يافا: بلدية تل أبيب تمنح منزلا عربيا للجيش في "العجمي"

منحت بلدية تل أبيب بالتعاون مع ما يسمى "حركة الإصلاح اليهودية" في الشهر الأخير، منزلا عربيا فلسطينيا لافتتاح مركز تطوعي لتجهيز مجندي جيش الاحتلال قبيل دخولهم الجيش، في حي "العجمي" بمدينة يافا.

يافا: بلدية تل أبيب تمنح منزلا عربيا للجيش في "العجمي"

منزل عائلة مصطفى درويش قطان في يافا (تصوير "عرب 48")

منحت بلدية تل أبيب بالتعاون مع ما يسمى 'حركة الإصلاح اليهودية' في الشهر الأخير، منزلا عربيا فلسطينيا لافتتاح مركز تطوعي لتجهيز مجندي جيش الاحتلال قبيل دخولهم الجيش، في حي 'العجمي' بمدينة يافا.

يُذكر أن المنزل يعود لعائلة مصطفى درويش قطان، وهي عائلة فلسطينية هُجّرت قسراً إبان النكبة في العام 1948 بعد أن اجتاحت العصابات الصهيونية المدينة، وحُوّل المنزل لسلطة نفوذ بلدية تل أبيب تحت غطاء قانون 'أملاك الغائبين'.

وبينما يُعاني السكان العرب في مدينة يافا من شُح في الأطر والحدائق العامة لا سيما الأحياء العربية ذات النواة الأصلية للمدينة كحي العجمي والعرقتنجي، تعمل بلدية تل أبيب وما يسمى 'دائرة أراضي إسرائيل' بالتعاون مع ما يسمى 'حركة الإصلاح اليهودية' لتخصيص الأملاك العربية الفلسطينية لدعم مخططات ومشاريع من أجل تهويد ما تبقى من يافا، المدينة العربية الفلسطينية.

وفي حين تتذمر بلدية تل أبيب برئاسة 'رون خولدائي' أمام المواطنين العرب، مُدعية شُح قسائم الأرض والأملاك، لعدم تخصيصها حدائق عامة وأماكن ترفيه في الأحياء العربية، مَنحت منزلا كاملا كان متروكا منذ عشرات السنين، لمشروع تهويدي جديد في حي العجمي بشارع 'شفتي يسرائيل'.

 ليس هذا المشروع التهويدي الأول التي تدعمه بلدية تل أبيب، وهذه المرة بالتعاون مع ما يسمى 'حركة الإصلاح اليهودية' (هتنوعا هريفورميت)، وليس بالصدفة اختارت البلدية والحركة هذا المنزل الذي يقع وسط حي العجمي الذي يعُج بالسكان العرب، وهو بملكية فلسطينية ويعود لعائلة 'القطان'، فلا ينقص بلدية تل أبيب الأماكن والمساحات الضخمة من أجل مشاريع كهذه وأكبر، إلا أنها تتعمد في اختيار الأماكن الإستراتيجية وسط الأحياء العربية لاستهداف واضح للطابع العربي الفلسطيني فيها.

وقال عضو فرع التجمع الوطني الديمقراطي والهيئة الإسلامية العليا المنتخبة في يافا، عبد أبو شحادة، لـ'عرب 48'، إن 'بلدية تل أبيب تتذمر من شُح في الأراضي، لكنها تخصص المباني للجيش وتدعم مشاريع تهويدية، في حين تُعاني الأحياء العربية في يافا بسبب إنعدام الأماكن والأطر العامة والترفيهية'.

عبد أبو شحادة

وتابع أن 'هذا مخطط من قبل بلدية تل أبيب وما يسمى 'حركة الإصلاح اليهودية'، إذ أن الحركة تناقض نفسها، حيث تدعي على موقعها الإلكتروني الخاص أنها تتمتع بأفكار ليبرالية متحررة تهدف لخدمة الجمهور، لكن على أرض الواقع تدعم جنود جيش الاحتلال ومشاريع تهويدية، ضاربة بعرض الحائط مطالب السكان العرب'.

وحول بلدية تل أبيب وتعاملها مع المجتمع العربي في يافا، قال إن 'بلدية تل أبيب التي تدعي الديمقراطية في محافلها دائماً برئاسة رون خولدائي، تتجاهل رفض المجتمع العربي في يافا لهذه المشاريع التهويدية، وتختار الشعارات الرنانة الكاذبة التي اعتادت عليها. وإن المواطنين العرب في يافا يُدركون أن الأحياء العربية هي المأوى الوحيد لهم في هذه البلدة في ظل استفحال العنصرية بالبلدات المجاورة لا سيما أحياء مدينة تل ابيب، حيث يرفضون بشكل قاطع استقطاب سكان عرب إلى السكن بجوارهم'.

وحول خطورة الأمر، أكد أن 'هناك أجواء من التوتر الشديد في الشارع اليافي، ومن الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة في المستقبل إذا ما استمرت البلدية والمؤسسات المسؤولة بممارسة هذه السياسة. بدلا من أن تتحمل البلدية المسؤولية وتعمل بشكل فوري على خفض حدة التوتر في الشارع العربي في يافا، اختارت التغاضي عن التوتر المشحون من قبل المواطنين والمس في حقوقهم الأساسية'.

اقرأ/ي أيضًا | يافا: قطعان المستوطنين تتجول بأسلحتها في حي العرقتنجي

وأنهى أبو شحادة موجهاً رسالة، 'لا نريدكم هنا في يافا، أنتم الغرباء. مؤسف أن نرى في الآونة الأخيرة استهدافا واضحا للطابع العربي في يافا، ومؤسف جدا أنه بدلا من العمل على مناهضة هذه المخططات الصهيونية في الأحياء العربية بيافا يتم دعمها بشكل علني وواضح'.

التعليقات