22/07/2016 - 18:11

كيف دق إردوغان المسمار الأول بنعش الانقلاب؟

فيما كان المتمردون يحاولون السيطرة على قنوات التلفزة بوسائل تعود إلى الستينات، على حد قول بيريني، لجأ إردوغان إلى شبكات التواصل الاجتماعي واندفع ملايين من الناس كان يمكن أن يكونوا مترددين.

كيف دق إردوغان المسمار الأول بنعش الانقلاب؟

(أ.ف.ب)

تربط الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بشعبه علاقة وطيدة لم يسبق أن تمكن أي زعيم تركي آخر من بناء مثيل لها منذ أتاتورك، وشكلت عاملا رئيسيا في فشل الانقلاب وبقائه في الحكم.

استند إردوغان بشكل مباشر إلى الشعب، معبئا في المدن حشودا بشرية رفعت الأعلام التركية بهدف التصدي للانقلابيين، مرورا بشبكات التواصل الاجتماعي، التي كان يحاربها حتى الأمس القريب.

وقال جان أجون، من منظمة سيتا غير الحكومية، "كان إردوغان يعلم بأن الشعب سيتحرك حين يطلب منه ذلك، بسبب العلاقة القوية التي نسجها (معه) منذ أعوام طويلة”.

وسيبقى ظهور إردوغان في وقت متأخر من يوم 15 تموز/يوليو بعد بدء الانقلاب على شاشة "سي إن إن تورك"، وهي القناة الخاصة الأوسع انتشارا في تركيا، أحد المشاهد التي طبعت هذه الليلة الدراماتيكية.

فهذا المشهد الذي طلب فيه إردوغان متحدثا من منتجع مرمريس (غرب)، من الشعب "النزول إلى الشوارع" دفاعا عن الديموقراطية، كان المسمار الأول في نعش الانقلاب.

لقد خاطب الرئيس الأتراك مباشرة عبر تطبيق فيستايم، من خلال الهاتف النقال للصحافية المعروفة في القناة هاندي فرات. وكانت هذه الصورة كافية لشد عصب الناس. وعلق مارك بيريني، من مؤسسة "كارنيغي أوروبا"، أن "غالبية الناس صدمت لمشاهدة الرئيس مصدوما”.

وأضاف بيريني، السفير السابق للاتحاد الأوروبي في أنقرة، أن الرئيس "كان معزولا، بعيدا من مراكز السلطة" والدعوة عبر فيستايم "كانت ضربة معلم ترجمت برد فعل مباشر" في الشارع، "كان ذلك انقلابا على الانقلاب”.

وقالت فرات إنها تلقت عبر "تويتر" عرضا لشراء هاتفها "النجم" بـ220 إلف يورو.

وفيما كان المتمردون يحاولون السيطرة على قنوات التلفزة "بوسائل تعود إلى الستينات"، على حد قول بيريني، لجأ إردوغان إلى شبكات التواصل الاجتماعي و"اندفع ملايين من الناس كان يمكن أن يكونوا مترددين"، كما قال أجون.

في اليوم التالي، وعلى حسابه الخاص على "تويتر"، دعا الرئيس الأتراك إلى النزول للشوارع في رسالة أعيد بثها في شكل كبير. ومنذ ذلك الحين، لا يزال الشارع التركي مستنفرا.

والخميس، تلقت ملايين من الهواتف النقالة رسالة نصية من "ر.ط. إردوغان" تطلب في شكل مباشر من "الشعب العزيز" عدم "التخلي عن المقاومة البطولية”.

وكان الرئيس استخدم الدائرة المغلقة، الأربعاء الماضي، ليعلن بنفسه لمواطنيه حالة الطوارئ.

شرعية إضافية

وقال إيكان إردمير، من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن، "أدرك الرئيس التركي الذي كان دائما شديد الحذر حيال شبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الجديدة، أن لهذه الأدوات قدرة كبيرة تتجاوز كونها مجرد أدوات دعاية”.

واستغل الرئيس التوجه المحافظ لدى معظم الأتراك وتمسكهم الكبير بالدولة، الذي تحول تمسكا بشخصه، حتى بات الشعب مأخوذا بزعيمه الكاريزماتي والشعبوي.

وفي علاقته مع الأتراك، يتباهى إردوغان أيضا بنسبة الـ52 في المئة من التأييد، التي حصدها في انتخابات 2014 الرئاسية. وذكر بيريني بأن هذا "التجديد السياسي الأساسي" في تركيا يتيح له أن يقدم نفسه بوصفه "الرئيس الوحيد المنتخب مباشرة من الشعب، مع شرعية إضافية”.

ولاحظ إردمير أن وجود "زعيم قوي" في مرحلة متأزمة، "هو ما يميز قوة الدولة في تركيا وكاريزما" إردوغان.

لكن شخصنة السلطة إلى حد بعيد، والتوجه مباشرة إلى الشعب، ينطويان أيضا على مخاطر بالنسبة إلى الديموقراطية.

واعتبر إردمير أن "هذا الأمر سيمنح إردوغان القدرة على التلاعب بالجماهير بهدف اتخاذ القرارات التي يريدها"، واصفا ذلك بأنه "آلة شيطانية”.

وأضاف "لن يتمتع بالقدرة نفسها على احتواء الحراك متى بدأ. هذا يعني أن (السلاح) الذي بين يديه اليوم هو في آن واحد قوي جدا وخطير جدا”.

اقرأ/ي أيضًا| "سكاي نيوز عربية": يكاد المريبُ أن يقول خذوني!

 

التعليقات