11/07/2006 - 07:41

نطحة الحصان زيدان../ أحمد أبو حسين

نطحة الحصان زيدان../ أحمد أبو حسين
قلنا هنا قبل إفتتاح المونديال ان نظرية الألعاب ما هي إلا نظرية تقنية ترصد سلوك المشاركين في اللعبة وكيفية اتخاذ القرار، أي قرار حتى لو كان القرار "نطحة زيدانية" سببها إخراج الخصم عن طوره وعن أصول وقوانين اللعبة، الشتيمة خروج عن قوانين اللعبة والنطحة خروج عن أصولها، وفي كلتي الحالتين يوجد ربح وخسارة، الشاتم هو "الرابح" والناطح هو الخاسر، لأن الشاتم لم يسمع والناطح إنفضح أمره أمام الجمهور.

كانت نطحة النجم الفرنسي زين الدين زيدان للاعب الايطالي ماتيرتزي في نهائي المونديال مزعجة للناس وللرياضة، وكانت شتيمة ماتيرتزي كما أفادت وسائل الاعلام العالمية مزعجة أكثر للعرب والمسلمين، برغم تضارب الأنباء حول الشتيمة نفسها فمنها من قال ان الايطالي وصف زيدان بـ"الإرهابي"، ومنها من أفاد أنه شتم أمه أو أخته، وهي شتائم "عادية" بلغة ملاعب الكرة، برغم منعها من الصرف، فالفاعل في الملاعب مفعول به ومجرور أحيانا والمضاف مرفوع.

لا نبحث هنا عن ذرائع تبرر فعلة زيدان التي عكرت مزاج الملايين من محبي الكرة، وزيدان نفسه المنحدر من بيوت الصفيح، فهي مدانة حتى لو توجته "الفيفا" أفضل لاعب في المونديال، وفي الوقت نفسه نحن سعداء على غير عادة لموقف قصر الاليزية باحتضان "الحصان" زيدان برغم هفوته، ورد الجميل لهذا اللاعب الذي يرفع من معنويات المهاجرين والفقراء في هذا البلد متعدد الثقافات. زين الدين زيدان الذي يركض كالحصان الأصيل عنوان لهؤلاء وأيقونة مجانين الكرة الفرنسية ولولا هذه المعطيات لما اهتز عشاق الكرة.

"التطرف، العقلية والأصول، يقصد العربية، جعلت زيدان يتصرف هذا التصرف"، هكذا بوقاحة إسرائيلية متعالية وعنصرية لخّص أحد المعلقين الاسرائيليين التافهين. وقال لاعب كرة اسرائيلي أصبح معلقا رياضيا في المونديال" كل ما قلته عن زيدان لاغ ولن أغفر له بعد الآن".. متناسيا عنصرية الإسرائيليين والصراخ الهستيري "الموت للعرب" من على مدرجات الملاعب الإسرائيلية، ولا مجال هنا للتوقف عند الشتائم والاعتداءات التي يتعرض لها اللاعبون العرب.

ملخص الكلام أن الصحافة الاسرائيلية تشدقت وشفت غليلها من هفوة زيدان لأنه يحمل إسما عربيا، وصنعت أخبارا عنصرية تليق بها، وتناست أن النطحات والشتائم هي لغة الملاعب الإسرائيلية أيضا، فلا معلقيها ولا صحفييها التافهين مؤهلين لإعطاء دروس في الأخلاق. يكفيهم المشاهدة والتعلم من إبداعات أخرى، غير إبداع لغة القتل والاغتيال ضد أبناء الشعب الفلسطيني. عليهم أيضا أن يعلموا أن شتان بين نطحة زيدان ونطحات أولمرت وبيرتس اليومية.

التعليقات