الاعلان عن بيت اميل توما في حيفا معلما تاريخيا

بلدية حيفا قررت المحافظة عليه بعد نضال شعبي مثابر، وبعد 53 عاما على استيلاء دائرة "املاك الغائبين" عليه

الاعلان عن بيت اميل توما في حيفا معلما تاريخيا
أثمر النضال الشعبي الذي خاضه معهد اميل توما واللجنة الشعبية للمحافظة على بيت اميل توما والمجلس القطري للحفاظ على الأبنية التاريخية والعائلة وأعضاء البلدية وشخصيات عربية ويهودية تجندت قبل أكثر من ثلاث سنوات لمنع هدم البيت والاعلان عنه معلما تاريخيا يجب المحافظة عليه. فقد قررت لجنة الحفاظ على الأبنية التاريخية في بلدية حيفا في اجتماعها المنعقد يوم 22.12.2003 الاعلان عن البيت معلما تاريخيا يجب المحافظة عليه، وستجري البلدية كل الترتيبات لتحويل ملكيته من دائرة أراضي اسرائيل الى البلدية ثم تسليمه الى معهد اميل توما لترميمه وتحويله الى مركز لحركات السلام والدمقراطية وحقوق الانسان في حيفا.

ويذكر أن بيت اميل توما يقع في منطقة الهدار بحيفا وقد بني عام 1912 وفيه ولد المؤرخ والمفكر وأحد مؤسسي مؤتمر العمال العرب وعصبة التحرر الوطني وجريدة الاتحاد وأحد أبرز قادة الجماهير العربية في اسرائيل والحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة الدكتور اميل توما، وقد استولى على البناية مكتب أملاك الغائبين في عام 1948 بعد تشتت العائلة الى لبنان وعودة اميل توما وحده الى حيفا لكنه لم يسلم البيت، وكان يرفض المطالبة به في حياته قائلا: "عندما تحل مشكلة كافة اللاجئين من أبناء شعبي ستحل مشكلة بيتي الخاص، فأنا واحد منهم".

تعقيبا على صدور القرار قال الكاتب سلمان ناطور مدير معهد اميل توما: ان هذا القرار يعتبر سابقة تاريخية جاءت ثمرة جهود ونضالات مثابرة بدأها عضو الكنيست السابق توفيق طوبي ثم واصلها معهد اميل توما والسيدة حايا توما أرملة الدكتور توما واللجنة الشعبية للمحافظة على البيت برئاسة البروفيسور يوبرت لويون ومديرة منطقة حيفا في المجلس القطري للحفاظ على الأبنية التاريخية السيدة فيرد سلومون وعضوا البلدية الحالية الدكتور الياس مطانس والاستاذ اسكندر عمل وعضوا البلدية السابقان الدكتور عيسى نقولا والمحامي أيمن عودة والمئات من الشخصيات العربية واليهودية وهم يستحقون التقدير الكبير، كذلك نشكر أعضاء لجنة البلدية برئاسة الدكتور يوسي بن أرتسي ونثمن دور المهندس وليد كركبي، مدير دائرة المحافظة على الأبنية التاريخية ونائب رئيس البلدية المهندس شموئل غيلبهارت، رئيس لجنة التنظيم والبناء. ويذكر أن قرار اللجنة اتخذ بالاجماع.

وكانت اللجنة الشعبية جمعت مئات التواقيع الموجهة الى البلدية وعقدت اجتماعات بهذا الخصوص مع رئيس البلدية الأسبق عمرام متسناع والحالي المحامي يونا ياهف ونظمت أمسية ثقافية في شهر تشرين الأول الماضي وندوات في معهد اميل توما عن أهمية المحافظة على المعالم التاريخية والحضارية، وسيباشر المعهد قريبا البدء بحملة تبرعات لترميم البيت والتي قد تصل تكاليفه الى حوالي نصف مليون دولار.

التعليقات