أطفال مدرسة مار يوحنا بحيفا: الاكتظاظ والبيروقراطية والمعاناة المستمرة

الأهالي: المماطلة التي لا ندري إن كانت متعلقة بقضية البيروقراطية الموجودة في المدرسة، أم الميزانيات، التي عرضنا المساهمة بها أيضًا..

أطفال مدرسة مار يوحنا بحيفا: الاكتظاظ والبيروقراطية والمعاناة المستمرة

بناية المدرسة في شارع سانت لوكس

بعد نضال طويل خاضه أهالي طلّاب الصفوف الأولى العام الماضي مع إدارة المدرسة، أعلنت لجنتا أهالي طلّاب صف الأول الذي سيرفع للصف الثاني في مدرسة مار يوحنا بمدينة حيفا، الشروع بإضراب لأربعة أيام عن الدراسة ابتداء من الأول من أيلول/سبتمبر، أي بداية العام الدراسي الحالي، بسبب الاكتظاظ الكبير في المدرسة وعدم شروع الإدارة بترميم صفوف إضافية لصفوف الأول والثاني.

يشار إلى أن مدرسة ما يوحنا في حيفا تنقسم إلى قسمين: الأول هو في بناية المدرسة للصفوف البستان والأول الواقعة في شارع 'سانت لوكس' في حي وادي النسناس؛ والثاني هو بناية المدرسة الأساسية في شارع مار يوحنا الواقع أيضًا في حي وادي النسناس. ويدرس فيه الطلّاب من صف ثاني حتى ثامن. إلّا أن ما يميّز ويجمع بين كلا البنايتين، هو الاكتظاظ الرهيب والكبير للطلّاب.

ورغم توجهات الأهالي لم تبادر الإدارة إلى ترميم أو إضافة صفوف في بنايتها الواقعة في سانت لوكس، بل اختارت نقل طلّاب الصف الثاني إلى مار يوحنا المكتظّة أساسًا بصورة أكبر من سانت لوكس، بالإضافة إلى أن الأهالي يرفضون بصورة قاطعة، أن يتشارك الطالب في الصف الثاني مع الطالب بصف تاسع بالحمامات ذاتها غير المهيأة.

ولم يتوقّف أهالي طلّاب مدرسة مار يوحنا واللجنة عند المطالبة بترميم الصفوف في سانت لوكس، وإضافة صفين جديدين لاستقبال أعداد الطلّاب الكبيرة في المدرسة، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك فاستعانوا بمهندس قام بتخطيط بديل للصفوف الجديدة، وقاموا بتجهيز لائحة وصلت نسخة منها إلى 'عرب 48'، تستعرض تكاليف الترميمات وإضافة الصفوف بشكل مفصّل، للتوفير على إدارة المدرسة وأطفالها من بيروقراطية المؤسسة، إلّا أن هذا أيضًا لم يجد نفعًا.

نقل من بناية مكتظة إلى بناية أكثر اكتظاظًا

وقالت لجنة أهالي الطلّاب الذين أنهو الصف الأول، في حديث حول تفاصيل وسيرورة النضال لأجل تحسين ظروف الأبناء، لـ'عرب 48' إن 'المدرسة وعدتنا بداية بأنها ستقوم بالترميمات وفتح صفوف جديدة بداية العام الحالي، إلّا أنها لم تنفذ أيا من وعودها لنا، ممّا يضعنا أمام أزمة حقيقية يدفع ثمنها أبناؤنا'.

وأضافت أن 'إدارة المدرسة عرضت على الأهالي نقل صفوف الثواني إلى المدرسة الابتدائية الواقعة في شارع ما يوحنا، وهذا ما رفضناه بشكل قاطع، إذ تعاني مدرسة مار يوحنا من أزمة اكتظاظ عالية وصلت إلى درجة أنه لا يستطيع الطلّاب جميعًا النزول سويًا على الدرج الضيّق والصغير، بالإضافة إلى أن الحمّامات غير مجهّزة، ونحن نرفض أن تكون ذات الحمّامات مشتركة لطلّاب الصف الثاني وطلّاب الصف الثامن'.

