عكا: استنكار وسخط شديدين جراء جرائم القتل المستشرية

تسود مدينة عكا حالة من القلق والاستنكار العارمين بين صفوف المواطنين جراء جرائم القتل المتفشية على مستواها الخاص والمجتمع العربي عامة، مطالبين الشرطة وأصحاب الشأن بالعمل من أجل كبح جماح هذه الظاهرة.

عكا: استنكار وسخط شديدين جراء جرائم القتل المستشرية

المغدور جمال ماضي

تسود مدينة عكا حالة من القلق والاستنكار العارمين بين صفوف المواطنين جراء جرائم القتل المتفشية على مستواها الخاص والمجتمع العربي عامة، مطالبين الشرطة وأصحاب الشأن بالعمل من أجل كبح جماح هذه الظاهرة.

تجدر الإشارة إلى أن جريمة القتل الأخيرة في عكا كانت قبل أيام وراح ضحيتها جمال ماضي عن عمر ناهز 59 عاما.

وفي هذا السياق رصد 'عرب 48' آراء عدد من المواطنين في عكا، من بينهم المربي يوسف سالم، حيث قال 'إنني أستنكر آفة العنف والقتل المتفشيتين في مدينتنا خاصة ومجتمعنا العربي عامة، علماً بأن جريمة القتل الأخيرة في عكا راح ضحيتها رجل أخلاقه حميدة كان يسعى من أجل إصلاح ذات البين'.

وأضاف 'نعيش حالة من الفوضى، فأبناء جيل اليوم يمكن أن نطبق عليه أنهم أبناء أيتام لآباء أحياء، وهذه نابعة من عدم التربية والانتماء الوطني، حيث أننا نعيش بمجتمع استهلاكي أصبحنا نتهرب من خلاله من قول الحق، وما ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أكبر دليل على ذلك بأنه حين سكت أهل الحق عن الباطل توّهم أهل الباطل أنهم على حق'.

وتابع أن 'نكبة 1948 سببت أزمة في تركيبة السكان الديموغرافية، حيث أن عدد النازحين يفوق السكان الأصليين في عكا، وهذه حالة تشجع ظواهر العنف، ومن أجل الحد من هذه الظواهر يجب التركيز على تربية أبنائنا، ونحن كمعلمين في المدارس علينا أن نقوم بالتركيز على التربية قبل التعليم من خلال ابتكار برامج توعية جديدة تعود بالمنفعة على طلابنا وتوطيد نسيج التآخي فيما بينهم'.
واختتم أن 'تقاعس الشرطة يلعب دوراً كبيراً في ازدياد ظواهر العنف والقتل سواء إن كان في عكا أو المجتمع العربي ككل، كما وأن سياسة الدولة تهدف إلى تفريق أطياف المجتمع، ومن هنا نتوجه إلى قيادات القائمة العربية المشتركة لإعادة بناء لجنة المتابعة من جديد وانتخاب شخصية وطنية تتعالى عن السياسة، والعمل على تقسيم اللجنة للجان عديدة من أجل معالجة قضايا المجتمع العربي'.

اقرأ ايضًا| عكا: مقتل جمال ماضي في جريمة إطلاق نار

وذكر الناشط في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ضرغام نجمي، لـ'عرب 48' أنه 'بقلب يعتصره الألم والحزن فقدنا رجلاً شجاعاً بكل معنى الكلمة، حيث كان الفقيد جمال ماضي سباقاً للحق ولطالما كان يحافظ على نسيج المحبة والتآخي في عكا، فالنتيجة مأساوية نظراً لما حصده خلال حياته'.

وأضاف 'آمل بأن تزول ظواهر العنف وجرائم القتل عن مدينتنا ومجتمعنا العربي، ينبغي علينا استخلاص العبر القاسية بفقدان أشخاص غالين على قلوبنا بهذا الأسلوب المرير، كما وعلينا إعادة احترام الذات واحترام أدياننا ونرتقي بمجتمعنا لإخراجه من هذا المستنقع المخيف'.

وذكر المستشار التنظيمي والإعلامي، سامي هواري، لـ'عرب 48' أن 'العنف وصل إلى الحد الذي بات يهدد كيان واستمرارية مجتمعنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد، ومن الخطأ النظر إلى هذه الظاهرة منفصلة عن غيرها من الظواهر الأخرى التي تجتاح مجتمعنا. أعتقد بأن حالة العنف المستشرية ليس في مجتمعنا العربي فحسب وِإنما في المجتمعات والدول العربية الأخرى تعود لعدة أسباب، أولاً انهيار منظومة القيم الأخلاقية التي كانت فيما مضى تـُسٓيّج مجتمعنا وتحميه، ثانياً غياب الإجماع، فنحن، كمجموعة سكانية، لا نتفق ولا نجمع على أية قضية تقريباً، فنحن إذاً مجتمع متشرذم مفكك إلى مركباته ومركبات مركباته الأساسية، والتي بالطبع لا تتفق بل وتتنافس فيما بينها، ثالثاً انتشار ثقافة المزاودة في كل المجالات، مما يتسبب في أحجام البعض عن التعبير عن رأيه والإعلان عن موقفه أو اتخاذ أي خطوات عملية في مجال مكافحة العنف، مثلاً، أو معالجة أي آفة اجتماعية أخرى، وبالتالي غياب ثقافة الحوار ومعالجة الاختلافات بالعنف وليس بوسائل أخرى'.

ورأى أن 'علاج هذه الحالة المستشرية يكون بالحزم والإجماع من خلال إقامة لجان لفرض الأمن تشارك فيها كل المكونات الاجتماعية ذات صلاحيات ومسؤوليات، لأنه من الواضح أن المؤسسة الرسمية غير معنية بمعالجة العنف وظواهره، بل يبدو أنه يخدم أهدافها، كما ومن خلال تأهيل مجموعات من الناشطين كالمعلمين مثلاً ليكونوا مرشدين ومدربين للطلاب وأبناء الشبيبة في أساليب حل النزاعات والخلافات، أضف إلى ذلك إعادة الهيبة والاعتبار إلى مؤسسة 'الصلح' التي باستطاعتها الحفاظ على النسيج الاجتماعي'.

التعليقات