قتل 12 شخصا وأصيب نحو 20 آخرون بعضهم بحالة خطيرة، اليوم السبت، من جراء سقوط قذيفة صاروخية في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وفقا للحصيلة المحدثة الصادرة عن الطواقم الطبية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
والضحايا هم: ألما أيمن فخر الدين، ميلاد معضاد الشعار، فينيس أدهم الصفدي، إيزيل نشأت أيوب، يزن نايف أبو صالح، جوني وديع إبراهيم، أمير ربيع أبو صالح، ناجي طاهر الحلبي، فجر ليث أبو صالح، حازم أكرم أبو صالح، ناظم فاخر صعب.
وبحسب الطواقم الطبية، فإن أعمار الضحايا تتراوح بين 10 و20 عاما، علما بأن صافرات الإنذار للتحذير من هجمات صاروخية وبالمسيرات تدوي بشكل متلاحق في مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل والجليل الأعلى والغربي منذ صباح اليوم.
وفي حين أوضحت تقارير محلية بأن القذيفة سقطت على ملعب في البلدة، لم يتضح لماذا لم تعترض دفاعات الاحتلال الجوية القذيفة، كما أنه لا يمكن التأكد في هذه المرحلة مما إذا كان الحديث عن مسيرة أو قذيفة أو صاروخ اعتراضي.
سقوط قذيفة في #مجدل_شمس: 11 قتيلا و20 مصابا بينهم 6 بحالة خطيرة... معظمهم أطفال#الجولان_المحتل
— موقع عرب 48 (@arab48website) July 27, 2024
لتفاصيل أوفى: https://t.co/yvGEU6MhzO pic.twitter.com/yzjt9nUHuL
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في الجيش أن "الحادثة خطيرة للغاية ونحن نستعد للرد بشكل قوي"، ولفتت إلى أن الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس كان صاروخًا ثقيلًا، وأضافت أن سلاح الجو يحقق في سبب عدم اعتراضه.
ونفى حزب الله أن يكون مسؤولا عن القذيفة التي سقطت في مجدل شمس، وجاء في بيان صدر عن إعلامه الحربي أن "المقاومة الإسلامية في لبنان تنفي نفيا قاطعا الادعاءات عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة للمقاومة بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".
بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه "بناء على تقييمات الوضع في الجيش والمعلومات الاستخبارية المتوفرة لدينا، فإن إطلاق النار على مجدل شمس نفذه حزب الله"، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الجيش أنه "سيكون للحداثة في مجدل شمس تداعيات دراماتيكية على القتال في الشمال".
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، كرر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، تحميل حزب الله مسؤولية سقوط القذيفة في مجدل شمس، وأضاف أن الحديث عن قذيفة واحدة، وقال إنه جرى تفعيل صافرات الإنذار إلا أن الوقت كان قصيرا للغاية بين دوي الصافرات وسقوط القذيفة؛ فيما أوضح أنه "لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية".
وقال هغاري للصحافيين: "نجهز ردا على حزب الله... سنتحرك"، مضيفا أن إطلاق الصواريخ، السبت، هو "الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عمليات حزب الله أسفرت عن مقتل 41 شخصا من بينهم 19 جنديا و 22 مدنيا.
وكانت الطواقم الطبية قد أفادت بأنها تلقت "بلاغا أوليا عن إصابة 11 شخصا بينهم 5 بحالة حرجة و6 بحالة خطيرة". ولاحقا، أوضحت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 30 بينها 9 بحالة حرجة؛ وذكرت أن عددا آخر من المصابين (لم تحدده) نقل إلى عيادات محلية.
ولاحقا، أوضحت الطواقم الطبية أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 34، من بينهم 12 قتلى و6 مصابين بحالة خطيرة و3 بحالة متوسطة الخطورة و4 بحالة طفيفة، بالإضافة إلى عدد من الحالات التي أصيبت بالهلع من جراء سقوط القذيفة؛ قبل أن يتم الإعلان عن وفاة شخصين متأثرين بجراهما الحرجة.
وقال جيش الاحتلال إن رئيس أركانه، هرتسي هليفي، أجرى مشاورات أمنية لتقييم الوضع مع القيادات العسكرية في المنطقة، مشددا على أن الحديث عن سقوط قذيفة صاروخية وليس طائرة مسيرة؛ كما أفاد وزير الأمن، يوآف غالانت، بأنه شرع بمداولات أمنية مع رئيس الأركان وقادة الجيش.
