ماكثون في الناصرة: مسابقة داعمة للشباب العرب في الهايتك

مسابقة ماكثون لعالم التكنولوجيا والحاسوب تتواصل في هذه الأيام للمرة الخامسة على التوالي، في فندق سانت جابرييل بمدينة الناصرة، مستقطبةّ عشرات الشبان والشابات لإنتاج إبداعات إلكترونية

ماكثون في الناصرة: مسابقة داعمة للشباب العرب في الهايتك

تتواصل مسابقة ماكثون لعالم التكنولوجيا والحاسوب، في هذه الأيام، للمرة الخامسة على التوالي، في فندق سانت جابرييل بمدينة الناصرة، مستقطبةّ عشرات الشبان والشابات لإنتاج إبداعات إلكترونية وتحويلها واقعًا.

وفي لقاء لموقع عرب 48 مع منظمة البرامج في 'تسوفن'، رنين صالح، قالت إنّ 'الماكثون' هو مسابقة تجري كل عام في الناصرة بتنظيم مؤسسة تسوفن، وخلال المسابقة ينضم عدة طلاب، واليوم لدينا 115 مشتركا في مجال الهندسة والهايتك والبرمجة والتصميم بهدف ابتكار مشاريع تكنولوجيّة خلال يومين، وهي بالأساس نماذج لمشاريع، وليست مشاريع نهائية، وفي نهاية المسابقة يتم عرضه أمام لجنة تحكيم وجمهور، والهدف هو إعطاؤهم منصة لإظهار قدراتهم وإبداعهم وانطلاقهم للأمام.

'تسوفن' بدأت عام 2011 وهي تجتمع هذا العام للمرة الخامسة على التوالي، ومن المهم التنويه أنّ هذه المسابقة تقام في كل العالم، ولكن في المجتمع العربي هناك مسابقة واحدة وهي هذه المسابقة.

وفي السنوات الأخيرة يلاحظ أنّ  هناك عقبات لا تزال من أمام المجتمع العربي بمجال الهايتك، فهناك عدد من العاملين دخلوا المجال بالسنوات الأخيرة، ففي عام 2007 كان عدد العرب 1% أما اليوم فهم 3% وأكثر في مجال شركات الهايتك، حوالي 3 إلى 4 آلاف مهندس عربيّ في المجال بالمركز والشمال.

من جهته أعرب مهندس طاقم في شركة 'اتش بي سوفتوير'، كريم فنادقة، وهو متطوع للمساعدة في المسابقة، أنّ المسابقة تحتاج إلى إبداع فكرة ومن ثم عرضها أمام لجنة تحكيم، وهناك جوائز لثلاثة مشتركين، وأنا متواجد من أجل مساعدتهم للوصول إلى الطريق الصحيح لبناء العرض والموضوع الذي يعملون به، وتطوير أفكارهم.

واستطرد أنّ عدد المتسابقين يزداد من عام إلى عام، وهنا يتعرفون على أشخاص ومعارف آخرين يستطيعون الاستفادة منهم في هذا المجال، من ناحية إيجاد عمل، مشاركة أفكار، مثنيًا على فكرة المسابقة في أنها تساهم في تنمية مهارات المتسابقين بالإضافة إلى تمكينهم من خلال معرفتهم بأشخاص من هذا المجال.

أما الطالبة بمجال علم الحاسوب في التخنيون، آلاء صعابنة، فأشارت إلى أنّ سبب مشاركتها يعود إلى رغبتها بتطوير قدراتها والتعرف على أشخاص جدد من هذا المجال، خاصةً أن النساء غير متواجدات بقوة في هذا المجال، عدا عن محاولة إيجاد فرصة للانخراط في عالم الهايتك والاستمتاع من خلال المعرفة الجديدة.

وعن الصعوبات التي تواجه النساء العربيات في مجال الهايتك، قالت إنها 'تكمن أساسا في قلة عدد النساء في هذا المجال، إضافة إلى عدم وجود مجتمع داعم للمرأة في هذا المجال، رغم أننا نرى مع الوقت زيادة في دعم النساء وتشجيعهن عن طريق هذه المشاريع، وأنا شخصيًا مشاركة هنا لتطوير قدراتي وتحد ذاتي لابتكار شيء مبدع خلال فترة قصيرة'.

وقال العامل في شركة 'جوجل'، عمر مصاروة 'بما أنني أعمل بعالم المعلومات والحاسوب، فهو عالم واسع وأنا كنت قد فزت العام الماضي بالمسابقة، والآن أعمل بشركة جوجل، ومن خلال عملي فهمت كم هو مهم الاشتراك بمثل هذه الفعاليات خلال وبعد بعد فترة التعليم، وذلك لإثبات الكفاءة وحب الموضوع وتطوير المهارات لدى المتقدم للعمل، وهو أحد الأمور الذي تنظر له شركات الهايتك عند النظر بطلبات العمل'.

وجذبت المسابقة بعض الهواة أيضًا من طلاب المدارس، كالطالب في الصف الحادي عشر، يزيد مغربي، (16 عامًا)، حيث قد أتى بسبب 'حبه لمساعدة الناس عن طريق اختراع منبه للسائق يوقظه إن نام أثناء القيادة، وذلك لمنع حوادث السير'، مضيفا 'سنخترع نظارات منبهة لإيقاظ السائقين من النوم'.

وينضاف إلى مغربي الشاب المتخرج حديثًا من المدرسة، زيدان عوض (19 عامًا)، حيث يشارك للمرة الثالثة في هذه المسابقة، ضمن أصغر فرقة متواجدة في المسابقة. وكان قد حاز العام الماضي على جائزة، وبهذا أفاد أنّ هذه المسابقة تفتح أفقًا كبيرة أمام الشباب العرب، فنسبة السكان العرب هم 20%، بينما تصل نسبتهم في مجال الهايتك والتكنولوجيا إلى أقل من 2% تقريبًا، مما يعني أنّه يجب تطوير المجتمع العربي بهذا المجال، ومثل هذه المسابقات مفيدة جدًا.

واختتم عوض بالحديث عن أهميّة مجال الهايتك في هذا العصر، مناشدًا الشباب العرب الهواة  بالانضمام إلى المسابقة وعدم التردد فهي تفيد جدًا، خاصةً أنّ هناك شركات مهتمة في استقطاب المواهب الشابة.

إقرأ/ي أيضًا | الأنامل الواعدة في الناصرة: أطفال يحولون الإبداع واقعا

التعليقات