل أبيب وسيطروا على الفندق، وقُتلوا بعد عدة ساعات بعد أن قتلوا رهائن وجنديين.

ويضيف: "حتى الآن لم يتضح من نفذ عملية يوم أمس ومن أرسله، ولكن المبدأ واحد- انتقام. لغزة، لعماد مغنية، للعملية في سوريا، لشيء ما. وزير الأمن اليوم هو إيهود باراك، نفس باراك من عملية "ربيع الشباب"، والبحر نفس البحر. واليهود والعرب أيضا. لم يتغير شيء ملموس منذ ذلك الوقت حتى اليوم.


ويتابع: "ثلاثة قادة مناطق يتواجدون في حالة تأهب قصوى. يوآف غالانت في قيادة المنطقة الجنوبية، في حالة حرب. غادي شوميني، في قيادة المركز يحاول إبقاء رأس أبو مازن فوق الماء، مقابل حماس الآخذة في التعاظم. وفي الشمال، غادي آيزنكوت يجلس على برميل بارود. الأرض تهتز في شمال البلاد، بهدوء حاليا، إلا أن الأوضاع قد تتغير في أي لحظة، وقد تنفجر. فسوريا ما زالت تنوي الانتقام لما حدث في شهر سبتمبر، أيلول الماضي. وحزب الله يستشيط غضبا على حادثة عماد مغنية. والسؤال الحقيقي ليس إذا ما كان سيحدث شيء، وإذا ما كان الرد سيأتي، بل أين ومتى".

ويمضي قائلا: "يوم أمس أجريت جلسة تنسيق أمنية بين قائد فرقة «يهودا والسامرة»، العميد نوعام تيفون، وبين نظرائه الفلسطينيين. لا تستطيع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية الحفاظ على نفسها بقدراتها الذاتية . فحراب الجيش فقط تمنع حماس من السيطرة الكاملة أيضا على المنطقة الواقعة في محيط كفار سابا ومقابل نتانيا.إضافة إلى ذلك، ما حدث في غزة الأسبوعي الماضي أضعف أبو مازن أكثر. وثمة مفارقة غير محتملة فإن لم تعمل ضد حماس أنت في مشكلة، وإن عملت ضد حماس، أنت أيضا في مشكلة، لأن أبو مازن في مشكلة، وبعد ذلك ستشتاق إليه".

ويضيف: "هذه هي الورطة الماثلة أمام متخذي القرار. إيهود أولمرت إيهود باراك وتسيبي ليفني. كيف سيتصرفون الآن. ماذا سيفعلون. هل يجب إعطاء الضوء الأخضر لعمر سليمان لمحاولة التوصل إلى أي تسوية مع حماس وباقي التنظيمات؟ هل ثمن تسوية من هذا النوع مناسب ومعقول من ناحية إسرائيل؟ أم هل يجب إطباق الشفتين وإغماض العينين والصلاة والاستمرار في مسار التصعيد الحالي، عملية تتبع ضربة تتبعها عملية عسكرية للجيش في أعقاب تصفية وقائية جاءت بعد اغتيال، تتكرر إلى أن ينكسر أحد الطرفين؟"

وينتهي بالقول: "هذه قائمة، الـ "مع" والـ "ضد"- كل واحدة من الخيارات مركبة وصعب حملها. والمسؤولية كبيرة . ولكل ذلك يجب أن نضيف طبعا غلعاد شاليط الذي هو حي يرزق في أسر حماس، والإدارة الأمريكية التي تفقد صبرها شيئا فشيئا من الوضع، والمجتمع الإسرئيلي الذي أدمن على الهدوء حتى لو كان مؤقتا أو مزيفا، والوضع السياسي المعقد".

التعليقات