انقلبت حياة الطالب الجامعي شرف خمايسة (22 عامًا)، من بلدة سالم في منطقة وادي عارة، بعد عملية مجدو، التي نُفذّت عبر تفجير عبوة ناسفة عن بُعد، ما أسفر عن إصابة الشاب خمايسة في عينيه، الأمر الذي أدى إلى حرمانه من النظر، على أمل أن ينجح العلاج في إنقاذ بصره ولو جزئيا.
ووقعت عملية مجدو في 13 آذار/ مارس الماضي، وذلك بعد تمكن منفذ العملية من اجتياز المناطق الحدودية جنوب لبنان، والوصول إلى مفرق مجدو مكان التفجير الذي أصيب به خمايسة.
وفي حديث لـ"عرب 48"، روى الشاب خمايسة أنه "عندما حصل الانفجار كنت عائدا من العمل إلى بلدتي سالم، حصل الانفجار بشكل مفاجئ، فيما كنت أقود مركبتي وأسير خلف شاحنة، اجتزت الشاحنة وبعد مدة قصيرة من اجتياز الشاحنة حصل الانفجار".
وتابع أنه "عندما حصل الانفجار بدأت تخرج حرارة مرتفعة من المركبة التي كنت أقودها، لم أكن أعلم في البداية أن الذي حصل هو انفجار كنت أظن أن شيئا ما حصل للمركبة، حاولت الضغط على الفرامل لإيقاف المركبة لكنها لم تتوقف إلا عندما اصطدمت بالجدار الذي على طرف الشارع".
وأضاف أنه "عندما اصطدمت المركبة بالجدار، جاءت مجموعة من الشبان الذين تواجدوا في الموقع، كنت لا أزال بكامل وعيي، حينها قال أحدهم إن هذا الشاب ‘فارق الحياة‘، عندما سمعت ذلك بدأت بالصراخ وذلك حتى أقول لهم إنني لا أزال على قيد الحياة".
وحول العنصرية في سيارة الإسعاف، قال خمايسة إنه "عندما جاءت مركبة الإسعاف وتم نقلي إليها، كانت والدتي تتصل بي، طلبت من المضمد الذي بسيارة الإسعاف الرد على والدتي لطمأنتها، لكنه رفض ذلك وتعامل بنوع من العنصرية، وكان ذلك واضحًا في العيادة بمدينة العفولة، إذ تم إخراجي من العيادة، لأنهم ظنوا أنني أنا المسؤول عن العملية".
وأكد خمايسة أنه "ما يؤكد التعامل معنا بعنصرية، استدعاء والدي ووالدتي إلى التحقيقات في الوحدات الخاصة في أعقاب الحادثة، وذلك لأننا عرب ظنوا أننا المسؤولون عن التفجير. لو كان المصاب يهوديا لن يتم التعامل معه بذات الطريقة التي تم التعامل معنا بها".
وحول دراسته وعمله، أوضح أنه "كنت خلال ساعات النهار أدرس الهندسة المدنية، وخلال ساعات الليل أعمل باللافتات التي تنصب بالشوارع، وذلك حتى أستطيع أن أكمل مسيرتي التعليمية والحصول على اللقب الأول، إذ انني كنت أطمح لإنهاء دراستي الجامعية، والعمل في مجال الهندسة المدنية".
وحول إصابته، قال إن "ما حصل معي هو اختيار الله. حتى اللحظة لا أصدق ولست أعلم إذا كنت بحلم أو حقيقة. لم أكن أتوقع أن يحصل لي شيء من هذا القبيل طيلة حياتي".
وأوضح شرف أن "الممثلين عن المجلس المحلي في طلعة عارة والنواب العرب في الكنيست، لم يتواصلوا معي أو مع عائلتي حتى هذه اللحظة". كما أكد أن أيا من ممثلي الحكومة الإسرائيلية أو أعضاء الكنيست لم يتواصلوا معه، باستثناء موظفة قسم الرفاه الاجتماعي في مجلس طلعة عارة.
وحول حالته الصحية، أوضحت العائلة أن "شرف لا يزال يعاني من إصابات في مختلف أنحاء جسده بسبب انفجار العبوة الناسفة. بحسب ما قال لنا الأطباء فإن شرف فقد النظر بعين واحدة، والعين الثانية يحاول الأطباء علاجها، ولكن النسبة ضئيلة جدًا، ونتمنى أن يتم علاجها".
التعليقات