من قلبي سلامٌ... لفيروز أم الأخوين رحباني؟؟

"نحن بدورنا كفلسطينيين في الداخل وفي حيفا كان يجب علينا أن نعمل شيئا على غرار بيروت والقاهرة ودمشق.. ففيروز جزء من حياتنا وهويتنا.. غنت لفلسطين والقضية الفلسطينية"..

من قلبي سلامٌ... لفيروز أم الأخوين رحباني؟؟
الخلاف الدائر اليوم في العائلة الرحبانية بين ورثة منصور الرحباني من جهة و السيدة فيروز (نهاد حداد) وابنتها ريما من جهة أخرى يأخذ أبعادا جديدة مؤخرا أدى إلى خروج العديد من التظاهرات التضامنية في عدة عواصم ومدن عربية مع السيدة فيروز. فما أن انتشر خبر يقول إن السيدة فيروز ممنوعة من الغناء بعد مقاضاتها ومساءلتها من قبل أولاد منصور الرحباني (شقيق عاصي زوج فيروز) حتى ثار العديد من الشباب على "الفيسبوك"، ونظموا مجموعات تضامن، ومن ثم وقفات تضامن في عدة مدن عربية في نفس الوقت حيث كان لنا في الداخل نصيب في مدينة حيفا.

تعود القضية إلى الوراء العديد من السنوات وذلك بعد وفاة عاصي الرحباني زوج فيروز عام 1986، حيث بدأت بعدها بسنوات السيدة فيروز تقوم بعروض فنية لأعمالها الجديدة مع ابنها زياد الرحباني، وأيضا وبالأساس أعمال الأخوين رحباني، حيث لم تعد تنسق، كما يقول مطلعون، مع منصور الرحباني الذي بدوره حاول إخفاء التوتر والخلاف الحاصل لسنوات خصوصا وهو على قيد الحياة كما كان يوصي ابناءه بهذا الأمر.

إلا أنه بعد وفاة منصور بدأت المرحلة الثانية من الخلاف لتصل إلى أروقة القضاء والإعلام، فهنالك من يدعي أنه لا يوجد لمنصور (وورثته) حق عند فيروز كون شركة "فيروز برودكشن" التي تنتج أعمال فيروز (والمملوكة منها) هي المسؤولة عن توزيع الحصص والمدخول المادي، إلا أن الطرف الآخر يدعي أنه لا يوجد شيء اسمه أعمال فيروز بل يوجد أعمال الأخوين رحباني المسجلة باسم "الفرقة الشعبية اللبنانية" للإنتاج التي أسسها الأخوان رحباني منذ انطلاق المسيرة الفنية، فهم الذين كتبوا النص ولحنوه وهم أوصلوه بصوت السيدة فيروز بعد العمل مطولا عليه.

وشهد يوم أمس الإثنين، في حيفا الحدث التضامني أكثر احتفاليا من باقي المدن العربية تحت عنوان "من حيفا.. سلامٌ لفيروز" حيث صُممت بوسترات خاصة وعُلقت في مقهى "فتوش" في الحي الألماني الذي استضاف الحدث حيث توافد العشرات من محبي السيدة فيروز ليستمعوا إلى أغانيها، ولكتابة رسائل ورسم رسومات موجهة لها عبر جدارية، ومساءً تم عرض فيلم "كانت حكاية" لريما الرحباني ليستمر التضامن ليلا بعرض حفل السيدة فيروز في لاس فيغاس الشهير.

وفي حديثنا مع المبادرة لهذه الأمسية "التضامنية" الإعلامية رشا حلوه حول الدافع من تنظيم الأمسية تقول: "هنالك محاولة من وقت ذكرى وفاة عاصي الأخيرة لمنع فيروز من الغناء من قبل أولاد منصور". وتضيف "نحن بدورنا كفلسطينيين في الداخل وفي حيفا كان يجب علينا أن نعمل شيئا على غرار بيروت والقاهرة ودمشق.. ففيروز جزء من حياتنا وهويتنا.. غنت لفلسطين والقضية الفلسطينية، فهنالك خصوصية بالغة الأهمية بأن نطلق صرخة من قلب حيفا بالرغم من مرور 62 عاما على النكبة، وبالرغم من الحصار الفني والثقافي التي تحاول أن تفرضه إسرائيل علينا".

