دعت "حملة الدولة الديمقراطيّة الواحدة"، اليوم، الأحد، إلى مزيدٍ من الانخراط في النقاشات والحوارات من أجل تطوير الرؤية لحل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية، وصياغة إستراتيجية عمل وبناء نحو هذا الهدف، باعتباره هدفًا تحرريًا شاملًا يسعى من أجل تفكيك منظومة الاستعمار الاستيطاني والأبرتهايد.
ووقّع على النداء أكثر من 200 أكاديمي وناشط ومثقّف وقيادات سابقة في أحزاب وفصائل فلسطينيّة من مختلف تجمّعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ومن اليهود المناهضين للصهيونية والاستعمار.
ويأتي هذا النداء، وفق المبادرين، "كجزء من نشاط منهجي ومدروس ومتواصل لتوطيد الفكرة في الرأي العام والمساهمة في خلق وعي سياسي جديد بمضمون تحرّري شامل، من نظام الأبرتهايد الكولونيالي في فلسطين، يساعد في تحشيد الناس وخاصة الأجيال الشابة حول رؤية مستقبلية توحد كل الشعب الفلسطيني وتحفّزه على العمل والنضال وتعيد الاعتبار لفكرة فلسطين الواحدة، الجغرافية والشعب، فلسطين الديمقراطية التي تعيد اللاجئين وتستوعب العيش المشترك بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين على أساس المواطنة المتساوية بديلا للمواطنة الكولونيالية وللاستعمار والاحتلال و التطهير العرقي".
ويؤمن المبادرون، بحسب البيان، أنّه "لم تعد هناك أي إمكانية لتجاهل الواقع الكولونيالي الصارخ المتشكل على الأرض الأمر الذي يحتّم وحدة العمل والمصير في مواجهته، وعدم تجاهل التحول الجاري المتسارع في أوساط واسعة من الشعب الفلسطيني على مستوى النخبة بصورة خاصة، نحو استعادة فكرة التحرير الشامل بنسخة حديثة ديمقراطية تقوم على العدالة والمساواة".
ويؤمن الموقّعون على النداء أنّه "بعد عقود من النضال والمقاومة التي خاضها الشعب الفلسطيني وبعد الاعتراف الدولي بعدالة قضية فلسطين، باتت الحاجة ماسّة لبناء وتطوير حملة فعالة من أجل تفكيك الكيان الاستعماري الصهيوني القائم على أرض فلسطين، وتحقيق التحرر والعدالة لجميع المواطنين. إننا نؤمن أيضا أن حل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين ليس يوتوبيًا، أي ليس حلا مثاليا غير قابل للتحقيق، وبخاصة إذا تنظمنا حول برنامجٍ سياسي واضح ورؤية لمستقبل آمن وإستراتيجية تجنيد وتحشيد ناجعة. وبناء عليه، ها نحن نتوجه إليك للانضمام إلى ’حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية’ والمشاركة في تطويرها نحو حركة تحرر شعبية، ترتكز على مبادئ العدالة والحرية والمساواة ومناهضة الأبرتهايد والكولونيالية".
وتابعوا "لقد تمكنا، منذ انطلاق الحملة من داخل فلسطين، من مدينة حيفا، أوائل عام 2018 من التوافق على خطوط عريضة لبرنامج سياسي واندماج مجموعات أخرى في الحملة، من داخل فلسطين وخارجها، تنادي بالدولة الديمقراطية الواحدة، إضافة إلى مثقفين وأكاديميين وناشطين كثيرين. إننا ندرك أن أمامنا طريقا طويلا ومليئا بالتحديات، لكنه زاخرٌ بالأمل ومفتوحٌ على حياة إنسانية كريمة. إنه طريقٌ نحو هدفٍ نبيل وكبير، يحتاج من كل واحدٍ منا جهدا وتضحية ونفسًا طويلا. بالطبع، هنالك بعض القضايا غير المُتَّفَق عليها حتى الآن، وهي خاضعة للنقاش ولتفاعل الأفكار. ونحن نتفهم أنه ليس بالضرورة أن نتفق في هذه المرحلة على كل قضية، إذ ستجيب عليها تطورات الحياة ودينامية التفاعل مع الواقع. مع ذلك، فإن المهمة التاريخية المطروحة أمامنا واضحة كالشمس".
التعليقات