جريمة القتل المزدوجة: من يضمّد جراح الرامة؟

تخيّم أجواء من الحزن والأسى على قرية الرامة بمنطقة الشاغور، في أعقاب جريمة القتل المزدوج التي راح ضحيتها كل من أنور فارس (45 عاما) وسعيد سمعان (24 عاما) متأثرين بجراحهما الخطيرة الناتجة عن تعرضهما لإطلاق نار.

جريمة القتل المزدوجة: من يضمّد جراح الرامة؟

خلال التشييع اليوم (عرب 48)

تخيّم أجواء من الحزن والأسى على قرية الرامة بمنطقة الشاغور، في أعقاب جريمة القتل المزدوج التي راح ضحيتها كل من أنور فارس (45 عاما) وسعيد سمعان (24 عاما) متأثرين بجراحهما الخطيرة الناتجة عن تعرضهما لإطلاق نار.

وشيعّت جماهير غفيرة، أمس الجمعة، جثمان المرحوم أنور فارس إلى مقبرة البلدة حيث ووري الثرى، كما جرى، اليوم السبت، تشييع جثمان الفقيد سعيد سمعان من كنيسة البلدة إلى مقبرتها، حيث ووري الثرى.

وعبرّ المواطنون في الرامة عن استنكارهم وسخطهم الشديدين عقب جريمة القتل المزدوج، التي تضاف إلى مسلسل النزيف الدموي الناتج عن تفشي جرائم القتل والعنف في المجتمع العربي.

د. باسل غطاس

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي بالقائمة المشتركة، د. باسل غطاس، لـ'عرب 48'، إن 'هذه الجريمة المزدوجة وجهت ضربة قاسية لأهالي القرية خصوصًا بعدما ساد الهدوء على القرية مدة نحو عامين، ووسط شعور بالاطمئنان إلى أن عهد تصفية الحسابات على خلفية عصابات الإجرام انتهى'.

وأضاف أنه 'تأتي هذه الضربة موجعة أكثر وتعيد القرية إلى سنوات سابقة كان فيها فقدان للأمن الشخصي وخوف دائم في شوارع قريتنا الغالية الحبيبة، مع أننا نرجو بأن لا تصل الأمور إلى ذلك'.

واختتم أنه 'من الواضح هناك فقدان الأمان الشخصي لدى المواطن العادي نتيجة هذا العنف المستشري والكمية الهائلة من السلاح غير المرخص بين أيدي الشباب، وكذلك وسط غياب تام لدور الشرطة والمؤسسات في تحمل مسؤوليتها على ضمان الأمن الشخصي'.

وذكر قريب المرحوم أنور فارس، أكرم فارس، لـ'عرب 48'، أن 'ليلة أسود من حلكتها السوداء الطبيعية مرّت علينا، إذ فقدنا خلالها ابن عمتي أنور وصديقي سعيد سمعان'.

أكرم فارس

وتابع أنه 'بعد عقد راية الصلح وعودة السكينة إلى ربوع الرامة، فوجئنا بوقوع حدث كهذا، حيث أستبعد أن تكون الجريمة استمرارية للحوادث المؤسفة التي شهدتها الرامة سابقا، وأنا على ثقة بأن الأحداث السابقة كانت بمثابة غيمة سوداء وزالت كون الطرفين اللذين عقدا راية الصلح يحترمون أنفسهم وأيضًا وجهاء الصلح من المجتمع العربي، وأعتبر هذه الجريمة أحادية مثلما نشهد ذلك في كل مكان'.

وأشار  إلى أنه 'علينا ألا نبحث وراء المذنب فليست هذه الطريقة الصحيحة لإصلاح مجتمعنا العربي، بل علينا أن نأخذ المسؤولية بدء من أنفسنا، عندها سنشهد انعطافا حادا نحو مستقبل أفضل'.

وأنهى حديثه قائلًا إن 'المسؤولية، أولًا وأخيرًا، تقع على المجتمع العربي، فإذا عاد مجتمعنا إلى سابق عهده من تربية وعادات وتقاليد واحترام بعضنا البعض، عندها لن تكون هنالك أي حاجة للشرطة أو أي جهة مسؤولة لضمان الأمن والأمان، ومن هذا المنطلق أتهم أنفسنا كوننا تخلينا عن عاداتنا وتقاليدنا والسير على خطى الآباء والأجداد'.

شوقي أبو لطيف

في حين قال رئيس مجلس محلي الرامة، شوقي أبو لطيف، لـ'عرب 48' إن 'مجرمًا أتى إلى منزل المغدور أنور فارس بينما كان يسهر وأحد جيرانه وهو شاب في مقتبل العمر يدعى سعيد سمعان على شرفة منزله، حيث أقدم على إشهار مسدس وإطلاق النار نحوهما وأرداهما قتيلان'.

وأردف أنه 'للأسف الشديد الجريمة والعنف آخذ بالتفشي في مجتمعنا العربي، إذ تأتي هذه الجريمة بعد تنفسنا الصعداء منذ نحو نصف سنة في أعقاب عقد راية الصلح في الرامة وهي حيز التنفيذ لغاية الآن، باعتبار أن كافة الأطراف قاموا بالتوقيع عليها بكل ثقة ورحابة صدر دون أن يغدروا بذلك'.

وأكد أن 'الجريمة النكراء التي شهدتها الرامة أول من أمس لا تربطها أية علاقة أو صلة مع الجرائم المؤلمة والمؤسفة التي حصلت في السابق، مع الإشارة إلى أن هذا العنف لا تفسير له في المجتمع العربي في ظل أننا لا نحترم الشيوخ وكبار السن ورأس العائلة ومع الأسف الشديد غابت التقاليد والعادات وبات الوضع مزريًا ومؤلمًا ومبكيًا'.

واختتم أن 'مجتمعنا العربي يشير بمثل هذه الحالات بإصبع الاتهام إلى شرطة إسرائيل، فمع أنني أرى بأنها لها حصة معينة في استشراء القتل والجريمة في مجتمعنا، لكن في الوقت ذاته لا تستطيع وضع شرطي بجانب كل شاب أو منزل مواطن عربي، لذلك أرى بأننا نحن المسؤولون بالتثقيف وتربية أبنائنا على الصراط المستقيم، وعلينا كآباء وقادة وساسة بالمجتمع العربي أن نعتبر كل شخص منا هو بمثابة معلم يردع وينهي ويعلم كل من هو بحاجة لذلك'.

اقرأ/ي أيضًا | الرامة: إضراب وحداد احتجاجا على جريمة القتل المزدوجة

 

التعليقات