31/10/2010 - 11:02

"زوجي يصارع الموت في سوروكا وأنا لا اعرف شيئا عنه"/ تقرير ألفت حداد

زوجة ابراهيم شعبان زارته مرة واحدة في مستشفى سوروكا بعد محاولة اسرائيلية متطرفة قتلة وهو في طريق عودته من العمل، ومنذ ذلك الوقت لا تعرف عنه شيئاً

بدا التعب والارهاق واضحان على وجه ام شعبان، زوجة ابراهيم مرتجى، الذى اصيب بجروح خطيرة بعد ان اقدمت مستوطنة حاقدة على دهسه فى معبر بيت حانون - " ايريز " اثناء مغادرته لعمله، قبل عدة ايام. وتساءلت ام شعبان وهى تنظر الى اولادها الخمسة الذين كانوا يتحلقون حولها: ماذا سافعل الآن بعد ان اصابوا زوجى الذى لم يفعل اى شئ يؤذيهم؟ واضافت: زوجى يصارع الموت الآن فى المستشفى فى اسرائيل، ونحن هنا لا نستيطع ان نفعل شيئا .

وقالت: "زوجى يعمل محاسبا فى احد الكراجات فى معبر "ايريز"، وقد بدأ العمل فى هذه المهنة قبل ثلاث سنوات، بعد ان تقطعت بنا السبل ولم نعد نملك ما يمكن ان نقدمه لأطفالنا" .

واشارت أم شعبان الى أن زوجها كان يتمنى الحصول على أي عمل، حتى ولو مقابل بضعة شواقل، داخل القطاع ليرتاح من عناء هذا العذاب. "إلا أن ضيق الحال وإغلاق أبواب العمل في وجه العمال الفلسطينيين لم يترك أمامه اي بديل يساعده على توفير لقمة الخبز لأبنائه الخمسة، خاصة وأنه أب لأربعة فتيات والإبن الوحيد له لا يتعدى الخامسة من عمره، الأمر الذي يجعله المعيل الوحيد لأسرته .

واشارت الى أن زوجها كان يعاني الأمرين أثناء ذهابه وإيابه من عمله، جراء عمليات التفتيش والتدقيق المهينة التي يمارسها جنود الاحتلال بحق العمال الفلسطينيين، وإطلاق النار العشوائية عليهم، ما جعلهم يعيشون حالة من الرعب في كل لحظة يقضونها داخل أماكن عملهم.

وقالت: لا يزال زوجى يصارع الموت على سريره في مستشسفى "سوروكا" في بئر السبع، جراء إصابته بجراح. "ما حدث لم يكن يخطر على بال احد، ففي ذلك اليوم توجه زوجى الى عمله باكرا كعادته، في حوالي الثامنة والنصف صباحا. وفى ذلك اليوم، وحوالى الساعة الثانية بعد الظهر، تلقيت اتصالا هاتفيا من مسؤوله في العمل أبلغنى فيه ان أن زوجى تعرض لحادث سير ونقل الى مستشفى "سوروكا" وأن حالته حرجة للغاية، اذ أصيب بشكل مباشر في الرأس ويعاني من شرخ عميق في الجمجمة".

وتابعت" "لقد اصابني نبأ إصابة زوجي بصدمة نفسية حيث أغمى علي وبقيت لمدة ثلاثة أيام بعد ذلك احاول الحصول على تصريح لزيارته، ولكن دون فائد، الذي سبب لى معاناة كبيرة، فأنا هنا لا استطيع الاطمئنان عليه، وهو هناك لا اعرف ان كان حياً او ميتا"ً.

واكملت أم شعبان حديثها، وقالت: "بعد محاولات جدية ومضنية تمكن مسؤول زوجى فى العمل من مساعدتى على استصدار تصريح لزيارته، وبالفعل سافرت الى المستشفى لزيارته، وما ان رايته حتى اغمى علي. لقد كان ممددا على السرير فيما اوصلوا جسمه بالحقن والمعدات الطبية من كل جانب، خاصة في الرأس". وقالت: "حاولت التحدث اليه، وناديت عليه لكنه لم يرد علي، وكيف يرد على وهو يصارع الموت، فهو يعانى من غيبوبة منذ اصابته ولا ينطق او يتحرك".

واكدت ان اشد ما آلمها هو عدم استجابة الاطباء فى المستشفى لطلبها وتوسلاتها بان يطمئنوها عليه. وقالت: " لم يجب احد على تساؤلاتي. وتركوني وحدى لا اعلم ماذا افعل، وليس هناك من يساعدني بالاطمئنان على صحة زوجى البعيد عنا" .

يشار الى ان الاسرائيلية ايرينا شطراشنيتسا، من كفار سابا، سافرت في مطلع الشهر مع صديق شقيقها الجندي الذي قتل قرب ايرز، لمشاهدة المكان الذي قتل فيه. وفي الطريق الى الحاجز، أبصرت مجموعة من العمال الفلسطينيين تسير على جانب الطريق فحاولت دهسهم، الا انهم تمكنوا من الهرب. وكررت الامر نفسه في طريق عودتها من حاجز ايرز، ففشلت باصابة العمال في المرة الثانية، لكنها تمكنت في محاولة ثالثة من اصابة ابراهيم شعبان بجراح بالغة في رأسه.

وكشفت المجرمة خلال التحقيق معها عن عمق الكراهية التي تكنها للفلسطينيين، ولم تأسف لقيامها بجريمته، انما عبرت عن اسفها لأن الفلسطيني الذي دهسته لم يقتل على الفور!

وتهدج صوت أم شعبان واختنق بالدموع وهي تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل". وتتساءل: "بأي ذنب يتعرض زوجي لهذه المعاناة؟ ألا تكفينا المعاناة التي نعيشها جراء العدوان الإسرائيلي.
وناشدت أم شعبان كل من يستطيع ان يقدم لها المساعدة والتسهيلات لرؤية زوجها وذوى القلوب الرحيمة ومؤسسة الصليب الأحمر وكافة مؤسسات حقوق الإنسان مساعدتها في رؤية زوجها والإطمئنان عليه والحصول على حقوقه كاملة".

التعليقات