20/10/2010 - 12:42

يهودية السماء السابعة../ نضال عبد العال

-

يهودية السماء السابعة../ نضال عبد العال
لابد من تذكير من يدعي أنه يفاوض باسمنا أنه معني ومعني جدا بمسألة "يهودية دولة إسرائيل" ولا يجوز القول إنها شأن إسرائيلي داخلي.
 
فمسألة "يهودية الدولة "ليست قضية تفصيلية يمكن بكل بساطة قبولها أو حتى رفضها بشكل خجول والتلطي تحت مقولة إنها شأن إسرائيلي داخلي، ومن يريد طيها أو تجاوزها بهذا الشكل، يريد تمريرها خلسة عن الشعب الفلسطيني لاستمرار كسب ود الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، عليه أن ينتبه أن تمرير هذه المسألة يعني حسم التفاوض على عدة قضايا دفعة واحدة، بل حسم التفاوض نهائيا وبالضربة القاضية وبدون أي عناء من الطرف الإسرائيلي، وليس مهما الاعتراف الصريح او المغلف "بأنها شان إسرائيلي داخلي" فأمران يوصلان إلى ذات النتيجة.
 
 إلا إذا كان قد أسقط من حساباته قضية اللاجئين، التي تسقط نهائيا، حتى كورقة بيد المفاوض، بمجرد حسم أمر يهودية الدولة، ويعتبر نفسه في حل من أي التزام إزاء فلسطينيي 48، على الأقل تحت المسوغ الأخلاقي، حيث سيصبحون إما أقلية تقسم يمين الولاء للبقاء كعبيد او الترحيل الجماعي.
 فيما القدس التي تحاط بالنشاط الاستيطاني من كل حدب وصوب، وتتعرض لأضخم حملة تهويدية علنية على مرأى العالم، فأمرها بات محسوما استناداً الى الوقائع. وإضافة الى ذلك، سيشملها قانون يهودية الدولة المزعوم، وفوق كل ذلك فإن العالم بآسره عاجز عن فرض تجميد الاستيطان بشكل مؤقت لمدة شهر واحد فقط لا أكثر، ربما تصبح حدود دولتنا العتيدة عند حدود رام الله، ولنتغنى حينها بازدهارها اقتصاديا!! فاخبرونا يا جهابذة التفاوض، ماذا تبقى ليفاوض عليه؟؟؟
 
يؤشر هذا المنطق الذي بدأ ترويجه مؤخرا والذي يقول إن هذه المسألة لا تعنينا، وإن إسرائيل حرة فيما تقرره بشأن طبيعتها، على أن إستراتيجية المفاوض الفلسطيني بين وصفين: إما هو لا يعرف ماذا يريد، كافتراض لحسن النية، ويتخبط بين المطالب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا والتي تفرخ مثل الفطر كل ساعة والتي تهدف أصلا للتعمية والتضليل وإضاعة الوقت وخلق الوقائع، ثم تفريغ المطالب الفلسطينية من أي محتوى، فيستفيق الفلسطيني بعد هذه الجرجرة على رصيف قبالة مستوطنة يسمى إمبراطورية فلسطين المستقلة. أو هو يعرف ولا يطلب أصلا أكثر مما سيعطيه الإسرائيلي، المعروف بمكره وبخله، يعرف ويصر على عملية تفاوض تشبه اي شيء الا التفاوض، حيث لا يوجد ما يفاوض عليه، سوى الصفات الطنانة والرنانة، مثل، رئيس دائرة التفاوض، ورئيس الوفد المفاوض، عوضا عن رئيس الدولة والسلطة والحكومة!!
 
لا ليست يهودية الدولة شأنا إسرائيليا داخليا، وهي قضية تعنينا أكثر من أي شيء آخر لأنها بيت القصيد، عندها تتشابك كل القضايا ومنها يحسم الأمر، فعوضا عن الهروب أو التهريب خلسة علينا مواجهة الأمر بجدية ومسؤولية، ولتأخذ حيزا من الاهتمام لما يسمى عرفا القيادة الفلسطينية، ولنتحضر لما سيلي. فبعد الاعتراف المطلوب بيهودية الدولة سنكون أمام مطلب الاعتراف بيهودية الأرض والتاريخ والماء والهواء والسماء السابعة.

التعليقات