18/02/2016 - 23:20

"زيكا" يمكنه اختراق المشيمة وإصابة الجنين

​أعلن علماء أنهم عثروا على ما يمكن أن يعتبر دليلًا جديدًا، يربط بين الإصابة بالمرض وتشوه الجنين، إذ رصدوا الفيروس في السائل الأمنيوسي لامرأتين من الحوامل، تم تشخيص حمل كل منهما بحالة صغر حجم الرأس

أعلن علماء يجرون أبحاثًا حول فيروس "زيكا" وسبل مكافحته، أنهم عثروا على ما يمكن أن يعتبر دليلًا جديدًا، يربط بين الإصابة بالمرض وتشوه الجنين، إذ رصدوا الفيروس في السائل الأمنيوسي لامرأتين من الحوامل، تم تشخيص حمل كل منهما بحالة صغر حجم الرأس.

وقال العلماء في البحث الذي أوردته دورية "لانسيت" للأمراض المعدية، إن نتائج دراستهم تشير إلى أن فيروس "زيكا" يمكنه عبور حاجز المشيمة، لكن لم يثبت أنه يسبب حالة صغر حجم الرأس لدى المواليد.

وقالوا إن الأمر يتطلب إجراء مزيد من الأبحاث لفهم هذه العلاقة.

وقالت المشرفة على هذه الدراسة، التي جرت في معهد ازوالدو كروز في ريو دي جانيرو بالبرازيل، آنا دي فيليبس "لم تبرهن الدراسة على ما إذا كان فيروس زيكا الذي رصد في الحالتين هو سبب صغر حجم الرأس لدى الأطفال".

وأضافت: "حتى نفهم الآلية البيولوجية التي تربط فيروس زيكا بصغر حجم الرأس لن نتيقن من أن الأولى تسبب الأخرى".

ويرى كثير من العلماء أن فيروس "زيكا"، الذي ينقله البعوض ويجتاح الأميركتين حالياً، ربما يمثل عامل الخطر لصغر حجم الرأس لدى المواليد علاوة على اضطرابات عصبية خطيرة أخرى لدى البالغين تسمى متلازمة جيلان-باريه.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن "زيكا" وباء يستفحل انطلاقًا من البرازيل وأنه يشكل طارئًا عالميًا يتعلق بالصحة العامة وطالبت بإجراء أبحاث عاجلة للوقوف على علاقته بارتفاع أعداد حالات الاشتباه في تشوه الأجنة والمواليد.

وأشارت دراسة دي فيلبس إلى أن عدد حالات الاشتباه في إنجاب مواليد يعانون من صغر حجم الرأس بالبرازيل عام 2015 تضاعف بواقع عشرين مرة بالمقارنة بالأعوام السابقة، في الوقت نفسه أعلنت البرازيل عن زيادة أعداد حالات الإصابة بـ"زيكا". وهؤلاء المواليد عرضة لخطر عدم اكتمال نمو المخ.

وسبق أن تم ربط هذه الحالة بعدة عوامل منها الاضطرابات الوراثية والتسمم بالعقاقير أو المواد الكيميائية وسوء تغذية الأم والعدوى البكتيرية أو الفيروسية التي يمكنها اجتياز حاجز المشيمة مثل الهربس (القوباء) والإيدز أو أمراض أخرى ينقلها البعوض ومنها التشيكونجونيا.

وفحص الباحثون ضمن هذه الدراسة حالتي المرأتين وعمر الأولى 27 عامًا والثانية 35 عامًا وهما من ولاية باريبا في شمال شرقي البرازيل.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، عانت المريضتان من أعراض "زيكا" ومنها ارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام العضلات والطفح الجلدي وأكدت فحوص بالأشعة بالموجات فوق الصوتية بعد نحو 22 أسبوعًا من الحمل إصابة الأجنة بصغر حجم الرأس.

وأخذ الباحثون عينات من السائل الأمنيوسي وحللوها بعد 28 أسبوعًا من الحمل لكن الفيروس لم يظهر في عينات من الدم والبول للمريضتين لكن تم رصد جينوم الفيروس في السائل الأمنيوسي علاوة على الأجسام المضادة لـ"زيكا".

وقالت دي فيليبس: "التفاصيل الخاصة برصد فيروس زيكا بصورة مباشرة في السائل الأمنيوسي لامرأة خلال حملها يعني... قدرة الفيروس على عبور حاجز المشيمة واحتمال إصابة الجنين".

وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يعضد الأدلة التي تربط بين الفيروس والإصابة بصغر حجم الرأس بالبرازيل.

التعليقات