"غالانت حدّد اتجاهات العمل ضد حزب الله"... "سنوجه له ضربة قاسية"
وجاء في بيان مقتضب صدر لاحقا عن وزارة الأمن أن غالانت أجرى تقييما موسعا للوضع بمشاركة رئيس الأركان، هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، والمدير العام لوزارة الدفاع، إيال زمير، ومسؤولين كبار آخرين في الأجهزة الأمنية.
وأضاف أنه خلال المداولات "عرض المسؤولون الأمنيون على غالانت خيارات الرد على حزب الله" في أعقاب مقتل 11 مدنيا في مجدل شمس. وختم بالإشارة إلى أن غالانت "حدّد اتجاهات العمل ضد حزب الله ووجه الأجهزة الأمنية بما يتناسب مع ذلك"، دون توضيح ماهية "الرد" الإسرائيلي المحتمل.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، إنه أجرى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، في أعقاب "الهجوم القاتل الذي شنه حزب الله على مجدل شمس"، أضاف أنه شدد في حديث مع طريف على أنه "سنوجه ضربة قاسية لحزب الله".
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتواجد في واشنطن، إنه أجرى مشاورات أمنية عقب إطلاعه على الحدث في مجدل شمس؛ وشدد على أنه يتابع التطورات وأجرى مداولات مع سكرتيره العسكري على أن تتوسع المداولات لاحقا لتشمل قادة الأجهزة الأمنية.
وفي بيان مصور صدر عنه لاحقا، قال نتنياهو إنه "منذ أن علمت بالكارثة، أجريت مشاورات أمنية متواصلة، وقررت تقديم موعد عودتنا إلى إسرائيل. سأعقد اجتماها للمجلس الوزاري الأمني (الكابينيت) على الفور عند وصولي"، وتابع "أستطيع أن أقول إن دولة إسرائيل لن تتعامل هذا الأمر بصمت. ولن يمر مرور الكرام".
الاحتلال يدعي: الصاروخ أطلق من شمال شبعا
بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "رصد سقوط قذيفة في منطقة مجدل شمس وتم الإبلاغ عن سقوط ضحايا"، وأضاف أن مروحياته وقواته بالتعاون مع الطواقم الطبية تعمل "على إجلاء الضحايا".
وقال جيش الاحتلال، في بيان، إن حزب الله أطلق رشقة صاروخية من 40 قذيفة استهدفت مواقع للاحتلال في الجولان، اعترض الاحتلال بعضها وسقطت بعضها في منطقة مفتوحة، فيما سقطت قذيفة في مجدل شمس.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه "بخصوص الإنذارات التي تم تفعيلها في الشمال في تمام الساعة 17:24، فالحديث عن إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من لبنان حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدد منها بينما سقطت الباقية في منطقة مفتوحة".
11 إصابة حرجة وخطيرة جراء سقوط قذيفة من لبنان في ملعب كرة قدم بمجدل شمس في الجولان السوري المحتلhttps://t.co/yvGEU6MhzO pic.twitter.com/ae5MrbBSFc
— موقع عرب 48 (@arab48website) July 27, 2024
وتابع أنه "بخصوص الإنذارات في تمام الساعة 17:55 تم رصد إطلاق نحو 10 قذائف من لبنان سقطت في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات. بعد وقت قصير تم تفعيل إنذار في منطقة مجدل الشمس بعد رصد إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان".
وأضاف أن "القذيفة سقطت لترد تقارير عن إصابات. مروحيات وقوات الجيش هرعت للمكان لإجلاء المصابين"؛ ويأتي ذلك في إطار التصعيد الحدودي المتواصل بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال على خلفية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وزعم جيش الاحتلال أنه "من تحليل الأنظمة العملياتية في الجيش يتبين أن إطلاق القذيفة الصاروخية باتجاه وسط مجدل شمس تم من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان. وفقًا للمعلومات الاستخباراتية الموثوقة التي يمتلكها الجيش فإن حزب الله يقف وراء عملية الإطلاق".
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر في الأجهزة الأمنية قولها إنه "بالتأكيد سيكون هناك رد فعل قوي وواسع النطاق على الكارثة في مجدل شمس، وسيتعين علينا أن نقرر ما إذا كنا سنذهب إلى الحرب أم لن ننجر إليها".
