20/11/2012 - 10:52

مفاجآت من الوزن الثقيل../ نواف الزرو

الواضح بعد أربعة أيام من هذه الحرب العدوانية الصهيونية على غزة، أن الحسابات الإسرائيلية أخذت تنقلب تدريجيا، فبعد أن نجحوا باغتيال رئيس هيئة أركان حماس أحمد الجعبري، في سياق الخطة الحربية المبيتة "عامود السحاب"، أخذت المفاجآت الفلسطينية تتلاحق تباعا، فنحن أمام مشهد حربي هو الأول من نوعه في تاريخ الحروب الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ المواجهات المختلة في توازناتها العسكرية على طريقة كلاوزفيتز، فمن كان حقا يتوقع مفاجآت إستراتيجية كالتي نتابعها في هذه الأيام؟

مفاجآت من الوزن الثقيل../ نواف الزرو

الواضح بعد أربعة أيام من هذه الحرب العدوانية الصهيونية على غزة، أن الحسابات الإسرائيلية أخذت تنقلب تدريجيا، فبعد أن نجحوا باغتيال رئيس هيئة أركان حماس أحمد الجعبري، في سياق الخطة الحربية المبيتة "عامود السحاب"، أخذت المفاجآت الفلسطينية تتلاحق تباعا، فنحن أمام مشهد حربي هو الأول من نوعه في تاريخ الحروب الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ المواجهات المختلة في توازناتها العسكرية على طريقة كلاوزفيتز، فمن كان حقا يتوقع مفاجآت إستراتيجية كالتي نتابعها في هذه الأيام؟

تصوروا!
  تل أبيب تدخل في مرمى الصواريخ الفلسطينية وتتلقى عددا منها!
  وصاروخ آخر يستهدف الكنيست الإسرائيلي في القدس!
  ثم ثلاثة صواريخ أخرى تستهدف القدس!
  أصبحت كل هذه حقائق ملموسة في المشهد!
تشكل كل هذه العناوين تطورا إستراتيجيا بالغ الأهمية في مجريات الصراع!
  من كان يتوقع ذلك ومن كان يصدق ذلك على الصعيد الفلسطيني؟

وكذلك، تسمع صافرة الإنذار في منطقة "غوش دان-أي منطقة تل أبيب-" كما سمع دوي انفجار بعد ذلك. يذكر أن هذه المرة الأولى التي تطلق فيها صافرات الإنذار في تل أبيب منذ حرب الخليج".

ولأول مرة كذلك منذ 20 عاما أيضا يكون نحو أربعة ملايين إسرائيلي تحت رحمة الصواريخ الفلسطينية.
إلى ذلك،  المقاومة الفلسطينية تسقط طائرة حربية صهيونية بصاروخ أرض - جو في أجواء مدينة غزة- والعدو ينفي-، وهذه لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وتسقط طائرة استطلاع أخرى فوق غزة- 15 /11 2012".

وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي آفي ديختر  يصف الحالة المعنوية في اسرائيل بالقاسية ويقول: "إن إسرائيل مرّت بليلة قاسية لم تعهدها من قبل"، ووصف ديختر، في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، الوضع في مدينة تل أبيب بـ"القاسي"، وذلك بعد إطلاق صفارات الإنذار وسقوط صاروخين على تل أبيب مساء الخميس.

وقال فلسطيني، يعمل بإحدى المؤسسات التعليمية في تل أبيب في تصريحات صحفية إن "الإسرائيليين أصيبوا بحالة هستيرية من الرعب والخوف، وبدأ كثير منهم بالبكاء عند سماعهم صفارات الإنذار التي انطلقت في المدينة، وتبع ذلك صوت انفجارات في مكان قريب من مكان عمله"، وتابع "أن قوات كبيرة من الدفاع المدني والإسعاف الإسرائيلية أجبرت الجميع على النزول إلى الملاجئ وسط حالة من الارتباك والرعب الشديدين"، بينما  ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "أن أضرارًا لحقت بشبكة الهاتف المحمول في عدد من المناطق في "تل أبيب"، أدت إلى انقطاع الاتصالات، بعد سقوط صاروخ على منشآت خاصة بتشغيل الهواتف الخلوية".

ومن جهته ذكر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي "إن الفلسطينيين استخلصوا الدروس من حرب غزة الأولى والحرب على لبنان، فرغم تواجد الطائرات دون طيار في سماء غزة يجد مركز "حرية النار" وأبراج الرقابة المطورة جدا صعوبة كبيرة في ضرب جميع الخلايا الفلسطينية التي حولت عملية "عامود السحاب" الى حرب استنزاف، وأضاف "ونتيجة لذلك تنجح هذه الفصائل بإطلاق صواريخ غراد وكاتيوشا من عيار 122 ملم رغم تواجد عشرات الطائرات المُسيرة دون طيار والطائرات الحربية وعمل وسائل المراقبة المتطورة الأرضية منها والبحرية التي جل همها البحث عن خلايا الإطلاق وتدميرها". ما أكدته مصادر أمنية إسرائيلية بصيغة أخرى قائلة: "إن قصف فصائل غزة لمحيط تل أبيب يعتبر تطورا خطيرا حيث كسرت تلك الفصائل "الطابو" الأمني للدولة العبرية"، وقالت "إن حركتي حماس والجهاد تملكان قدرات صاروخية أكبر مما كانت تعتقده أجهزة الأمن الإسرائيلية"، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر عسكرية قولها إنها لا تستطيع إيقاف المعركة الآن، وأن التراجع يعني ضربة قاصمة لقدرات االجيش ومعنويات سكان الجنوب وهو ما لا يمكن تحمله".

   فنحن وباعترافاتهم، أمام روح قتالية وإرادة صمود واستمرار فلسطينية لا تهزم، وكل الحروب الإسرائيلية السابقة على الشعب الفلسطيني، لم تكسر له شوكة ولم تجبره على الاستسلام، ولم تنجح في أن تفرض عليه الشروط والإملاءات  الإخضاعية على طريقة  جابوتنسكي...!

    ولذلك فإن فلسطين تحتاج إلى جانب كل ذلك، في مقدمة ما تحتاجه، ليس إلى بيانات الندب والشجب والعجزـ وإنما إلى مواقف عربية جادة وحقيقية رسمية / إن أمكن/ وشعبية تعزز الروح الفلسطينية، فلا سبيل إلى ردع وتعطيل مشاريع الاحتلال، في الاجتياحات والجرائم والمجازر والاستيطان والجدران، إلا بإعادة صياغة السياسات والمواقف الفلسطينية-العربية أولا!

التعليقات