عيد الميلاد.. لا زينة ولا زوار في الناصرة

غابت أجواء الفرح والسرور والتجهيزات لعيد الميلاد عن الناصرة، كما أعرض السياح من كافة أنحاء العالم والبلاد عن زيارة مدينة البشارة في هذه الأيام.

عيد الميلاد.. لا زينة ولا زوار في الناصرة

عين العذراء في الناصرة، صباح اليوم (عرب 48)

على غير العادة في شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، غابت مظاهر البهجة والتحضيرات لعيد الميلاد وتعليق الزينة في الناصرة، كما نَأَى السياح من كافة أنحاء العالم والبلاد عن زيارة مدينة البشارة في هذه الأيام.

صحيح أن الأمر مختلف هذا العام، لكنه مشابه لما كان عليه الحال العام الماضي 2023 بعد أسابيع من شن إسرائيل الحرب على قطاع غزة.

الناصرة فارغة في حدثها الأهم وموسمها الأشهر، والزينة معدومة، وأجواء الفرح والسرور غائبة.

قال زاهر عودة من سكان الناصرة، لـ"عرب 48" إن "وضع المدينة من ناحية عدد الزوار والسياح سيئ جدا. من يعرف الناصرة جيدا يعي هذه الحقيقة، عادة يحضر الآلاف إلىالمدينة في مثل هذه الأيام، وتعلق الزينة في كل مكان وتنتشر البسطات في الشوارع".

زاهر عودة

وأضاف أنه "نرى بعض الزوار بين الحين والآخر، وبعض الزينة هنا وهناك، لكن حتى الذين يحاولون إدخال البهجة بشكل بسيط عن طريق التزيين، تلمس بوضوح حالتهم النفسية السيئة بسبب الأوضاع".

وأشار عودة إلى أن "العام الماضي مع بداية الحرب، كانت الأحوال أفضل نوعا ما".

وفي سياق التأثير الاقتصادي على المدينة، قال هاني عطية وهو صاحب محل تجاري في الناصرة لـ"عرب 48" إن "أجواء العيد غابت عن الناصرة. الحرب أثرت بشكل مباشر على الأوضاع في المدينة، وهذا التأثير انعكس سلبا على الحركة الشرائية والمصالح التجارية".

هاني عطية

وتابع أنه "في السنوات السابقة كان يتواجد الآلاف في المدينة، ولا تلقى أية مكان في الشارع بسبب عدد الزوار الكبير، أما اليوم بالكاد نرى بعض الزوار من البلدات والقرى المجاورة".

وختم عطية حديثه بالقول إنه "نتمنى أن تنتهي الحرب وتعود الأوضاع لما كانت عليه ويعم السلام على جميع الأمم والشعوب".

ومن جهته، قال مدير عام الغرفة التجارية في الناصرة، عارف اشتيوي، لـ"عرب 48" إن "المعايير تغيّرت منذ بداية الحرب الحالية التي أدت لمشاكل متعددة وتسببت بتراجع كبير جدا بالوضع الاقتصادي في الناصرة".

عارف اشتيوي

وأوضح أن "العامل الرئيس والأقوى للحركة الشرائية في الناصرة وهي السياحة الوافدة، سواء كانت داخلية أو خارجية، تغيبت خلال هذه الفترة بشكل كبير ما أدى لانكماش بالاقتصاد".

وتابع "نحن الآن في موسم الأعياد، وهو الأبرز في الناصرة، ونعتبر حاليا بالربع الأول من شهر 12 ولا نرى بوادر أو بشائر خير بأن يأتي زوار للمدينة، ونقدّر هذا الانخفاض بنسبة 80%".

وختم مدير عام الغرفة التجارية في الناصرة حديثه بالقول إن "هذا الحال يعد سابقة في تاريخ المدينة، إذ أن عددا من المحلات أغلقت أبوابها أو انتقلت من المدينة، وهذا سينعكس سلبا على البلدية من ناحية المدخولات من الضرائب. وأصحاب المحلات الأخرى ما زالوا مستمرين على أمل أن تتحسن الأوضاع، ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة وتعود الأمور لطبيعتها".

يذكر أن الفعاليات الكنسية في القدس والضفة الغربية وأراضي 48، كانت قد أعلنت عن أهمية اقتصار عيد الميلاد بكافة الأراضي المقدسة على الشعائر الدينية كما العام السابق، وذلك على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

التعليقات