وبالإضافة إلى الاقتراح الأول الذي رفضه الأهالي بشكل قاطع، اقترح الأهالي تبنّي الاقتراح الثاني الذي ينصّ على أن تبني المدرسة صفّين إضافيين في بنايتها الموجودة في شارع سانت لوكس بشكل سريع إلى حين ترميم المدرسة خلال عامين، إلّا أن الاقتراح الثاني أيضًا لم يتم.

وقالت اللجنة إن 'المشكلة الأساسية هي المماطلة التي لا ندري إن كانت متعلقة بقضية البيروقراطية الموجودة في المدرسة، أم الميزانيات، التي عرضنا المساهمة بها أيضًا حرصًا على أطفالنا، بالإضافة إلى التخطيط البديل الذي قمنا بتجهيزه من خلال مهندس معتمد وتفصيل تكاليف الترميمات'.

اكتشفنا أن المدرسة تقوم بفتح شعب جديدة من كل صف وصف

وأضافت أنه ومنذ أن قمنا بتسجيل ابنائنا لصف البستان، اكتشفنا أن المدرسة تقوم بفتح شعب جديدة من كل صف وصف، على الرغم من أن مساحتها صغيرة جدًا ولا تستوعب هذا الكم من الطلّاب.

وتابع أحد أعضاء اللجنة أنه 'سألنا حينها عن هذا الموضوع وتلقينا جوابًا بأن المدرسة ستقوم بترميمات وفتح صفوف جديدة، واستمر الحال على ما هو عليه منذ ذلك الحين، دون تسجيل أي قرار رسمي بالمباشرة في عملية الترميم، إذ كان الوعد الأخير أن يكون الترميم في هذا العام، إلّا أننا تفاجأنا برد الإدارة بالنفيّ'.

ولم يكن النفيّ نفيًا عاديًا، بل كان بعد أن قامت المدرسة باستيعاب طلّاب جدد وفرضت أمرًا واقعًا، وقال إن 'اللجنة اكتشفت المعاناة التي سيعاني منها الأبناء نتيجة الاكتظاظ الذي سيزيد، وبالتالي قرّرنا التوجّه للمطرانية ذاتها، وقابلنا المطران منتصف شهر حزيران/ يونيو، وعرضنا عليه مشروع الترميم مفصلًا، وكان رده إيجابيًا خاصة أننا شرحنا للمطرانية الظروف الصعبة التي تمرّ على الطلّاب بالإضافة إلى التلوّث الموجود في الطابق الأخير في بناية سانت لوكس، نتيجة الإهمال والهجران الموجود فيه منذ سنوات، ممّا أدّى إلى تآكل الحيطان وانبعاث روائح كريهة'.

وتابع أن 'المطرانية وافقت على اجتماع آخر مع اللجنة، وطالبونا بتفصيل أكثر للخطة التي قمنا بتحضيرها بالإضافة إلى جدول تفصيلي لميزانيات المشروع، وهذا ما قمنا بترتيبه وإرساله للمطرانية، ووافق المطران عليه'.

وعلى الرغم من البوادر الإيجابية، إلّا أنه لم يكن هناك أي فعل على الأرض، واعتقدت اللجنة في البداية أن السبب الأول كان البيروقراطية، إلّا أنه وبعد التفصيل والتخطيط، لم تعد هناك أي حجة ولا سبب مقنع يجعل الأبناء يعانون.

ومن الجدير ذكره، أن 'عرب 48' حاول التواصل مع إدارة المدرسة ومديرها، إلّا أننا لم ننجح حتّى اللحظة بالحصول على رد من قبل إدارة المدرسة، على الرغم من أهمية التطرّق إلى الموضوع وشرح أسباب الاكتظاظ في مدرسة حيفاوية لها تاريخ عريق.

واختار الأهالي، كتصعيد على تجاهل إدارة المدرسة لطلبات أبنائهم وليس طلباتهم هم، أن يعلنوا الإضراب في الأيام الأولى من العام الدراسيّ المقبل، وبحث خطوات أخرى لعلّهم يستطيعون توفير ظروف أفضل، للمستقبل. 

التعليقات