الحركة الإسلامية تنظم مؤتمرا حول الحكم المحلي

نظم المكتب السياسي للحركة الإسلامية (الجنوبية) في البلاد، السبت الماضي، مؤتمرا خاصا بالحكم المحلي واستعدادا لانتخابات السلطات المحلية المقبلة في العام 2018 وذلك في بلدة كفر قاسم.

الحركة الإسلامية تنظم مؤتمرا حول الحكم المحلي

صور من المؤتمر

نظم المكتب السياسي للحركة الإسلامية (الجنوبية) في البلاد، السبت الماضي، مؤتمرا خاصا بالحكم المحلي واستعدادا لانتخابات السلطات المحلية المقبلة في العام 2018 وذلك في بلدة كفر قاسم.

شارك في المؤتمر قيادة الحركة الإسلامية ونوابها في البرلمان، ورؤساء وأعضاء سلطات محلية عنها، إضافة لممثلين عن كافة فروعها التي تخطط لخوض الانتخابات المقبلة للسلطات المحلية بقائمة رئاسية أو عضوية أو تحالفية، وكان بين الحضور بعض ممثلي المدن الساحلية، عكا ويافا واللد والرملة.

وطرحت في المؤتمر تساؤلات عديدة وأهمها دور السلطات المحلية العربية في التنمية المجتمعية والعمرانية الشمولية في مجتمعنا، وخلص إلى نتيجة أن 'للسلطات المحلية وإداراتها، رؤساء وأعضاء، وكافة الموظفين والأقسام الدور الأكبر في نشر السلم الأهلي والأمن المجتمعي، وخاصة أمام حقيقة غياب وتقصير وتخاذل فاضح للحكومة وكافة أذرعها ومؤسساتها في ذلك'.

وأكدت الحركة الإسلامية في بيان أصدرته بهذا الشأن أنه 'على خلفية ما تقدم جاءت المبادرة لعقد هذا المؤتمر الذي تناول دور الحكم المحلي العربي في التنمية المجتمعية ودمقرطة مجتمعنا وحضور الحركة الإسلامية في إنجاز التنمية وصياغة الحياة الكريمة في وطننا بالتعاون والشراكة مع كافة مكونات شعبنا السياسية والأهلية'.

افتتح المؤتمر عريفه رئيس المكتب السياسي، الأستاذ إبراهيم حجازي، تلاه فادي شملة بآيات عطرة من القرآن الكريم مختتما ذلك برفع الأذان بصوته الندي، فيما كان أول المتحدثين بالمؤتمر رئيس الحركة الإسلامية، الشيخ حماد أبو دعابس، وقال إن 'الحركة الإسلامية تخوض معترك الانتخابات المحليَّة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقد أوصلت الحركة إلى سدة رئاسة المجالس المحليَّة والبلديَّات وعضويتها مئات الأخوة، في المدن والقرى العربيَّة والمدن المختلطة'.

وأضاف أن 'المؤتمر جاء كمبادرةٍ طيِّبةٍ من مكتبنا السياسي القطري، للجمع بين خبرات المجربين، وطموحات المجددين. وكذلك للتنسيق بين التوجهات المحلية لفروع الحركة الإسلاميَّة، وبين مؤسساتنا القطريَّة، لإقرار الفروع التي ستخوض الانتخابات المحليَّة القادمة، بإذن الله تعالى، نعتبر هذا المؤتمر خطوةٌ من خطوات نحو ترشيد العمل السياسي لأبناء الحركة الإسلاميَّة خاصة ومجتمعنا عامة في السلطات المحليَّة'.

وكانت المحاضرة المركزية للبرفسور راسم خمايسي، بعنوان 'دور الحكم المحلي في التنمية المجتمعية' أكد من خلالها على 'كافة المحاور والنظم المتعلقة بإدارة الحكم المحلي بما يضمن تنمية مجتمعية وبلورة ثقافة حكم محلي تنهض بالقرى والمدن العربية بما يضمن العيش الكريم والمثابر'.

