26/06/2020 - 10:37

الإمارات تغيّب شعبها إعلاميًا عن التطبيع مع إسرائيل

غيّبت وسائل الإعلام الإماراتيّة خبر التعاون الطبيّ بين الإمارات وإسرائيل، رغم الإعلان الرسمي عنه من قبل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، والمتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الإماراتيّة، هند العتيبة.

الإمارات تغيّب شعبها إعلاميًا عن التطبيع مع إسرائيل

"ذا ناشونال" الناطقة بالإنجليزية وحدها ذكرت الخبر

غيّبت وسائل الإعلام الإماراتيّة خبر التعاون الطبيّ بين الإمارات وإسرائيل، رغم الإعلان الرسمي عنه من قبل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، والمتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الإماراتيّة، هند العتيبة.

ولم ينقل الخبر سوى موقع "ذا ناشونال" الإماراتي الناطق بالإنجليزيّة، كما اكتفت العتيبة بكتابة تغريدة في حسابها على "تويتر" حول الموضوع، بالإنجليزيّة أيضًا.

وكان لافتًا عدم تطرّق قنوات "سكاي نيوز عربيّة" أو "العربية" للحدث، رغم التغطية الواسعة التي تفردها القناتان (مقرّهما في أبو ظبي ودبيّ) للشأن الإماراتي، وخصوصًا "للمساعدات التي تقدّمها الإمارات للدول التي تحتاج مساعدات طبية".

كما لم تأتِ الصحف الإماراتية المحليّة مثل "البيان" و"الخليج" و"الإمارات اليوم" على ذكر الخبر.

يأتي هذا رغم المساحة الواسعة التي أفردتها وسائل الإعلام هذه لمقال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، على رسم صورة مفادها أنّ "الإمارات تتحرّك لمواجهة خطط إسرائيل لضم أراض فلسطينيّة" ("الخليج").

وحينها، ولم يأت العتيبة بأي جديد بقوله إن مخطط الضم الإسرائيلي "ليس قانونيا" وإنه مخالف للإجماع العربي والدولي. لكنه اعتبر أن الضم "سيشعل العنف ويحرك المتطرفين"، أي أنه يعتبر أن من يعارض الضم ويقاومه هو "متطرف"، وكأن الإسرائيليين يتخوفون من "العنف" و"المتطرفين". وبالإمكان القول هنا، على الأقل، أن العتيبة إما يجهل أو يتجاهل سياسة إسرائيل، التي سعت بمنهجية، على سبيل المثال، إلى تصعيد انتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت عام 2000، كلما حاولت قيادة السلطة الفلسطينية خفض لهيبها والتوصل إلى وقف إطلاق نار مع الاحتلال.

وادعى العتيبة أيضا، أن الإمارات دعمت السلام في الشرق الأوسط بقوة، وأنها تدخلت من أجل "تقليص نزاعات، وساعدنا في إنشاء محفزات – الجزر بدلا من العصي – وركزنا اهتمامنا على أمور بإمكانها أن تعود بالفائدة على الجانبين. وعارضنا بشكل مثابر ونشط العنف من كافة الأطراف: وصفنا حزب الله ’تنظيما إرهابيا’، استنكرنا تحريض حماس ونددنا بالاستفزازات الإسرائيلية".

لكن الواقع يقول أمورا أخرى ومختلفة عن هذا الكلام. فخلال العقدين الماضيين، وبشكل أشد في السنوات الأخير، شنت إسرائيل حروبا ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وارتكبت جرائم بشعة، وقتلت الآلاف، وخاصة من المدنيين، في موازاة استفحال الاستيطان والاعتداءات على المقدسات العربية، في القدس خصوصا، واستمرت بنهب الموارد الفلسطينية، حتى الماء، وتنكرت لكافة حقوق الفلسطينيين، ربما باستثناء استنشاقهم للهواء، وانتهكت حرمات البيوت، بحملات الاعتقالات الليلية غير المتوقفة، بينما يصف هذا الوزير/السفير كل هذه العدوانية الوحشية بأنها "استفزازات إسرائيلية".

وتباهى العتيبة بأنه "كنت أحد ثلاثة سفراء عرب في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض عندما كشف الرئيس ترامب عن خطته للسلام في كانون الثاني/يناير الماضي" في إشارة إلى "صفقة القرن"، التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين وتنسجم مع مخططات اليمين الإسرائيلي. وأضاف أنه "عملت عن كثب مع إدارة أوباما أيضا، بما يشمل خطة الخطوات لبناء الثقة، التي كانت ستمنح أفضليات كبيرة لإسرائيل – على شكل علاقات محسنة مع الدول العربية"، وقال إن ذلك كان "مقابل حكم ذاتي أكبر واستثمار في فلسطين".

التعليقات