وتؤكد حلوة على أن تفاعل الشباب بشكل سريع والمشاركة الواسعة إنما يعبر عن إجماع على السيدة فيروز، فـ"هي جزء من هويتنا، والتضامن معها هو محاربة محاولات طمس هذه الهوية".

وتختتم بالقول عن الخلاف داخل العائلة الرحبانية: "عيب هاد اللي عم بسير... خلولنا اياها.. ما حداش يقرب عليها".

وبدوره قال الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد فضل إنه عندما تسمع باسم فيروز فإنك تشارك في أي حدث بغض النظر عن المشكلة العائلية التي حصلت ويضيف: " أنا أتضامن مع فيروز الرمز، ليس لي بمشاكلها الخاصة ولا تعنيني، وبغض النظر مع من الحق في القضية.. لا تمنعوا فيروزنا من الغناء، فهي حالة خاصة وظاهرة فريدة من نوعها كصوت وكإحساس، فأغاني الرحبانية تتكلم عن الإنسان بكل الجوانب".
لكن من جهة أخرى هنالك من يرى أننا نحن في الشرق شعب الزعيم والرموز شعب العواطف والمقدسات. فالسيد فضل سمعان من قرية عيلبون الباحث في الفكر الرحباني الكلمة واللحن وعاشق الفن الرحباني.. هذا ما يقوله الناس عنه قبل أن يقوله هو لك، فجل اهتمامه هو هذا الفن.. فن عاصي ومنصور الرحباني.

"بولص" الرحباني كما أطلق عليه الراحل منصور يقول إنه لا يوجد أحد ضد أن تغني السيدة فيروز، لكن ضد أن تستعمل نتاج الأخوين رحباني في حفلاتها دون تنسيق، فما قدمته الفرقة الشعبية اللبنانية هو ملك الفرقة وليس فيروز، هي تملك النصف وليس الكل.. هنالك أصحاب وورثة. على حد قوله.

يضيف فضل سمعان المعروف بقربه وصداقته مع العائلة الرحبانية إن أغلب ما تقدمه فيروز في حفلاتها هو من أعمال الأخوين رحباني وليس أعمالها الجديدة مع ابنها زياد، وخلال هذه السنوات الأخيرة جمعت ملايين الدولارات بفضل أعمال الأخوين رحباني فهم الأساس في نجاحها، وهم من صنعوا هذا "التمثال المقدس" الذي بات يُعرف اليوم باسم فيروز.
ويخبرنا سمعان انه نصح أسامة الرحباني (ابن منصور) بعد محادثة هاتفية بينهم جرت مؤخرا بعدم الدخول إلى المحاكم كونها معركة خاسرة ليس لأنهم ليسو أصحاب حق إنما لأنها السيدة فيروز، " من يستطيع التعرض إلى فيروز آو ينتقدها اليوم؟؟ نتعامل معها وكأنها آلهة أرضية"، ويؤكد لنا مرة أخرى انه ليس ضد أن تغني فيروز بل ضد أن ننسى عاصي ومنصور الأساس في كل شيء في هذه الظاهرة اليوم التي باتت تُعرف باسم فيروز.

ويضيف لنا: " فيروز لم تشارك في جنازة منصور الذي توفي في 13 يناير 2009، وفي مقابلة مع السيدة فيروز مع إحدى القنوات اللبنانية بتاريخ 24/6/10 التي رتبتها ريما الرحباني في ذكرى وفاة عاصي لم تذكر فيروز خلال المقابلة منصور الرحباني ولا مرة واحدة، كانت تذكر نفسها وعاصي فقط وكأن منصور لم يكن موجود.. هذا أمر مخجل حقا".

وفي نهاية لقائنا يتمنى السيد فضل سمعان بأن تنتهي القضية على خير في العائلة الرحبانية التي نحبها جميعا ويفوز الهدوء.. " نريد لفيروز أن تستمر في الغناء لكن لا أريد ان نبقى نعبد الرموز في هذا الشرق ولننظر إلى داخل القارورة وما بها من رائحة زكية وليس للقارورة نفسها ففيروز كانت وعاء احتضن جوهرة ثمينة ألا وهي أعمال الأخوين رحباني عاصي ومنصور فليس عجيبا انه لا يوجد فيروز أخرى ذلك لأنه لا يوجد عاصي ومنصور".
.

التعليقات