مدّدت محكمة الصلح في حيفا، الجمعة، اعتقال الصحافي سعيد حسنين، حتى الثلاثاء المقبل، بشبهة "التحريض" و"التماهي مع منظمة إرهابية" و"التعامل مع عميل أجنبي"، وذلك في أعقاب حملة تحريضية، شنّتها عليه وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قدم المحامي الموكل في الدفاع عنه، استئنافًا على قرار تمديد للاعتقال، ليتقرّر عقد الجلسة عند الساعة العاشرة من صباح الأحد المقبل، في المحكمة المركزية في مدينة حيفا.
وطلب مندوب الشرطة تمديد اعتقال حسنين، بحجة استكمال التحقيق، وادعى أنه "لم يتم التحقيق معه منذ يوم الأربعاء"، بعد انتهاء الجلسة الأولى بمحكمة الصلح بعكا، وأن "استكمال التحقيق متعلّق بمواد سرية غير التصريحات الصحافية" التي أدلى بها حسنين.
وترافع عن حسنين، المحامي علاء محاجنة، الذي فنّد ادعاءات وتهم الشرطة، بالتأكيد على أن مقابلة حسنين مع قناة "الأقصى" كانت الأولى له، وأن القناة صنفتها إسرائيل كمؤسسة محظورة بعام 2019، ولم يكن يعرف حسنين أنها محظورة.

وعن تهمة "التعامل مع عميل أجنبي" أشار محاجنة إلى أن الشرطة عدّت المذيع أو الشخص الذي اتصل للتنسيق بخصوص المقابلة "عميلاً أجنبيًّا"، في حين لم يكن بينه وبين حسنين أي حديث بعد المقابلة.
كما قارن محاجنة التهم الموجّهة لحسنين مع مشاهد التحريض التي تعرضها القنوات الإسرائيلية والصحافيين الإسرائيليين الذين يحرضون ضد العرب والفلسطينيين، بدون أي مساءلة قانونية.
"قضية سياسية"
وفي حديث لـ"عرب 48"، قال المحامي محاجنة إن "القضية باتت سياسية بشكل واضح".
وذكر أنه "بحسب القانون الجافّ، ليس هناك حاجة لتمديد اعتقال حسنين، أو حتى اعتقاله من الأساس، ولكن، القضية تحوّلت لقضية رأي عامّ في الشارع الإسرائيليّ".
المحامي علاء محاجنة يتحدث لـ"عرب 48" بعد تمديد اعتقال موكله الصحافي #سعيد_حسنين من مدينة شفاعمرو، حتّى الثلاثاء المقبل.
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 28, 2025
تصوير: مصطفى زعبي - خاصّ بـ"عرب 48"
للتفاصيل كاملة: https://t.co/AsuptCF6XO pic.twitter.com/q9s16FQGwX
وأضاف محاجنة "وردنا اليوم تأكيد من الشرطة، أنها تلقت مئات الطلبات لاعتقال حسنين، خلال الأيام الماضية، ورأينا تدخل اتحاد كرة القدم الإسرائيلي وتفوّه عدة لاعبي كرة قدم إسرائيليين بعبارات عنصرية وخطيرة ومحرِّضة، عدا عن المستوى السياسيّ مثل (إيتمار) بن غفير وغيره".
وشدّد محاجنة على أن "جميع هذه العوامل تؤثر على النيابة والقضاة، وبالتالي يندرج قرار تمديد الاعتقال اليوم تحت الملاحقة السياسية، وكيف يتعاون النظام القضائي الإسرائيلي والنيابة والشرطة بتغيير التوجه العامّ، وفي هامش حرية التعبير".
بركة: "إرهاب"... ليست ملاحقات
بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة لـ"عرب 48"، إن "هذه ليست اعتقالات وليست ملاحقات، هذا إرهاب".
رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، لـ"عرب 48" عن اعتقال الصحافي #سعيد_حسنين: هذه ليست ملاحقات إنها "مشروع إرهابيّ لكمّ الأفواه".
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 28, 2025
للتفاصيل: https://t.co/AsuptCF6XO pic.twitter.com/ZELgBdCOBL
وأضاف أنه "في بداية الحرب، كان هنالك تصاعد غير مسبوق في كثافة الاعتقالات والملفات المختلقة التي حاولوا إلصاقها بالشبان والشابات من أبناء شعبنا، والآن يذكروننا من جديد بأن المشروع الإرهابي لكمّ الأفواه ولفرض الرواية واللغة علينا، لا يزال مستمرًّا".
وتابع بركة "أقول لهم إن هذا لن يحدث، ونحن لن نتنازل عن هويتنا ولا لغتنا ولا روايتنا، صحيح أن هنالك من يدفع الثمن، لكن هذا الثمن هو نتيجة عنصرية المؤسسة الإسرائيلية".
يأتي ذلك فيما كانت محكمة الصلح في عكا، قد مددت الأربعاء الماضي، اعتقال حسنين لثلاثة أيام، وذلك بعد طلب مندوب الشرطة الإسرائيلية، تمديد اعتقاله لـ7 أيام.
من محكمة الصلح في مدينة حيفا، قبيل انطلاق جلسة محاكمة الصحافي سعيد حسنين.
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 28, 2025
- تصوير: مصطفى الزعبي - خاصّ بـ"عرب 48" pic.twitter.com/ZQRSq6HOxU
وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت بعد منتصف ليل الثلاثاء الماضي، منزل حسنين في مدينة شفاعمرو، وعبثت بمحتويات المنزل، وصادرت الحواسيب والأجهزة الإلكترونية منه، واعتقلته.
وقالت الشرطة إن اعتقال حسنين جاء في ظل تصريحات صحافية "عبّر فيها عن مواقف ضد الجيش ودولة إسرائيل". وجاء ذلك في أعقاب مقابلة قناة "الأقصى" مع حسنين، اعتبرتها الشرطة الإسرائيلية "دعمًا لجهات إرهابية".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد شنّت حملة تحريضية على حسنين، إثر تصريحات أدلى بها حول مجريات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 150 ألف شهيد وجريح.
اقرأ/ي أيضًا | تمديد اعتقال الصحافي سعيد حسنين لغاية الجمعة
التعليقات