وتحدث بالمؤتمر كل من رئيس كتلة القائمة المشتركة، النائب مسعود غنايم، النائب عبد الحكيم حاج يحيى، رئيس بلدية كفر قاسم السابق الشيخ إبراهيم صرصور، رئيس مجلس جلجولية السابق الشيخ جابر جابر، رئيس بلدية رهط السابق الشيخ فايز أبو صهيبان، رئيس مجلس كفر برا السابق الشيخ كامل ريان، نائب رئيس بلدية عكا المحامي أدهم جمل، عضو بلدية تل أبيب يافا السابق الأستاذ أحمد بلحة، عضو بلدية اللد الحاج أكرم ساق الله، رئيس مجلس شقيب السلام السابق الأستاذ سعيد الخرومي، رئيس بلدية كفر قاسم المحامي عادل بدير ونائب رئيس الحركة الإسلامية في البلاد د. منصور عباس. كما كانت هناك العديد من المداخلات والملاحظات للمشاركين خلال المؤتمر.

وفي تعقيبه على مؤتمر الحكم المحلي قال رئيس المكتب السياسي في الحركة الإسلامية، إبراهيم حجازي، إن 'الحركة الإسلامية ومكتبها السياسي سيبذلان كل الجهود، وسيوظّفان كافة الموارد من أجل تنمية وتمكين مجتمعنا وحفظ أمنه وأمانه وسلمه محليا وقطريا بشكل شمولي'.

وأضاف: 'بما أن الحكم المحلي في القرى والمدن العربية، المتمثل بالمجالس والبلديات بكافة أقسامها، ومواردها، وموظفيها، وميزانياتها، مسؤول بشكل كبير ومباشر عن المجتمع المحلي، وعن التربية والتعليم والثقافة والأمن الشخصي والجماعي وغيرها من المسؤوليات،  فإنّ الحركة الإسلامية وفروعها كافة سيمارسون دورا هاما ومفصليا في بناء ثقافة انتخابات صحية ومتسامحة، وثقافة عمل مهني، نزيه ومستقيم.

ومن جهة أخرى فإن الحركة بفروعها ستسعى لإيصال منتخبين وممثلي جمهور ورؤساء وأعضاء، من أبناء مجتمعنا يحسنون إدارة وقيادة قرانا ومدننا بشكل ناجح، ناجع، فعال ومنتج، ويسيرون وفق مناهج ومعايير مهنية، بعيدة عن النفعية والمصلحية والعائلية الضيقة، ولا يفقدون البوصلة الوطنية، ومدركون ومتمسكون بحقوقنا الجماعية والمدنية، وهناك أمثلة حية اليوم نعتز بوجودها على رأس السلطات المحلية'.

وأشار إلى أن 'الحركة وفروعها سيقومون بذلك عبر خوض الانتخابات في بعض البلاد من خلال قوائم رئاسية وعضوية مستقلة أو تحالفية، وذلك بهدف خلق منظومة عمل تعاونية مع كافة مكونات مجتمعنا السياسية والمهنية التي تتطلع وتنشد لتغيير حقيقي وتنمية مجتمعية صحيّة وصحيحة'.

وأكد حجازي أنه 'ستكون هناك مبادرات للقاء الأحزاب والحركات والهيئات القطرية والمحلية ذات الصلة، تقوم بها الفروع والمكتب السياسي لتحقيق هذه الأهداف'.

وأنهى أنه 'سيتبع هذا المؤتمر عدة نشاطات واجتماعات محلية وقطرية ميدانية تطبيقا لتوصياته، كما وتم إنشاء طواقم عمل مختلفة تعمل بالتوازي لأجل تنفيذ كافة التوصيات'.

قالوا عن المؤتمر:

رئيس الحركة الإسلامية السابق ورئيس مجلس كفر قاسم سابقا، الشيخ إبراهيم صرصور، إن 'المؤتمر الذي عقده المكتب السياسي للحركة الإسلامية حول الحكم المحلي أعتبره من أهم المؤتمرات لعلاقته الوثيقة واللصيقة بحياة الناس واهتماماتهم. الحكم المحلي هو أداة من أدوات النهضة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والحضرية، والاستثمار فيه والاهتمام به من أقصر الطرق إلى قلوب الناس وقناعاتهم. منذ قررت الحركة الإسلامية خوض الانتخابات المحلية في العام 1983، وتجربتها في هذا الميدان تتعمق مستفيدة من النجاحات والإخفاقات على حد سواء. تطوير التجربة وتراكمها الإيجابي يقتضي الدراسة والتحليل العلمي والمتابعة الواعية، وهذا في رأيي ما حققه المؤتمر'.

