حقل ماريجوانا مشتعل

Ojai Art Center

 

 

1

ثلاث ساعات
وأذهب
إلى العمل.

ثلاث ساعات
أو ألف سنة
من النوم
لن تكون كافية.

انتهى الأمر
لقد تعطّل جسدي،
ورأسي صار
حقل ماريجوانا مشتعل.

أبلغوا الشرطة
لينقذوني
أو ليلقوا القبض عليّ،
ثمّة انتحاريّ داخلي
يهدّد بتفجير نفسه،

وثمّة الملايين من الخلايا النائمة
قد تتحوّل إلى أيّ شيء
في أيّ لحظة،

أنا خائف
خائف جدًّا
والنوم لا يأتي.

 

 

2


هجرني الشعر
وأعطتني الحياة قاموسًا هائلًا
من الكلمات البذيئة
بدلًا من معلّقة امرئ القيس
وجزالة عزرا باوند.

جالستُ الشيوخ
والنسّاك
في المساجد
ولم نتكلّم قطّ عن الله،
كان يبتعد
أكثر فأكثر
مثل نجمة
عمرها مليون سنة.

عملتُ في مخبز
مع مراهقين مُخَدّرين،
أخذ الناس خبزهم
من جسدي
وعابوه.

في الثلاثين
لم أعد آبه حقًّا...
أستلقي على أكياس الطحين
وأحدّق في السقف القذر،
لوحةُ الموناليزا
مرسومة هناك
بالشحم والقطران.
ملامحها مرعبة
كامرأة
خارجة للتوّ
من حفلة جنس جماعيّ.

أستعير ابتسامتها
وأخرج إلى الشارع،
للمرّة الأولى
منذ شهور طويلة.

الرجلُ المشنوق
في ساحة القرية،
مجرّدًا من لحمه
تحت شمس الظهيرة،
كان يبدو مثل لوحة إعلانيّة مهترئة -
أظنّه أراد أن يخبرني بشيء ما.

أسند رأسي
إلى صخرة حادّة تحت جثّته
وأنتحب...
 


3


إنّها الرابعة صباحًا...
المرأة تغادر الحمّام مبتلّة حتّى أخمص قدميها،
الرجل يشعل سيجارة وينظر من النافذة،
المرأة تخرج مسدّسًا أسود صغيرًا من حقيبتها
وتضعه على الطاولة،
الرجل يخرج رصاصتين من جيبه
ويضعهما في المسدّس،
المرأة ترقص على موسيقى بطيئة جدًّا.
الرجل يطلق النار على نفسه،
المرأة تطلق النار على نفسها،
الموسيقى تستمرّ...

 

 

عمر زيادة

شاعر ومترجم من مواليد نابلس عام 1987. حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغويّات التطبيقيّة والترجمة من جامعة النجاح الوطنيّة. يعمل مترجمًا في اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّ. له مجموعة شعريّة بعنوان 'كلاب عمياء في نزهة' (2017)، صادرة عن الدار الأهليّة للنشر والتوزيع، بتوصية من لجنة تحكيم 'جائزة الكاتب الشابّ' لعام 2015، التابعة لمؤسّسة عبد المحسن القطّان.