كما ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أن "القائد الميداني في حزب الله الذي وجّه عملية إطلاق القذيفة الصاروخية نحو مجدل شمس هو المدعو علي محمد يحيى قائد مجمع الإطلاق في منطقة شبعا".
"حزب الله تجاوز الخطوط الحمراء"
بدروه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "نحن نقترب من حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله"، وأضاف أن "حزب الله تجاوز الخطوط الحمراء، وسيكون الرد بما يتلاءم مع ذلك"، فيما دعا وزراء في حكومة نتنياهو إلى "تغيير سياسة المواجهة مع حزب الله وتوسيعها".
من جانبه، قال الوزير السابق في كابينيت الحرب، رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس: "قلنا ذلك في الكابينيت منذ أشهر: حان الوقت للعمل على التوصل لصفقة تبادل أسرى ونقل ثقل المعركة للشمال"، وأضاف "من يماطل سيدفع الثمن بحياة الرهائن وحياة سكان الشمال، كما أنا ندفع الثمن بالضرر الذي يلحق بالردع والاقتصاد والقدرة على الصمود. انتهى الوقت".
في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إنه "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تضع حدًا للتخلي عن الشمال. لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو. يجب على نتنياهو أن يكون في إسرائيل في مثل هذه الأوقات وأن يشارك في إدارة الحرب".
واعتبر لبيد أن مكوث نتنياهو في واشنطن وعدم عودته إلى إسرائيل رغم انتهاء برنامج زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة "هو دليل مخزي آخر على انفصاله التام عن الواقع، وقبل كل شيء، أنه لا يهتم بأي شيء سوى نفسه".
"في مواجهة حزب الله: إسرائيل أمام خيارين"
من جانبه، شدد الرئيس السابق للدائرة السياسية - الأمنية في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، على أن أمام إسرائيل خيارين في ما يتعلق بالمواجهات مع حزب الله، إما "إبرام صفقة رهائن من شأنها أن تجلب الهدوء إلى غزة، وبالتالي الهدوء في الشمال؛ أو مواجهة واسعة النطاق، في وقت غير مناسب على الإطلاق، وربما من دون دعم من الولايات المتحدة".
وأضاف غلعاد أن الوقت قد حان لـ"اتخاذ قرارات حقيقية، وليس للخطابة الفارغة" في إشارة إلى خطاب نتنياهو، الأربعاء الماضي، أمام الكونغرس الأميركي، الذي قال فيه إن "إسرائيل ستقوم بكل ما ينبغي القيام به لضمان أمن حدودها الشمالية"، على حد تعبيره.
وفي أعقاب الانتقادات التي تعرض لها نتنياهو عن مكوثه الطويل دون داعي في الولايات المتحدة في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة والمواجهات مع حزب الله، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه إن رئيس الحكومة "أصدر تعليمات بتعجيل عودته إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
نتنياهو يهدد بأن "حزب الله" سيدفع ثمنا "باهظا لم يدفعه من قبل"
وأفاد مكتب نتنياهو بأنه دعا الكابينيت السياسي والأمني للانعقاد في تمام الساعة السادسة بعد ظهر يوم غد، الأحد، وتحديدا في تمام الساعة الـ16:00 فور رئيس الحكومة من واشنطن؛ وقال إنه أجرى المزيد من المشاورات والمداولات الأمنية مع وزير الأمن وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال مكتب نتنياهو إنه أجرى كذلك محادثات مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، شدد خلاله على أن "إسرائيل لن تسمح بأن يتحول هذا الهجوم القاتل إلى هجوم اعتيادي وسيدفع حزب الله ثمناً باهظاً لم يدفعه حتى الآن".
اعلنت الحكومة اللبنانية في بيان" ادانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) July 27, 2024
وشدد البيان على" ان استهداف المدنيين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".
Press Release from the Government…
في حين دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، دعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، نتنياهو، إلى عقد جلسة طارئة للكابينيت، لإصدار قرار بشن حرب شاملة على لبنان.
وقال وزير الداخلية، موشيه أربيل، إن الرد على استهداف مجدل شمس "يجب ألا يكون أقل من الرد على استهداف تل أبيب (في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية في الحديدة اليمنية ردا على شن الحوثيين هجوم بطائرة مسيرة على موقع في تل أبيب)، في دولة ذات سيادة هناك قانون واحد لمجدل شمس وتل أبيب".
في حين أعلنت الحكومة اللبنانية، في بيان، "إدانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات". وشدد البيان على أن "استهداف المدنيين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".
التعليقات