وقال رئيس حزب الوحدة العربية ورئيس كتلة القائمة المشتركة، النائب مسعود غنايم، إن 'مؤتمر الحكم المحلي الذي عقدته الحركة الإسلامية برأيي هو اللبنة الأولى على طريق تنظيم ومأسسة ميدان ومجال كان متروكا للاجتهادات المحلية والفردية وكان دور الحركة فيه دور الراعي أو الداعم لأي اجتهاد دون أن يكون لها دورا حقيقيا في توجيه الفرع أو المرشح ودون تأثير على قرار الفرع بقرار خوض الانتخابات من عدمه، المؤتمر وضع نقاط أولى وبذور أولى وما زال الطريق طويلا نحو بلورة رؤية لوضعية الحكم المحلي في الحركة الإسلامية من حيث بوصلته ومساره، ومن حيث مرجعياته النظرية والفكرية والسياسية، خوض الانتخابات المحلية هو جزء من واقعية الحركة الإسلامية وترجمتها للعدل والتكافل الاجتماعي وخدمة الناس والسير في حاجاتهم على أرض الواقع، لأن الإسلام هو منهاج حياة رباني المصدر إنساني التنفيذ والتطبيق وميدانه الحياة الدنيا بكل ما فيها. الاستفادة من تجارب الماضي مهم جدا في تحديد أسباب النجاح أو الفشل، والاستفادة والتعلم من التجارب الفاشلة له الأولوية لأننا بالتالي حركة لها مشروع ديني حضاري، أتت منه إلى السياسة والتي عرَّفها علماء المسلمين وفقهاؤهم أنها وضع يكون فيه الناس أقرب إلى الصلاح منهم إلى الفساد. بالتالي المؤتمر هو شرارة أولى يجب تعزيزها لنبني تصورا راقيا متكاملا لما نريده في هذا الميدان'.

وقال رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، إن 'المؤتمر كان ناجحا جدا من خلال مداخلات رؤساء سابقين وحاليين أعطى رؤيا مستقبلية أفضل لكل من ينوي دخول المحفل السياسي المحلي. توضيح التحديات التي واجهت رؤساء سابقا، سواء قبل وبعد اختيارهم كرؤساء تسهل في المستقبل على حل مثل هذه المعضلات بصورة سلسلة أكثر دون الدخول في خلافات بين أبناء الصف الواحد'.

وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية، د. منصور عباس، إن 'المؤتمر خطوة مهمة لتأكيد أهمية دور الحركة الإسلامية في السلطات المحلية والبلديات وضرورة أن نساهم في تطوير عمل الحكم المحلي خدمة لأهلنا في الداخل. أعتبر المؤتمر محطة مهمة في طريق إعداد وتنمية قدرات وملكات الذين سيتصدون لهذه المهمة'.

وقال النائب عبد الحكيم حاج يحيى، إن 'مؤتمر الحكم المحلي الذي عقد كان مثمرا ومفيدا وعلينا تكراره مرارا، ويجب إعطاء المجال للحوار والأسئلة التي تثري البحث وفيها نتعرف على القضايا المختلفة لأن لكل فرع خصوصيته ولا توجد سياسة واحدة ممكن أن تطبق على الجميع'.

وقال رئيس الحركة الإسلامية في منطقة المركز، الشيخ يوسف القرم، إن 'هذا المؤتمر الأول من نوعه عندنا في الحركة الإسلامية جاء قبل عامين من الانتخابات لكي تجهز الفروع التي تنوي خوض الانتخابات وتستفيد من الخبرة التي مر بها الرؤساء ونحن بحاجة للمزيد من هذه المؤتمرات'.

التعليقات