ندوة وحوار: الحداثة العربية من منظور نقدي | حيفا

اليوم: الأربعاء، 29/ 3/ 2017

الزمان: 19:00

المكان: جمعيّة الثقافة العربيّة – حيفا.

 

ندوة وحوار حول "الحداثة العربية من منظور نقديّ: تاريخانية المفهوم السياسي للحرية في الفكر العربي في القرن التاسع عشر".

مع د. وائل أبو عقصة، مؤلف كتاب مفهوم الحرية في العالم العربي: أفكار وإيديولوجيا في الفكر العربي في القرن التاسع عشر، إصدار دار النشر التابعة لجامعة كامبريدج، 2016. (باللغة الإنجليزية)، وهو باحث ومحاضر في قسم العلوم السياسيّة في الجامعة العبريّة، ومتخصّص في تاريخ الفكر السياسيّ والدينيّ في الشرق الأوسط.

يخوض هذا الكتاب في غمار تطوّر مفهوم الحرية في العالم العربي في القرن التاسع عشر وهي الفترة التي شهدت تاريخيًا تكوّين الفكر الحديث والمعروفة عربيًا بالنهضة. عبر معاينته لغة الحرية كما كانت معتمدة في القرن التاسع عشر، يقتفي هذا الكتاب آثار التحوّلات التي مرّت بها رموز هذا المفهوم اللغوية، بدءًا من استخدامات غير سياسيه وانتهاءً باستخدامات أشارت إلى تطوّر منظومات فكرية تتمحور حول فكرة الحرية، جاعلة منها قيمة سياسية جوهرية.

يركّز الكتاب على التوتر الداخلي الذي لازمَّ تَشَكُلّ مفهوم الحرية في السياق العربي-الإسلامي وتأثيره على التفكير في المجتمع والدولة وبشكل خاص على نشأة أفكار حديثة مثل الليبرالية، والدستورية، والوطنية والديمقراطية. 

يجادل الكتاب على المستوى النظري خطابيْن طغيا على دراسة الشرق الأوسط وهما خطاب الاستشراق وخطاب الاستشراق-المضاد. تعامل هذان الخطابان مع إرث "النهضة" على أنه إرث "مستعار من الغرب" تارةً، و"تقليد" أو "محاكاة للغرب" تارةً أخرى. ففي الحالتين، أعتُبر الإرث العقلاني للنهضة العربية إرث غريب، أي عنصر دخيل على الحضارة "الأصلانية". عبر بحث فيلولوجي للرموز اللغوية وشبكاتها الدلالية التي من خلالها تخيّل أبناء القرن التاسع عشر معنى الحداثة، يسلّط الكتاب الحالي ضوءًا جديدًا على هذا المفهوم من خلال تتبعه تاريخ تطوّر مصطلح "تمدُّن"، الذي انتشر مع نشأة الفلسفة العربية وتيار الأنسنة الإسلامية في القرن العاشر، واندثاره وعودته ثانيةً إلى الاستعمال المكثّف في لغة القرن التاسع عشر. يتوقّف الكتاب عند سياق إعادة تأهيل والاستخدام المتجدّد لمصطلح تمدُّن، ويعزيه إلى التفكير بمعنى الدولة، والجماعة السياسية، والعلاقات الاجتماعية والقانون في سياق الإصلاحات العثمانية المعروفة بالتنظيمات (1839-1876). يُظهر هذا التحليل، وبشكل نقدي، التعقيد الشديد والطبقات المتعدّدة لمفهوم الحداثة العربية ومصطلحات أخرى منبثقة عنه، مثل "العلمانية" و"التقدّم" و"العدل" و"المواطنة" وغيرها، متخطيًا بهذا الخطاب الماهوي/الجوهراني الطاغي نظريًا في فهم ثنائية الغرب والإسلام.

يقترح الكتاب، عبر استخدامه أدوات تحليلية، الابتعاد عن مناقشة مفهوم الحداثة استنادًا إلى توجهات نظرية فوق-تاريخية سائدة واستبدالها بمسوغات نظرية تعتمد على مفهوم زمانية المصطلح وتاريخانيته كعامل حيوي لتشكّل الفكر وتوطين المفهوم.

رغم تحديد موضوع بحث الكتاب، الذي يتناول مفهوم الحرية في الفكر العربي في القرن التاسع عشر، فأنه يطمح إلى إثارة متجدّدة للنقاش النقدي، النظري والتاريخي، حول الأسس الحداثية للفكر العربي المعاصر خصوصًا في ضوء المأزق الفكري والانهيارات النظرية التي مرّت بها المنظومات الفكرية للحداثة في العقود الماضية.

لصفحة الحدث اضغط/ي هنا.