مع بلوغ المنخفض الجوي ذروته عشرات الآلاف من عائلات سكان قطاع غزة تعيش ساعات عصيبة، خصوصا ساكني الخيام في قطاع غزة، من الذين لا مأوى لهم ولا ملجأ، حيث فاقمت الأمطار معاناة سكان القطاع.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ومثل كل مرة تتساقط فيها الأمطار، وتهب الرياح والعواصف، يعلن أهالي الخيام في قطاع غزة حالة الاستنفار؛ يعلمون ما ينتظرهم من غرق، ومشقة، وأمراض، فتتعالى أصوات الصراخ والاستغاثة.
ووثقت مقاطع فيديو، اقتلاع الرياح العاصفة عددا من خيام أهالي قطاع غزة، بينما غرق آخر في ظلمات الليل وتحت زخات المطر، ناهيك عن الدمار الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي، والطرقات، التي تسهل تجمع المياه، وتكون السيول والبِرَك في معظم المناطق.
وشهدت مناطق واسعة في غزة، غرق عدد كبير من الخيام ومراكز الإيواء، والتي تجاوز عددها 12 ألف خيمة، إذ تفتقر لأدنى مقومات الحماية بمياه الأمطار.
وتتواجد عشرات الآلاف من العائلات في الخيام، وعلى ركام منازلها، وسط خوف وذُعر من اقتلاع الخيام وغرقها، أو انهيار ما تبقى من منازل لا تصلح للعيش على رؤوس المُحتمين بها.
ووفق الإحصاءات الحكومية، فقد تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة، للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصبحت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
ويترتب على تلك الإحصائية بقاء عشرات آلاف العائلات بلا مأوى، سوى بعضاً من قماش مهترئ تنقل به أصحابه في رحلة النزوح، والقليل من "النايلون"، الذي لا يقي الصغار ولا الكبار من عواصف الشتاء.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، لم تزل إسرائيل تتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار الذي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن "البروتوكول الإنساني كان ينص على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة لاستيعاب النازحين الفلسطينيين الذين دُمرت منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي".
أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد أشار إلى أن 9500 خيمة فقط معظمها من النوع الرديء، وصلت إلى قطاع غزة، فيما قدر الاحتياج الأولي نحو 120 ألف خيمة، وهو ما يعني أن ما وصل من خيام لا يتجاوز 8% من مجموع الاحتياج الطارئ.
التعليقات