04/08/2010 - 18:08

"على أرض الواقع مناطق c معدّة للمستوطنين"

-

في عدد "هآرتس" الصّادر اليوم الأربعاء (04.08.2010) نَشَرَ د. مناحيم كلاين، المحاضر في قسم العلوم السّياسيّة في جامعة بار –إيلان، والباحث في المؤسّسة الجامعيّة الأوروبيّة في فلورنسا، إيطاليا، نَشَرَ مقالة تحليليّة استعرَضَ فيها وجهة نظره بشأن ميزان القوى في الضّفّة الغربيّة وفي إسرائيل، فيبدأ تحليله قائلاً إنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسلام فيّاض يُعْتَبَرَان بانِيَيْ الدّولة الفلسطينيّة المتواجدة في مراحل الإنشاء: "عبّاس يمثّل بناء الدّولة من الأعلى إلى الأسفل، بواسطة التّفاوض فقط، وبالتّدريج، أمّا سلام فيّاض فيمثّل بناء الدّولة على مراحل، من الأسفل إلى الأعلى."، ويضيف: "من وجهة نظر إسرائيل والمجتمع الدّوليّ فإنّ عباس وفيّاض يعتبران خالِدَيْن".

وفق تقديرات كلاين فإنّ انتهاء مدّة حكمها تلوح في الأُفق، معلّلاً الأمر بأنّ مفاوضات عبّاس غير مجدية ولا تفضي إلى أيّة نتائج على أرض الواقع، ناهيك عن كون حكمه "لا يتمتّع بمرجعيّة ديمقراطيّة ولا بشرعيّة سياسيّة". وينوّه د. كلاين في هذا السّياق إلى أنّ الجامعة العربيّة، هي التي منحت الضّوء الأخضر للمفاوضات المباشرة، وليس ممثّلين من الصّفّ الفلسطينيّ، قاصدًا فقدان استقلاليّة القرار الفلسطينيّ، بحيث تطرّق أيضًا لهذه القضيّة، منوّهًا إلى أنّ استقلاليّة القرار الفلسطينيّ كانت حجر الأساس الذي بُنِيَت عليه منظّمة التّحرير الفلسطينيّة، ويضيفُ بأنّ هذه الاستقلاليّة لم تَعُدْ قائمة. يقول كلاين في سياق ما وصفه فقدان الشّرعيّة الديمقراطيّة السّياسيّة: "في ظلّ غياب شرعيّة مؤسساتيّة ديمقراطيّة تتَّكِئ السّلطة الفلسطينيّة على قوى الأمن، والتي تستندُ بدورها على الحربات الإسرائيليّة، وعلى التّدريب الأمريكيّ والدّعم الماديّ من الغرب"، ويشدّد على أنّ القليل من الإنجازات التي قام بتحصيلها عرفات، من تحرّر من الاحتلال الإسرائيليّ ومن التّعلّق بعوامل أجنبيّة مختلفة، لم تَعُدْ قائمةً.

يقول د. كلاين أنّ سرّ نجاح نهج سلام فيّاض يعود للسيطرة على مناطق c. وبأنّه على الرّغم من الشّوارع والمباني التي استطاع إنجازها، فذلك يعود لنجاح الضّغط الدّوليّ الذي استطاع استقطابه لهذه المهمّة، إلاّ أنّ السّيطرة الإسرائيليّة هي سيّدة الموقف في كافّة هذه المناطق، ويشير الى أنّ "فيّاض يقوم بخدمة إسرائيل عَبْرَ تحسين عمل المؤسّسات الفلسطينيّة في منطقتي A و B، وبذلك فهو "يعزّز من ادّعاء إسرائيل بأن الفلسطينيّين هم أسياد مصيرهم".

وينوّه كلاين بأنّه حتّى لو أتاحت إسرائيل المجال لفيّاض بتوسيع رقعة عمله في منطقة c، فإنّ هذا "لن يؤدّي لإقامة دولة فلسطينيّة على غالبيّة أراضي الضّفّة الغربيّة"، ولهذه الغاية على إسرائيل أن تتيح توطين مئات آلاف الفلسطينيّين في هذه المناطق، "إلاّ أنّه على أرض الواقع هذه المساحة مُعَدَّة للمستوطنين". وهنا يقتبس د. كلاين نتائج بحث أجراه الباحث المختصّ الأميركيّ، بروفسور نتان براون، مفادها أنّ نجاح سلام فيّاض في بناء المؤسّسات في مناطق A و B أقلّ بكثير مما يبدو للجانبين الأمريكيّ والإسرائيليّ.

يتطرّق د. كلاين إضافةً للمواضيع السّابقة، إلى الدّخل الفلسطينيّ، حيث يكشف أيضًا وهمًا إضافيًّا لقائمته: "التّحسّن الذي طَرَأَ على الدّخل الفلسطينيّ نتيجةَ التّسهيلات وإزالة بعض الحواجز هو تحسّن مُمَوِّهٌ".

وينهي د. كلاين مقالاته: "تمتّعت الصّهيونيّة برعاية بريطانيّة ومن إمكانيّة إنشاء مجتمع مواز لذلك الفلسطينيّ، في الوقت الذي لا يتمتّع فيه فيّاض بحريّة حركة شبيهة، ولا دعم له من الشّتات الفلسطينيّ".

ويخلص الى القول: "نظام السّيطرة الإسرائيليّة، الذي يبدو على أنّه ثابت وربّما خالد، هو عمليًّا نظام يعمل في إطار الوقت الإضافيّ – المستلب".

التعليقات