جزر القمر وجهتك السياحية الجديدة

تنتشر جزر القمر على السواحل الإفريقية في المحيط الهندي وهي ليست وجهة سياحية اعتيادية لأي شخص في العالم. فبالرغم من التوقعات غير المألوفة عن المكان والسكان والأجواء قد يكون من العدل القول إن هذا المكان سيجعلكم

جزر القمر وجهتك السياحية الجديدة

(توضيحية - unsplash)

تنتشر جزر القمر على السواحل الإفريقية في المحيط الهندي وهي ليست وجهة سياحية اعتيادية لأي شخص في العالم. فبالرغم من التوقعات غير المألوفة عن المكان والسكان والأجواء قد يكون من العدل القول إن هذا المكان سيجعلكم تنسون ضجيج المدينة وصخب العالم، الحديث عن جنة عذراء مليئة بأنواع الأشجار الغريبة والشطآن الرملية الخلابة.

في جزر القمر أو (Comoros Islands) التي نالت استقلالها عام 1975 لن تتمكن من السهر على بارٍ يقدم كل ما يشتهيه السائح من أنواع الكحول مع مجمل السكان المسلمين في هذه الدولة. يوصف مواطنو جزر القمر بالالتزام والتقليدية وبساطة العيش والمظاهر والرداء وهم متأثرون بشكل كبير بالثقافة السواحيلية.

هناك 4 جزر رئيسة تقود مسيرة التطور في هذا البلد ومجهزة لاستقبال السياح على شواطئها الرملية ورحلاتها البرية في الغابات المطيرة حيث يمكن للسائح الالتقاء بواحد من أندر أنواع الحيوانات وهو خفاش الفاكهة العملاق وخوض تجارب ومغامرات كثيرة أخرى.

بالرغم من المغريات الكثيرة على هذه الجزر فهي في الحقيقة تفتقر للبنية التحتية السياحية ما قد يعطي للسياحة فيها طعما مختلفا عن الوجهات السياحية التقليدية كما أن الانتقال ضمن الجزر قد لا يكون سهلا للغاية وذلك بحد ذاته قد يكون مغامرة مميزة حتى للأشخاص التقليديين.

في هذه المقالة سنتعرف على الأماكن التي لا يجب أن يغادر السائح جزر القمر قبل زيارتها.

موهيلي

 جزيرة موهيلي في الحقيقة هي أصغر جزر القمر

إن جزيرة موهيلي في الحقيقة هي أصغر جزر القمر إلا أنها بنفس الوقت أكثرها جاذبية وقد تكون الملاذ الأفضل للأشخاص الذين تتملكهم الرغبة بالهروب من العالم أجمع. يعود الفضل بهذه الصفة إلى افتقار هذه الجزيرة لمعالم التطور والحداثة وقلة القاطنين فيها ومع ذلك فهي تحوي المنتزه الوطني الوحيد في دولة جزر القمر وهو "بارك مارين دي موهيلي".

قد يرغب محبو الطبيعة بزيارة هذه الجزيرة والجزر الصغيرة المحيطة بها التي يطلق عليها المحليون اسم "موالي" خصيصا للاستمتاع بمراقبة الحياة البحرية عن كثب حيث يمكنهم رؤية السلاحف البحرية والحيتان والدلافين. عادة ما ينسى السياح قلة التطور والبعد عن العالم المعاصر بسبب جمالية هذه الجزيرة وطبيعتها الرائعة.

فومبوني

بالرغم من أن مدينة فومبوني هي المدينة الأكبر في دولة جزر القمر إلا أنها لا تزال مدينة صغيرة وهادئة بالمقارنة مع مدن العالم. تحتوي فومبوني على شوارع رئيسة من دون أسماء أو أرقام تتخلل أحياءها وسوقا شعبيا. يعتبر سكان فومبوني أقل تعودا على السياح الأجانب لذلك ليسوا منفتحين أو منطلقين مثل باقي المدن لكنهم ودودون وكريمون ويقدمون الصورة الحقيقية للحياة في هذا البلد.

