17/07/2012 - 10:59

عن توصيات مؤتمر المركز الجغرافي الملكي الأردني!../ نواف الزرو

تنطوي التوصيات التي خرج بها المشاركون في المؤتمر العربي السادس للأسماء الجغرافية، الذي نظمه المركز الجغرافي الملكي الأردني، واختتمت اعماله السبت الماضي-14/07/2012"، على أهمية إستراتيجية توثيقية عليا في هذه المحطة المصيرية في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، فما يجري في فلسطين من تزييف مرعب للتاريخ، يقتضي العمل العاجل فعلا على تشكيل لجنة خاصة بفلسطين من الخبراء العرب المختصين من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، كما أوصى المشاركون، وتكليفها بجمع الوثائق والخرائط القديمة، وتوثيق الأسماء الجغرافية العربية، وتثبيت أسماء المواقع الفلسطينية التي تتعرض للانتهاكات الصهيونية، كما أوصى المؤتمر، بتوفير الدعم لهذه اللجنة، وتنظيم الخرائط والمعاجم لنشر هذه الأسماء عربياً ودولياً، على أن تسجَّل بالحروف العربية واللاتينية

عن توصيات مؤتمر المركز الجغرافي الملكي الأردني!../ نواف الزرو

تنطوي التوصيات التي خرج بها المشاركون في المؤتمر العربي السادس للأسماء الجغرافية، الذي نظمه المركز الجغرافي الملكي الأردني، واختتمت اعماله السبت الماضي-14/07/2012"، على أهمية إستراتيجية توثيقية عليا في هذه المحطة المصيرية  في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، فما يجري في فلسطين من تزييف مرعب للتاريخ، يقتضي العمل العاجل فعلا على تشكيل لجنة خاصة بفلسطين من الخبراء العرب المختصين من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، كما أوصى المشاركون، وتكليفها بجمع الوثائق والخرائط القديمة، وتوثيق الأسماء الجغرافية العربية، وتثبيت أسماء المواقع الفلسطينية التي تتعرض للانتهاكات الصهيونية، كما أوصى المؤتمر، بتوفير الدعم لهذه اللجنة، وتنظيم الخرائط والمعاجم لنشر هذه الأسماء عربياً ودولياً، على أن تسجَّل بالحروف العربية واللاتينية.

وقال المشاركون إن التوصية جاءت نتيجة لما قام ويقوم به الكيان الصهيوني حتى الآن، من تهويد وتغيير وتحريف وإزالة للأسماء العربية على أرض فلسطين المحتلة، وفي المناطق المحتلة الأخرى، وحفاظاً على الإرث الثقافي والتاريخي العربي، الذي يتعرض لأبشع عمليات الإزالة والطمس".

وفي التهويد والتحريف وعمليات الإزالة والطمس للأسماء العربية في فلسطين فحدث...!
فالأحداث والتطورات  والحملات الإسرائيلية تتلاحق وتتكاثف في الآونة الأخيرة، على نحو محموم لم يسبق أن شهدناه قبل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للإجهاز على الأرض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد-فلسطين-، حروب صهيونية مفتوحة لاختلاق رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على انقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية.

وإن كان نتنياهو يشن حربا تراثية حضارية صريحة-من الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن.. إلى مسجد بلال –قبة راحيل- في بيت لحم.. إلى قبر يوسف في نابلس.. الى خطة العمل من أجل تهويد نحو 30 ألف معلم تراثي يهودي مزعوم، مع التركيز دائما وأبدا على المدينة المقدسة باعتبارها "مدينة الآباء والأجداد" لهم- فإن ذلك ليس صدفة أو يقظة صهيونية متأخرة أو عملا مفصولا عن تاريخهم وتراثهم العدواني على هذا الصعيد، وإنما يأتي ذلك في سياق الإستراتيجيات والأيديولوجيات الصهيونية التي تسعى اختطاف فلسطين وتزييف تاريخها.

فعندما يعلن نتنياهو، أمام مؤتمر هرتسليا العاشر على سبيل المثال: "اليوم لن أتحدث عن فك الارتباط، وإنما عن الارتباط بتراثنا وبالصهيونية وبماضينا وعن مستقبلنا هنا في أرض أجدادنا التي هي أرض أبنائنا وأحفادنا، ومن أجل أن نواصل السيطرة على مصيرنا يجب أن نؤسس قدراتنا الشاملة في الأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم"، مؤكدا: "وإذا أردنا أن نتحدث عن شيء أكثر أساسية فإنني سأتحدث عن ثقافة وقيم الهوية والتراث، ثقافة معرفة جذور شعبنا، ثقافة تعميق ارتباطانا الواحد مع الآخر في هذا المكان. واعتقد أن الثقافة تبدأ أولا في الـ"تناخ"، لدينا حوال 30 ألف معلم تاريخي يهودي يجب أن نحييها من جديد.. إن شعبا لا يتذكر ماضيه، فإن حاضره ومستقبله يبقى ضبابيا"، عندما يعلن نتنياهو كل ذلك، فإن التوجه الإستراتيجي الممنهج لديهم يغدو واضحا تماما، وعلى الفلسطينيين والعرب أن يعلنوا النفير والحرب-لو كنا في زمن آخر مختلف!

وبعد ذلك مباشرة، وفي ضوء خطابه التوراتي هذا توجّه اللوبي "من أجل أرض إسرائيل-يضم 39 عضو كنيست من كتلة اليمين والحريديم-اليهود الارثوذكس-" في الكنيست برسالة إلى نتنياهو، يطلبون منه فيها "أن يضم ضمن خطته تأهيل المواقع التراثية ضم مواقع أثرية في أنحاء الضفة الغربية". وتضمنت الرسالة مطالبة اللوبي لنتنياهو بـ"ضم مواقع تراثية في خطته، منها حسب العقيدة اليهودية، الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس، وأيضا قبر النبي شموئيل"، كما طالب أعضاء الكنيست بـ"ضم عدد من المواقع الأثرية في جبل الخليل بالمدينة القديمة ومغارات "كومران" في البحر الميت، وجبل عيبال في شمال مدينة نابلس، وجبل النار "جرزيم" جنوب مدينة نابلس، وموقع القطار في قرية سبَسطيا، ومنطقة سوسيا في الخليل".

وقال أعضاء الكنيست في رسالتهم: "هذه المواقع ليس لها بديل، وهي أساس بقائنا كشعب"، مؤكدين على "أهمية وضرورة تأهيل وتقوية الصلة بها، لأنها –وبحسبهم- تضمن مستقبل شعب عاد لأرضه بعد ألفي سنة من الاغتراب".

يسرنا أن نضع بين أيدي اللجنة المقترحة، الوثائق والمعطيات الغزيرة جدا التي بحوزتنا في هذا السياق، ونتمنى أن تتشكل اللجنة قريبا جدا، لأن الأرض المنهوبة المهودة على مدار الساعة لا تنتظر، والعدو يحسن جيدا استغلال الوقت، بخلق المزيد من حقائق الأمر الواقع يوميا.. ولذلك فإن قرار المشاركين عقد المؤتمر المقبل في مصر في النصف الأول من العام 2014، لا يشير إلى الجدية المطلوبة في التعاطي مع خطورة الموضوع الذي يحتاج إلى  حالة استنفار  دائمة!

التعليقات