كشفت مصادر مقربة من عائلة الشابة فداء كيوان (43 عاما) التي صدر حكم بالإعدام بحقها من قبل محكمة إماراتية بتهمة حيازة المخدرات، أنها شرعت بإضراب مفتوح عن الطعام، كما أفاد شقيقها بأن العائلة تمنع من زيارتها رغم محاولات بذلتها في هذا الإطار.
ونفى مقربون من كيوان، وهي من مدينة حيفا ومعتقلة في الإمارات منذ العام الماضي، بزعم العثور على نصف كيلوغرام من مخدر الكوكايين في منزلها في دبي، أن يكون لها صلة حقيقية بالقضية. وأشاروا إلى أن الخبر شكل صدمة بالنسبة لمعارف وأصدقاء فداء في حيفا خصوصا وأنها كانت تُعرف في الأوساط الثقافية بنشاطها الفني الملتزم.
وأكدت عائلتها أن المخدرات التي عثر عليها في الشقة التي سكنتها لا تخصها؛ فيما أكد شقيقها أن اعتراف شقيقته جاء تحت الضغط والاعتداء والضرب؛ وقال: "اقتحم العديد من أفراد الشرطة المحلية في دبي شقتها وضربوها وأساءوا إليها"، وأوضح أن العائلة علمت باعتقال فداء إثر عدم "اتصالها بوالدتها".
وأكدت محامية كيوان، تامي أولمان، عزمها تقديم استئناف على الحكم بالإعدام الصادر بحق موكلتها، وأوضحت أنه "يمكن تقديم الاستئناف في غضون 30 يوما، نحن نخطط لذلك". كما أكدت أنه يجري "العمل مع كافة السلطات في إسرائيل والعالم لمساعدتها".
وذكرت صديقة كيوان (فضلت عدم الكشف عن اسمها) أن صديقتها كانت تعيش في رام الله في الضفة الغربية المحتلة قبل انتقالها إلى دبي. وأعربت عن أملها بأن تكثف الحكومة الإسرائيلية جهودهما لمساعدتها كما حصل مع شابة يهودية تحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية وأدينت هي الأخرى في روسيا بحيازة مخدرات عام 2019.
يذكر أن السلطات الروسية أطلقت سراح نِعاما يسسخار بعد تدخل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، في القضية. وقال شقيق كيوان: "عندما سجنت الإسرائيلية نِعاما يسسخار في روسيا، قامت إسرائيل بكل ما بوسعها حتى أطلق سراحها في النهاية".
وأوضح شقيق كيوان أن "السلطات في الإمارات لم تسمح لأسرتها بمقابلتها منذ اعتقالها". ولفت إلى أن أفرادا من العائلة "سافروا إلى الإمارات عدة مرات، لكن طلبنا بمقابلتها رفض على الدوام".
فيما كشفت إحدى أفراد عائلة كيوان أن القنصلية الإسرائيلية في دبي طلبت منهم عدم التعليق على القضية أو التطرق لها علنا في وسائل الإعلام. وأكدت أن فداء سافرت إلى الإمارات في إطار عملها كمصممة غرافيك.
اقرأ/ي أيضًا | الإمارات: حكم بالإعدام على شابة عربية من حيفا
وورد في قرار الحكم الصادر عن محكمة أبو ظبي الابتدائية الاتحادية أن شرطيا سريا قام بشراء كمية من المخدر من كيوان، ليطاردها بعدها برفقة قوة أمنية اعتقلتها واقتادتها إلى مكان سكنها، حيث تم العثور على المزيد من المواد المخدرة.
لا تحركات للخارجية الإسرائيلية
وخلافا لحالات مشابهة شهدتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، على غرار يسسخار والزوجين نتالي وموردي أوكنين، اللذين كانا معتقلين في تركيا بشبهة التجسس في أعقاب تصويرهما قصر أردوغان، تمتنع الحكومة الإسرائيلية عن تصنيف حالة كيوان على أنها حدث سياسي يستدعي متابعة دبلوماسية، بحسب ما ذكرت تقارير إسرائيلية، مساء الثلاثاء.
وأفادت التقارير بأن المستويات الرفيعة في الحكومة الإسرائيلية لم تناقش قضية كيوان مع الجانب الإماراتي، كما أنه لا نية إسرائيلية بمخاطبة الإمارات في هذا الشأن؛ إذ تنظر المستويات السياسية في إسرائيل إلى قضية كيوان على أنها "تورط إجرامي لمواطن إسرائيلي في الخارج".
والتعامل الرسمي الإسرائيلي على مستوى وزارة الخارجية مع هذه القضية، لا يتعدى المستوى القنصلي؛ وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه سيسمح لعائلة كيوان بزيارتها في السجن خلال الأيام المقبلة.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الشابة كيوان، من بلدة مجد الكروم بالأصل وهي تملك أستوديو للتصوير في حيفا حيث كانت تسكن، وفي آذار/ مارس عام 2021 تلقّت دعوة للعمل في مجال التصميم الفوتوغرافي في الإمارات على يد رجل فلسطيني - إماراتي.
وحين وصولها إلى دبي استلمت كيوان شقة كانت قد حجزت لها قبل وصولها إلى الإمارات، وبعد أسبوع من نزولها فيها، اقتحمت شرطة دبي المنزل وضبطت فيه كمية من المخدرات واعتبرتها كمية للتجارة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها مطلعة على القضية "عبر دائرة الإسرائيليين في الخارج والبعثة الإسرائيلية لدى الإمارات العربية المتحدة".
في المقابل، أفاد مقربون من كيوان أن السلطات في الإمارات بعثت برسائل طمأنة، بما في ذلك إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مفادها أن الحكم الصادر بحقها "يهدف إلى الردع"، وأن ليس هناك نية حقيقية لإعدامها، لكنهم لن يتنازلوا عن بقائها خلف القضبان لفترة طويلة.
اقرأ/ي أيضًا | إسرائيل دفعت مصالح روسية في البلاد مقابل يسسخار
التعليقات