تتغنى منظمات متطرفة ووسائل إعلام عنصرية في إسرائيل باستقالة بروفيسور نادرة شلهوب كفوركيان من الجامعة العبرية في مدينة القدس، وذلك بعد التحريض عليها، بسبب موقفها الرافض لحرب الإبادة على قطاع غزة، والملاحقة السياسية، ورفضها للصهيونية وسيطرتها على الجامعات الإسرائيلية.
ونشرت وسائل إعلام ومنظمات إسرائيلية منها (بتسلمو) اليمينية المتطرفة والتي تلاحق الأكاديميين العرب، أن بروفيسور نادرة شلهوب كفوركيان قدمت استقالتها من الجامعة بسبب ممارسة الضغوط عليها، فيما كانت قد قررت كفوركيان قرارها، بعد رؤيتها الحاصل في الأكاديميا الإسرائيلية وسيطرة الصهيونية على الجامعات، والملاحقة السياسية، ومنع حرية التعبير.
واتخذت شلهوب قرارها بالاستقالة من الجامعة، منذ الفترة الأولى التي بدأت الملاحقة السياسية ضدها منذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في أعقاب توقيعها على عريضة وقّع عليها أكثر من ألفي أكاديمي من مختلف جامعات العالم والتي طالبت بوقف حرب الإبادة على غزة.
وبسبب هذه العريضة وبشكل غير مسبوق، أبرقت الجامعة العبرية في القدس رسالة مفادها مطالبة بروفيسور كفوركيان بإيجاد "بيت أكاديمي آخر"، بسبب موقفها الرافض للحرب والإبادة الجماعية في غزة، وموقفها الرافض للصهيونية.
ووصلت القضية ذروتها، يوم 12 آذار/ مارس 2024، عندما قررت الجامعة العبرية تعليق عمل كفوركيان بسبب مواقفها الرافضة لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وموقفها الرافض للصهيونية، كما عبرت عنه في "بودكاست" المقدسي الذي نُشر في أوائل آذار/ مارس 2024.
وجاء قرار الجامعة بعد حملة تحريض واسعة شنها أعضاء كنيست ووزراء ووسائل إعلام في إسرائيل، فيما خضعت الجامعة للضغوط وعلّقت عمل بروفيسور كفوركيان، وبعد ذلك تراجعت الجامعة عن قرارها وأعادتها بعد عقد جلسة معها ومع المحامي الموكل بالدفاع عنها علاء محاجنة.
واعتُقلت كفوركيان من بيتها في القدس القديمة يوم 18 نيسان/ أبريل 2024، ، فيما أطلق سراحها بعد عرضها على المحكمة، وجاء استدعاء كفوركيان بعد التحريض السافر عليها من جهات إسرائيلية مختلفة،وقد استُدعيت بعد ذلك لعدة جلسات تحقيق في مركز للشرطة بالقدس.
وقال المحامي علاء محاجنة، الموكل بالدفاع عن بروفيسور نادرة شلهوب كفوركيان، لـ"عرب 48" إن "قرار استقالة بروفيسور نادرة اتُخذ منذ مدة وليس بجديد، وهذا القرار انتشر أمس كون منظمة (بتسلمو) اليمينية كانت قد قدمت شكوى للجنة السلوكيات في الجامعة ضد بروفيسور كفوركيان في شهر أيار/ مايو الماضي، وبدورنا قمنا بالرد على المنظمة بأنه لا توجد صلاحية لهذه المنظمة بتقديم شكوى ضد بروفيسور كفوركيان، وهذا ما وافقت عليه إدارة الجامعة".
وأضاف أن "منظمة بتسلمو يمينية متطرفة وأجندتها عنصرية تجاه المواطنين العرب، وهي تركز جهودها وعملها ضد الأكاديميين العرب في المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، إذ أن عمل هذه المؤسسة الفاشية والعنصرية طوال الوقت ملاحقة العرب من أجل إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف".
ولفت إلى أن "بروفيسور كفوركيان اتخذت قرارها منذ الفترة الأولى في قضيتها بأنه لا يمكن العمل في جامعة تُعرّف نفسها صهيونية، وفي ذات الوقت تتحدث عن حرية التعبير والتعليم، لذلك كانت بروفيسور كفوركيان قد اتخذت قرارها سابقًا، وكانت قد أبلغت الجامعة بأنه منذ بداية العام الدراسي الجديد في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر المقبل لن تكمل عملها في تلك الجامعة".
وبشأن حقوق بروفيسور كفوركيان من الجامعة، أوضح محاجنة أن "استقالة بروفيسور كفوركيان تم باتفاق يضمن الحصول على كامل حقوقها من الجامعة، بالإضافة لتعويض مادي على ما قامت به الجامعة ضدها".
وعقّب محاجنة على الاستقالة بالقول إنه "لا يمكن اعتبار الموضوع أنّ بروفيسور كفوركيان تريد إنهاء عملها كرغبة خالصة بذلك، إنما بسبب ما حصل والظروف التي اختُلقت في الجامعات الإسرائيلية، والتي تعتبر نفسها صهيونية وتجرّم كل شخص يتحدث غير ذلك، لذلك رأت أن ما يحصل لا يناسبها".
وعن مستقبل بروفيسور كفوركيان الأكاديمي أكد محاجنة أن " بروفيسور كفوركيان تلقت العديد من العروض من مختلف المؤسسات التعليمية المرموقة والمعروفة في العالم، ومنها جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها الكثير من المؤسسات الأكاديمية في العالم، وهي ستكمل مسيرتها في إحدى المؤسسات المرموقة عالميًا".
اقرأ/ي أيضًا | انتهاء التحقيقات مع بروفيسور نادرة شلهوب - كفوركيان
التعليقات