للموت رائحة الزجاج* | ثلاثة نصوص

ظلّ | twipost

 

هامش

 

[1]

الصوت المصاحب للشيء،

ما هو إلّا قوته،

إذا جاع يأكله.

 

[2]

ماذا لو قمنا بابتلاع الضوء

هل نشهد نبضًا لظلالنا؟

 

[3]

هل هي النشوة،

أن أقبّل نفسي؟

 

على الهامش/

إذا ما قفزت داخلي،

هل أعود نقطة؟

 

[4]

وأنت تستمع للغناء، إنّما تلصق قطعةً ناقصةً منك لتكتمل،

وأنت تغنّي

إنّما تفكّك العالم، لتتلاشى.

 

[5]

المساحة التي أحتاجها من العالم لكي أكونه،

هي المسافة نفسها التي تفصلني عنكِ.

 

[6]

فقط لو أنّ جسدي قابلٌ للتمزيق، كأيّ ورقة!

 

[7]

وكأنّي أحمل الدم في ظلّي، لا في جسدي.

 

 

للموت رائحة الزجاج

 

يختبئ الموت تحت كعب المرأة الراقية كقطعة نقود، هي تعرف أن تنظر للسماء فقط، وهو يعرف موعد اشتعال الحريق.

للموت رائحة الزجاج، ذاك القادر على التخفّي بشظاياه في نعومة جلدي، ولست أعرف مَنْ منّا داخل الآخر سيتكسّر.

تقصيكَ دومًا ملاحقتي، لكنّني تعبت ولا تتعب!

ليتني ظلّك أيّها الموت.

 

 

فقاعات الحرب

 

[1]

الكتابة عن الحياة، لا يتقنها ميّت.

 

[2]

لحظة القصف، ينكمش الجسد كأنّه نملة!

 

[3]
بعد القصف،

أسمع صوت زجاجٍ يتكسّر داخلي،

أظنّه الأمل.

 

[4]

يخاف البيت من العصفور كخوفه من الصاروخ، كلاهما يحطّ بنفس الهيئة، والبيوت من حوله تنتظر الفارق في الأثر.

 

[5]

ليتها الحربُ، تسلّمنا لموتٍ نعرفه.

 

[6]
ثمّة ابتسامةٌ لك في الحرب، فإن أوقظك الصاروخ من نومكَ، هذا يعني أنّكَ ما زلت تحيا.

 

 

* 'للموت رائحة الزجاج'، مجموعة شعريّة تقع في 231 صفحة من القطع المتوسّط، ولوحة غلافها للفنّان بيكاسو. أصدرتها 'دار أوراق للنشر' في القاهرة عام 2015، بعد فوزها بجائزة الشعر الدوليّة التابعة لمؤسّسة بدور التركي للتنمية الثقافيّة، وقد تأخّر وصول نسخ المجموعة إلى غزّة، حيث يقيم الشاعر، عامًا ونصف العام، وقد نُظّم حفل توقيع لها في غزّة مؤخّرًا.

 

حسام معروف

 

شاعر ومحرّر. عضو هيئة تحرير مجلّة 28 الغزّيّة، ويدير أنشطتها. يدير صفحة بيانات الأدبيّة على 'فيسبوك'. عضو مؤسّس في التجمّع الشبابيّ من أجل المعرفة 'يوتوبيا'. حاصل على جائزة متحف محمود درويش عن قصيدة النثر (2015)، وجائزة مؤسّسة بدور التركي للتنمية الثقافيّة (2015) والتي صدرت في إطارها مجموعته الشعريّة، 'للموت رائحة الزجاج'.