مستوطنة كرمئيل تضيق بالوجود العربي الذي قامت على أراضيه..

-

مستوطنة كرمئيل تضيق بالوجود العربي الذي قامت على أراضيه..
لا بد لمدينة /مستوطنة "كرمئيل" الجاثمة على أرض الشاغور، ولاخواتها الا وان تذكر بالمخططات لتهويد الجليل من خلال تكثيف الاستيطان وتغيير المعالم.. وفي حلقة من حلقات مسلسل التهويد والسيطرة اليهودية تمت إقامة المجلس الإقليمي "مسغاف" في سنوات الثمانينيات كأخطبوط يسيطر على منطقة البطوف مرورا بالشاغور ومناطق الجليل الغربي حتى تخوم الجليل الأعلى، بكل ما يعني ذلك من حصار وتقطيع لأوصال البلدات العربية ومنع التواصل الجغرافي فيما بينها على أقل تعديل.

وفي تحديات جديدة يقف المهووسون بالجغرافيا والديمغرافيا لاستصدار تشريعات برلمانية تمنع ما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل" وما يسمى بـ"الكيرن كييمت" من بيع قسائم بناء للعرب من جهة، والضغط المباشر على البلديات لإيجاد آليات لوقف ما يسمونه "سيطرة العرب على المدن المختلطة، ومنها كرمئيل ونتسيرت عيليت"، ورفع وتيرة الخطاب العنصري والتحريضي لثني اليهود عن بيع منازل للعرب من جهة أخرى، خاصة وقد بات العرب يشكلون أكثر من 8% من مجمل السكان في كرميئيل.

ويقول أحد سكان "كرميئيل" العرب، فضل عدم ذكر اسمه، إنه يسكن فيها منذ أكثر من 6 سنوات. وهو يملك منزلين فيها. ويقول: "خلال هذه الفترة واجهت بداية بعض المشاكل مع بعض الجيران الذين استعانوا أحيانا بالشرطة التي اعتقلتني أكثر من مرة. واعتقد أن الدوافع كانت عنصرية، حيث كنت اتعرض لاستفزازهم مرات عديدة، لكوني أيضا شخصا ناجحا في عملي كمقاول، لكن بالمقابل لدي علاقات صداقة مع من اعتبرهم بسطاء الشارع".

ويضيف أنه فيما يتعلق بالسكن، فقد توجه إليه مؤخرا عربي من إحدى القرى العربية المجاورة لكرميئيل، لشراء المنزل. ويتابع "خلال الحديث معه لتحديد الثمن، فوجئت بالمبلغ المغري الذي يعرضه علي، الأمر الذي أثار شكوكي.وقد تزامن هذا وبمحض صدفة مع مرور احد الأشخاص من معارفي الذي استدعاني جانبا أمام دهشته وقلقه ليخبرني أن المذكور هو وسيط لإحدى الجمعيات اليهودية التي تعمل على إخلاء المدينة من العرب من خلال تشجيع بيع المنازل بأسعار مغرية، الأمر الذي جعلني اعدل عن البيع واحذر غيري من الوقوع في الشرك".

ويقول المهندس "ب"، وأصله من إحدى القرى المجاورة لكرميئيل إنه يسكن فيها في منزل مستأجر منذ 3 سنوات بعد أن تعذر عليه السكن في قريته لانعدام أراضي البناء فيها.

ويضيف أنه توجه منذ 3 سنوات لشراء قسيمة أرض للبناء فيها إلا أنه كغيره من العرب وقع ضحية سياسة التمييز. ويقول "نحن نعاني تحت وطأة العمل البيروقراطي في المماطلة والتسويف الذي يراد منه تعجيزنا. ورغم أن المحكمة العليا قد أصدرت قرارا يسمح للعربي بشراء قسيمة بناء من "دائرة أراضي إسرائيل"، إلا أنه على ما يبدو لا يكترثون ولا يلتفتون للأسباب التي تدفع الكثير من الشباب العرب إلى السكن في هذه المدن حيث أن مصادرة الأراضي وتطويق البلدات العربية بالمستوطنات وغياب الخرائط الهيكلية ومناطق النفوذ وصعوبة استصدار تراخيص البناء، كل ذلك يشكل السبب الأساس لوجودنا هنا، وفي هذه الحالة فإننا ملاحقون مرتين لينعدم الأفق في إيجاد حل معقول في المستقبل المنظور، إذ أن الأمر هنا لم يعد موضوع أفراد إنما سياسة مؤسسة، وعلى القيادات السياسية العربية أن تتوقف عند هذه الحالة واتخاذ الخطوات والسياسات المناسبة لطرح القضية على أعلى المستويات بما فيها القانوني والشعبي إلى جانب البرلماني".


يوسف سواعد "أبو ضرغام" حي الرمية في كرميئيل ومعركة البقاء والاقتلاع:


"يتربع حي الرمية على مئة دونم لـ17 عائلة، والحي قائم قبل قيام الدولة، وقد بدأ كابوس الاقتلاع منذ عام 1991.

