27/05/2008 - 12:41

فعلها بوش../ بسام الهلسه

فعلها بوش../ بسام الهلسه

* كما توقع كل ذي عينين وأذنين سليمتين: فعلها بوش!!


        جال في المنطقة لبضعة أيام و"خوزق" من راهنوا عليه من العرب ومضى...


        ابتدأ جولته –كما ينبغي- بـ"الربيبة الحبيبة" "إسرائيل" وقال في "كنيستها" كلاماً نشك أن "بن غوريون" أو "شارون" كانا سيقولان مثله علناًَ...


        كلام ملأه بالإشارات والمصطلحات الدينية اليهودية، كأنه طالع للتو من التلمود، أو من تعاليم "جابوتنسكي" و"بيغن"...


        لم يكترث أو يتقيد بما ينهى الآخرين عنه: "تسييس الدين" أو "تديين السياسة"... فرئيس الدولة الأقوى في العالم، يحق له ما لا يحق لغيره!


وغيره هو كل العالم عدا أولئك الذين تسبغ دولته عليهم رضاها بالطبع!


        أما العرب: قادة، وشعوباً، ودولاً، وتاريخاً، وثقافة، وقضايا.. فقد عاملهم بما يعتقد أنهم يستحقونه: الاستخفاف!!


        وهذا سلوك طبيعي في عالم تحكمه علاقات القوة، لمن يريد أن يفهم ما فهمه وعبر عنه شاعر عربي قديم:


إذا لم تكن ذئباً على الأرض أطلساً


كثير الأذى.. بالت عليك الثعالب!


        ولأن "بوش" يدرك هذا ويعمل على هديه، فقد فعلها...


        فبعد خطابه في الذكرى الستين "لاستقلال" إسرائيل، أي: نكبة العرب، طالبهم بزيادة انتاج النفط بدعوى خفض أسعاره.. في تلاعب مكشوف على الحقيقة التي يعرفها جيداً، وهي أن شركات النفط والبنوك والبورصة الأميركية هي من يقرر الأسعار وهي أكبر الرابحين.. والأنكى هو أنه -مادام حريصاً على المستهلكين- لماذا لم يطلب من مختلف الشركات الأميركية والغربية، أن تخفض أسعار منتوجاتها أو خدماتها وهو يعرف أن بعضاً منها يقوم باتلاف الفائض من انتاجه برميه في البحر لكي لا تتدنى أسعاره!


*    *    *


        ثم خطب في العرب ليحرضهم على الحرب ضد بعضهم، فيما طالبهم بالاستسلام لرغبات وإرادة إسرائيل التي وعدها بما يتجاوز بكثير وعد "بلفور" وكل وعد سابق ولاحق...


وإمعاناً منه في "الاستخفاف" رطن بكلام ممل عن حقوق الإنسان والديمقراطية...


        وللحق فإن الرجل لا يلام على ما فعل وقال... فلماذا يأبه بمن لا يأبهون لمصالح دولهم وشعوبهم؟؟


        ولماذا يحسب حساب من وضعوا أنفسهم في "الجيب" الأميركية؟؟


        ثم ان الموسم الآن في أميركا هو موسم الانتخابات الرئاسية.. والكل يعرف أن أصوات ودعم اليهود وإسرائيل ضروريان جداً لمن يرغب بالفوز، وعليه –أي بوش- أن يبذل ما بوسعه لمؤازرة مرشح الحزب الجمهوري، خصوصاً وأنه المسؤول الأكبر عن المآزق التي تعيشها أميركا بفضل مغامراته الحربجية البائسة، وسياساته الاقتصادية التي جعلت (28) مليون أميركي يصنفون تحت خط الفقر، ناهيك عن فضائح إدارته الأخلاقية التي وضعت سمعة أميركا في الحضيض...


        لا لـوم علـى بـوش إذن...


        اللوم على من صدقه وسار خلفه..


كذاك الذي تتحدث عنه الحكاية الشعبية في بلاد الشام:


        ظن أن "الضبع" هو "أبوه" فاتبعه إلى جحره منادياً: يابا.. يابا!!


        والبقية تعرفونها...  

التعليقات