24/07/2012 - 18:17

شمال اسكندنافيا: 22 ساعة صوم يوميًّا

في ظاهرة لافتة، يقل وجودها في معظم بلدان العالم التي يتواجد فيها المسلمون، يضطر الصائمون الذين يعيشون في شمال الدول الاسكندنافية إلى الصيام أكثر من 21 ساعة يوميا، بسبب طول ساعات النهار في الصيف.

شمال اسكندنافيا: 22 ساعة صوم يوميًّا

مسجد في السويد

 

في ظاهرة لافتة، يقل وجودها في معظم بلدان العالم التي يتواجد فيها المسلمون، يضطر الصائمون الذين يعيشون في شمال الدول الاسكندنافية إلى الصيام أكثر من 21 ساعة يوميا، بسبب طول ساعات النهار في الصيف.

ورغم أن تحديد ساعات الصيام في هذه المناطق ما زال موضع جدل في أوساط المراجع الشرعية الاسلامية، إلا أن واقع الحال هذا، يرهق الصائمين في شهر رمضان، بانتظار التوصل إلى حل لهذه المشكلة النادرة.

بالنسبة إلى محمد عز الدين (54 عاما) الذي يعيش في مدينة لوليو، فإن الالتزام بساعات الصيام، لا يقبل النقاش عنده وعند عائلته، حتى "وإن كان أكثر من 23 ساعة في اليوم".

لكنه يستدرك قائلا: "في الحقيقة سيكون رمضان هذا العام قاسيا علينا، لكن الصيام فيه، فريضة شرعية لا تتحمل النقاش، نأمل من القيادات الاسلامية، والمراجع الشرعية، أن تعيد النقاش في هذا الموضوع، لعلهم يتوصلون إلى حل شرعي، يلتزم تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، وفي الوقت نفسه، يساهم في تخفيف الضغط على المسلمين الصائمين شهر التقوى والإحسان في هذه البلاد التي وجدنا أنفسنا فيها".

آلاف المسلمين يعيشون في بلدان تقع في دائرة القطب الشمالي

ويعيش آلاف من المسلمين المهاجرين في عدة مدن تقع ضمن دائرة القطب الشمالي، حيث تبقى الشمس فيها لعدة أشهر مشرقة في الصيف، وإن بدرجات متفاوتة.

ونقلت الإذاعة السويدية عن إمام مسجد مدينة "Luleå" السويدية الشيخ محمد أميري قوله: "إن الكثير من الصائمين يعتبرون هذا الاختلاف مشكلة كبيرة، لذلك يطلبون منا تنبيههم بمواعيد الإفطار والإمساك".

وأضاف : "الصائمون في مدينة لوليو، إذا اعتمدوا على مواعيد شروق الشمس وغروبها، سيبقون صائمين أكثر من 21 ساعة في كل يوم".

وأمام هذه المعضلة الطبيعية، يلجأ الكثير من الصائمين إلى التقيد بمواعيد الإمساك والإفطار وفق مدينة ستوكهولم، التي تغيب فيها الشمس، أطول نسبيا من مدن الشمال.

وقال سامان بختيار (49 عاما) : "حل رمضان العام الماضي في آب، فكانت مشكلة الشمس أخف من هذه السنة، لكن الكثير من الصائمين يتبعون الآن أوقات مدينة ستوكهولم، فليس من الطبيعي أن يصوم الإنسان لمدة شهر، 22 ساعة في اليوم".

أما سميرة الربيعي (32 عاما) فتعتقد أن "الهدف من الصيام كما جاء في تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، هو إظهار الشعور والتضامن مع الفقير، والتقرب من الله، وليس التقيد الحرفي بتقاليد ربما يمكن التعاطي معها بمرونة أكبر، خصوصا أن المسلمين هم حديثو العهد بالعيش في أقاصي القطب الشمالي".

الصيام حسب عدد ساعات صيام أهل مكة

وكان المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الاسلامية قد أصدر فتوى تحت الرقم 7/20، حول اختلاف ساعات الصيام في البلدان ذات خطوط العرض العالية.

ودرس المجلس مسألة اختلاف ساعات الصيام في البلدان ذات خطوط العرض العالية، حيث تطول ساعات الصيام إلى حد مفرط قد تصل إلى ما يقرب من 23 ساعة.

ونظر المجلس في "أن يخصص لهذه البلدان ساعات من الصيام تعادل ما يصومه أهل مكة، ثم يفطر الصائمون من أهل هذه البلدان بعد انتهاء الوقت المحدد، حتى ولو كانت الشمس ساطعة"، أو "أن يخصص لهذه البلدان ساعات من الصيام تعادل ساعات الصيام في أقصى ما وصل إليه سلطان المسلمين في فتوحاتهم الاسلامية".

لكن المجلس صرف النظر عن هذين الرأيين "لانعدام الدليل في مشروعيتهما ولمخالفتهما للأوقات المحددة للصيام من الفجر حتى غروب الشمس" بحسب نص الفتوى التي نشرها اتحاد الجمعيات الاسلامية في السويد.

ورأى المجلس "أن يأخذ بما ذهب إليه قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي رقم (3) حول أوقات الصلوات والصيام في البلدان ذات خطوط العرض العالية الدرجات، المتخذ في الدورة الخامسة للمجلس بتاريخ 10 ربيع الثاني 1402 هـ الموافق 4 فبراير 1982م".

التعليقات