ويقول أبو ضرغام: " لم نجد طريقا إلا أن نخوض معركتنا كخيار وحيد متاح، وذلك بتنظيم أعمال احتجاجية وشعبية بمشاركة كل القوى السياسية العربية وجمهور كبير من إخوتنا العرب. وتوصلنا إلى إبرام الاتفاق بيننا وبين "دائرة أراضي إسرائيل" عام 1995 على أن نحصل على قسائم بناء وأرض زراعية وتعويض، وهذا قبل قيام حي "رابين" الجديد المحيط بنا. إلا أن الأمر لم ينفذ حتى اليوم".

وبحسبه فإن هذه المماطلة هي محاولة تيئيس وتعجيز من أجل ترحيلهم، خاصة وأنهم يعيشون بدون بنى تحتية. ويقول: "عندما توجهنا لشركة الكهرباء للارتباط بشبكة الكهرباء كانت إجابتهم بأنكم سترحلون من هناك. ونحن اليوم ننتظر قرار المحكمة التي أنهت مداولاتها حول القضية منذ ستة أشهر. لكن ما نؤكده هنا أننا متمسكون ببيوتنا ولن نرحل مهما كلف الثمن" .

وأضاف: "لكني عاتب واشعر بالمرارة لغياب القيادات العربية عن الموضوع ولو بحدوده المعنوية في زيارة تفقدية، رغم أن جميعهم ساهموا في بداية المعركة الشعبية في حي الرمية إلا أنهم غابوا مؤخرا بالمطلق".

وفي سياق ذي صلة، كتبت صحيفة "هتسفون، كرميئيل مسغاف" في عددها الصادر بتاريخ 28/05/2009، إن ناشطين في الحزب اليميني "الاتحاد القومي" وصلوا إلى كرميئيل من أجل "إيقاف سيطرة العرب على الجليل".

وجاء في الخبر أن "الاتحاد القومي" يخشى من أن يصيب كرميئيل ما أصاب "نتسيرت عيليت". كما نقل عن الوفد قوله في أعقاب جولة أجروها في الجليل "نحن مضطرون للعودة إلى رفع أعلام الصهيونية وتعزيز الاستيطان اليهودي في الجليل"، وذلك بهدف فحص ومواجهة ما يسمونه "السيطرة المتزايدة لعرب الجليل على مدن في شمال البلاد".

وبحسبهم فإن أكثر ما يقلقهم هو الوضع الديمغرافي في "كرميئيل"، بادعاء "إنقاذها قبل أن تصبح مثل نتسيرت عيليت التي تغير تركيبها السكاني".

ويستطرد الخبر أن الوفد التقى في جولته مع رؤساء بلديات ورجال دين ومركزين اجتماعيين واقتصاديين العاملين لتجنيد مجموعات سكانية يهودية من بينهم رئيس بلدية كرمئيل عادي إلدار.

ونقل عن الناطق بلسان "الاتحاد القومي"، يهودا شبيرا، قوله إن هذه الزيارة الأولى للجليل تأتي في أعقاب توجهات عديدة من سكان المنطقة إزاء اتساع ظاهرة شراء منازل في كرمئيل من قبل عرب. كما يؤكد على أن حزبه من مؤيدي الاستيطان في الضفة الغربية.

وبحسب شابيرا فإن اللقاء مع رئيس البلدية كان إيجابيا، وتقرر الشروع في موضوع البنى التحتية، وتشجيع إقامة سكة القطارات لكرمئيل، وإعطاء أفضليات للسكن وقروض الإسكان، وتطوير التعليم من الروضات وتدعيم حركات الشبيبة غير المتدينة والتي تشكل مركز قوة تؤثر على المحيط من خلال فعاليات للشبيبة.

ولدى تطرقه إلى تحول أحياء في "نتسيرت عيليت" إلى عربية، قال إن هناك مخاوف من وجود يد موجهة ومنظمة لظاهرة السيطرة على المدينة.

إلى ذلك، نقلت صحيفة "زوهر هتسفون" على لسان نائب رئيس بلدية كرميئيل، ميليشطاين، قوله إنه سيتم تفعيل خدمة جديدة في كرميئيل في مطلع الشهر الجاري تحمل اسم "حراسة حدود المدينة"، حيث سينتشر 250 متطوعا للعمل بورديات على المداخل الثلاثة للمدينة لإجراء فحص "أمني" للداخلين إليها من أجل رفع مستوى الأمن الشخصي. على حد قوله.

وأضاف أن هذا الأمر "سوف يردع الشبان من القرى العربية.. في كل مكان نسمع عن تصرفات ومشاغبات مزعجة وملاحقة فتيات ونساء وموسيقى صاخبة، وأحيانا حوادث عنف مع شباب محليين".

وتضيف الصحيفة أن 8 قوائم من أصل 11 قائمة تنافست فيما بينها في الانتخابات المحلية على أساليب منع بيع البيوت للعرب وضمان "الأمن". ومن جهته فإن ميليشطاين يحاول أن ينفذ "وعده"، الذي بفضله حصل على 3 أعضاء في البلدية، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس البلدية.

.....

التعليقات