أنجوان

يلفظ السكان المحليون اسم هذه المدينة "ندزواني" إلا أن لقبها العام هو "لؤلؤة جزر القمر" لأنها تبدو مأخوذة من كتاب روبنسون كروزو على سبيل المثال. إذا كانت غايتك من السياحة في جزر القمر هي زيارة مكان طبيعي بعيدا عن ضجيج التجمعات السكانية الضخمة فستجد ما تشتهيه هنا، وإذا أردت زيارة المستعمرات العربية القديمة حيث هناك أنواع معينة من الزراعات مثل القرنفل فستجد غايتك هنا أيضا، وإذا مللت من كل ما سبق فبإمكانك التوجه إلى التلال القريبة للتمتع بمناخ أبرد والاستمتاع بمنظر الضباب يزحف نحو الغابة المطرية.

غراند كمور (القمر الكبرى)

القمر الكبرى هي أكبر جزر دولة جزر القمر حيث يبلغ طولها 60 كم وعرضها 20 كم وهي أكثر الجزر تحضرا وتتميز باقتصاد متوازن ومستقر. تضم القمر الكبرى واحدة من أكثر البلدات تميزا وزيارة في هذا البلد وهي العاصمة موروني كما يسلب التناقض في طبيعتها عقل الناظر حيث تضيع العين ما بين سواد الحمم البركانية المتحجرة وبياض الرمال على الشاطئ.

قد تكون القمر الكبرى من أفضل الأماكن وأنسبها لقضاء شهر العسل بعيدا عن ضغوط العمل والحياة بالنسبة للكثير من المتزوجين حديثا. يقطن معظم سكان القمر الكبرى على الساحل الغربي منها إلا أن السياح بإمكانهم التوجه جنوبا للتفرج على الزراعة المحلية المميزة هناك حيث تنتشر مزارع الفانيلا وجوز الهند والكاسافا والموز وغيرها من المزروعات التي لا نرى أشجارها في الحالة الطبيعة وإنما نكتفي برؤية ثمارها المستوردة إلى بلادنا.

جبل كارثالا

إن جبل كارثالا هو أكبر بركان حي في العالم في وقتنا الحالي ويقع في جزيرة القمر الكبرى. يصل ارتفاع جبل كارثالا إلى 2300 مترا وهو على موعد مع ثوران الحمم البركانية كل 11 عام منذ بداية القرن التاسع عشر. كان آخر انفجار لهذا البركان عام 2005 واستمر لمدة 14 يوما حيث تسبب بأضرار جسيمة على الجزيرة تمكنت جزر القمر من تجاوزها حاليا.

تخلق الحمم البركانية المنبعثة من فوهة هذا الجبل كل بضع سنين تضاريسا مميزة يمكن التعرف عليها من خلال رحلة على الأقدام حتى الوصول إلى فوهة البركان، ولكن قبل الانطلاق بهذه الرحلة ضع في حسبانك أنها تستغرق يومين كاملين.

موروني

موروني هي عاصمة جزر القمر

موروني هي عاصمة جزر القمر وتقع على جزيرة القمر الكبرى حيث يمكن تقفي التأثير العربي على طابع الجزيرة بسهولة فيشعر السائح أنه في مكان مختلف تماما عن باقي الجزر. تمتلئ شوارع موروني الضيقة بالمحلات الشعبية والقهاوي ويرتدي السكان المحليون الزي التقليدي. يمكنك زيارة سوق الفولفو في موروني وشراء التذكارات المميزة أو البهارات والبضائع المشغولة يدويا ويمكن أن تشكل زيارة "المدينة" بالقرب من جامع الجمعة تجربة لا تنسى لأي سائح غربي كان أو عربي.

ميوتي

قد تكون ميوتي أكثر مناطق جزر القمر جذبا للسياح من دون منازع. لا زالت ميوتي تحت السلطة الفرنسية ويعتقد الكثيرون أن الأسعار فيها مرتفعة للغاية وأن أجوائها غريبة عن الجنة الطبيعية المنتشرة في باقي الدولة، إلا أنها تحتوي على شواطئ ذات رمال بيضاء ومياه بحرية تركوازية مميزة ويمكن تجربة عدة أنشطة ومغامرات فيها مثل الغوص والإبحار على مركب شراعي والغطس مع الحيوانات البحرية.

تعتبر هذه الجزيرة الملجأ المفضل للمحاربين القدامى وحتى موظفي الدولة الكبار للمكوث فيها بشكل دائم بعد التقاعد ويضمن الحكم الفرنسي في هذه الجزيرة الاستقرار والسلام والأمان للسياح والمقيمين.

التعليقات