الطاقة ومفاتيح الحياة

ويختلف تأثير الطاقة الإيجابية على نفس الإنسان وتأثيرها على المحيطين، فقد يكون الإنسان ناجحا طموحا بحكم تحكم طاقته الإيجابية به، لكنه يحمل تجاه الآخرين طاقة سلبية

الطاقة ومفاتيح الحياة

يشغل علم الطاقة وعلاقته بالفلك والأبراج قدرا كبيرا من اهتمام من يعتقدون أن تأثير جلب الطاقة الخارجية على جسم الإنسان وصحته، يتجاوز تأثير الأدوية العلاجية لبعض الأمراض، لا سيما بعد أن رجح خبراء الطاقة بأن الأمراض التي انتشرت مؤخرا، كانت لسبب يتعلق بخلل في طاقة الجسم، ولابد معه من الاعتماد على نوعية معينة من الأحجار الكريمة التي تقوم بامتصاص الطاقة السلبية من الجسد، واستبدالها بأخرى إيجابية، بمجرد تعليقها في العنق أو وضعها على أماكن بذاتها من اليد أو الكف، حيث تشعر الإنسان بتحسن في الحالة النفسية، كما تمنحه راحة عامة في أعضاء الجسم، ويطلق علماء الطاقة الكونية على هذه الأحجار “الشفاء”.

يؤكد علماء الطاقة على ضرورة الابتعاد عن التدخلات البشرية أو اللجوء للأدوية العلاجية، في حالة الشعور بالإعياء أو الإنهاك، فهم يعتبرونها عوامل رئيسية في تدمير طاقة الجسم الطبيعية، حيث يتولد عنها مواد تسري داخل الأعضاء، وتقوم ببث السموم ما يجعلها غير قادرة على القيام بمهامها، في حين تعينه هذه الطاقة على مواجهة المشكلات التي تعترض الإنسان، ومواكبة أمور العصر المستحدثة والسريعة من خلال تعزيز قوة الدماغ، شريطة استمرار استجلاب الطاقة من المكونات الطبيعية للحياة المحيطة بصورة منتظمة ودقيقة من خلال ممارسة التأمل.

وتوجد الطاقة الإيجابية والسلبية داخل الإنسان، وبرغم اختلاف نسبتها من شخص لآخر، لكن صراعا داخليا دائما ما يحدث بين الطاقتين، وكلاهما يرتبط فقط بالطريقة التي يدير بها الإنسان حياته، فالأشخاص الإيجابيون تحفز لديهم الطاقة الإيجابية على النجاح والتميز، وهو ما يبدو عندما يهتم الإنسان بعوامل ومسببات النجاح في العمل أو الدراسة، وتتلخص الطاقة السلبية في التجارب العامة التي يزرع الإنسان نتائجها بذاته، ويتدخل في مجرياتها بما يتوافق مع هواه، وغالبا ما تصدر هذه النتائج عن عدم وعي بمتطلبات الذات، ومن ثم تأتي بصورة سلبية على النفس، الأمر الذي ينفي ارتباط الأحداث السيئة في حياة الإنسان بعلاقاته الاجتماعية.

هذا ويختلف تأثير الطاقة الإيجابية على نفس الإنسان وتأثيرها على المحيطين، فقد يكون الإنسان ناجحا طموحا بحكم تحكم طاقته الإيجابية به، لكنه يحمل تجاه الآخرين طاقة سلبية، تدفعه للتعامل معهم بصورة غير لائقة، من خلال وضع عقبات أمام منافسيه بمجال العمل، بصورة تصل إلى حد التخلص منهم، بدافع رغبته في التفرد بالنجاح والسيطرة على مصادر النفوذ، بعكس آخرين يمكنهم الاعتماد على طاقتهم الإيجابية في تعاملاتهم مع النفس ومن حولهم، حيث يحملون روحا تدرك معنى الوفاء والتسامح، وهو ما ينعكس على تعاملاتهم مع المحيط الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء.

ويشير متخصصون إلى أن تأثير الآخرين على أصحاب الطاقة السلبية، يتوقف على عاملين هما الابتعاد والتركيز، ويكون الابتعاد والذي يعرف بأيسر الأمرين من خلال ابتعاد الآخرين عن حياة الشخص صاحب الطاقة السلبية، وعدم التطرق لمناحي حياته لا سيما الشخصية، خوفا مما قد يتركه عليهم من تأثير سلبي، أما التركيز فيكون عبر الاقتراب كثيرا وإبداء الاهتمام بحياة هذا الشخص، مأمولا في تحويل هذه الطاقة من سلبية إلى إيجابية محفزة.

وعن عمق تأثير علم الطاقة على عقل الإنسان والمحيطين به، يقول موفق أراكيلي، المتخصص في علم الفلك والطاقة: إن الفرق بين وجود الطاقة من عدمها بالنسبة للإنسان يشبه تماما الفرق بين الحياة والموت، حيث تحوي الكثير من الأسرار، أبرزها أنها السبب في تشكيل حجم العلاقات الاجتماعية، ليس لكونها تؤثر في رغباتهم، أو تدفع من يمتلكها إلى التأثير في الآخرين، ولكن لأنها توجد بالفعل داخل كل شخص، وهو ما يطلق عليه الضمير الداخلي أو الحس الداخلي.

وتابع: يسمى هذا المذهب في علم الطاقة بـ”الساموراي”، ويتم تطبيقه عن طريق تركيز العقل والتفكير على ملامح الأشخاص أو الأمور والمواقف، وهو ما يوضح وجود ثمة علاقة بين الإنسان وأحداث حياته بعلم الطاقة.

وعن الآخرين وتأثيرهم في الأحداث الخاصة بالإنسان، يشير أراكيلي إلى أن الأحداث سواء سيئة أو إيجابية لا ترتبط كثيرا بالآخرين، وإن وجد ارتباط لا يمتد إلى زمن طويل، فهناك من يدفع الفرد إلى العزلة وعدم الاختلاط، وهو ما تعالجه الطاقة الإيجابية، ولكن هناك أيضا من لا يتأثر وهو ما تمتلكه الطاقة، والفرق هنا لصالح هذا العلم ودليل على وجوده وتحكمه.

من جانبها، تؤكد د. مها العطار، خبيرة علم الطاقة، أن تأثر الفرد بالآخرين والعكس في علم الطاقة، ونتائج ذلك من أحداث سيئة أو إيجابية، لا يبدو جليا كما هو الأمر في العلاقة بين الإنسان والعناصر المحيطة به، وتبادل التأثير بينهما، وتتمثل هذه العناصر في الماء والنار والأرض والمعدن، فوجود أي خلل في هذه العناصر أو توازنها مع حياة الإنسان يؤثر عليه بصورة سلبية، ويخلق الكثير من المشاكل في مناحي مختلفة، لا يمكن التخلص منها سوى بالتصالح مع المكان والطبيعة والكون، وهذا يأتي من خلال التأمل وممارسة الرياضات التي تعتمد على تنظيم النفس والحركة البطيئة الممتدة وتوحيد النظر في اتجاهات بعينها.

وتوضح العطار أن التعامل مع هذه العناصر من خلال الحسابات والأرقام بصورة واعية، يخلق تفاعلا متوازنا بينها وبين الإنسان، الأمر الذي يحدث فارقا في حياته، بعكس علاقاته البشرية التي قد تكون عاملا رئيسيا ولكنها ليست أساسا لحل مشكلات الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا| ثلث البشر محرومون من رؤية نجوم

التعليقات