اليوم الأول في الروضات للأهل والطفل- مشاعر مختلطة

المربية هيام زيدان غطاس

 

 

مديرة روضات وبساتين في مدرسة مريم بواردي في مؤسسات مار الياس التربوية في عبلين

مربية صفوف لجيل 3-4 سنوات 

تخصص طفولة مبكرة 

 

 

إحنا صغار وياحرام ودونا عالمدارس

شنطه كبيره أعطونا وحطونا إلها حارس

أول يوم فطور منيح مرتديلا وجبنه وبيض

كاسة شاي مع حليب مع كعكة زيت وزعتر...

(كلمات من أغاني الروضات في وقت الفطور)

إن تجربة اليوم الأول في المدرسة تُعتبر نقلة نوعية  كبيرة لكل أفراد الأسرة، وقد تشعر الأمهات بحاجة للوقت للتكيف مع هذه التغييرات، من منا لم يمر بهذا اليوم، اليوم الأول في المدرسة وخاصة صفوف البستان والروضات، كيف مر علينا كأطفال، وفيما بعد كأهل سوف يفارقون أطفالهم ويتركونهم.

عن الأيام الأولى للروضة وصعوبتها وبداياتها تحدثنا مع المربية وأخصائية الطفولة المبكرة السيدة هيام زيدان غطاس تحدثنا عن تجربتها التي امتدت لسنوات عديدة في المجال، فكان لنا حوارا وأسئلة والحديث الآتي:

اليوم الأول بالنسبة للأهل:

اليوم الأول في المدرسة يعتبر تجربة مليئة بالمشاعر المختلطة، ليس فقط للأطفال، بل أيضًا للأمهات والآباء. مشاعر هي مزيج  من الفخر والاعتزاز ببداية مرحلة جديدة للطفل الذي يكبر أمامهم ويدخل للحياة.

من الحزن من ناحية أخرى لفراق الطفل وطريقة استيعابه للآتي، فهناك شعور بالفراق، عندما يرون أطفالهم يدخلون إلى المدرسة ويتركون أحضانهم، هذا الأمر قد يكون صعبًا بشكل خاص للأمهات اللواتي يرسلن أطفالهن لأول مرة.

ومن القلق حول كيف سيتأقلم الطفل في بيئتة الجديدة، وكيف سيكون قادرًا على التعامل مع الأمور بمفرده. 

اليوم الأول في المدرسة بالنسبة للطفل:

شعور الطفل في اليوم الأول من المدرسة يمكن أن يكون أيضا مزيجًا من الحماس والخوف والقلق، وهذا يعتمد على شخصية الطفل وتجربته السابقة.

- الكثير من الأطفال يشعرون بالحماس للذهاب إلى المدرسة، خاصة إذا كانوا متشوقين للتعلم، واللعب مع أقرانهم، وتجربة أشياء جديدة، منها الملابس والحقيبة والزوادة والقرطاسيات وتقليد الأكبر منهم سنا.

- الخوف والقلق، فمن الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الخوف أو القلق في اليوم الأول، خاصة إذا كانت هذه تجربته الأولى بعيدًا عن المنزل وفراق الأم لفترة طويلة، أو إذا كان غير متأكد مما يمكن توقعه من المكان والأشخاص الجدد.

- الفضول فهو يشعر بالفضول حول ما سيحدث في المدرسة، من سيكون أصدقاؤه، وما الأنشطة التي سيشارك فيها وغيرها.

- الحنين للبيت وبيئته المعتاد عليها، فبعض الأطفال قد يشعرون بالحنين للمنزل ويرغبون في العودة إلى مكان يشعرون فيه بالأمان والراحة.

- الثقة بالنفس، فهناك أطفال يشعرون بالثقة والتحمس لتولي هذا التحدي الجديد، خاصة إذا كانوا قد مروا بمرحلة الحضانة أو الروضة الأخرى، أو كانت لديهم تجربة سابقة في مجموعة مشابهة، خارج مجموعة البيت.

عن الأيام الأولى في الروضة وتسهيل عملية التعود نطرح الأسئلة والنقاط التالية:

- ما هي الوسائل المتبعة في اليوم الأول للأطفال في الروضة في ساعات انفصال الأم أو الأهل عن الطفل وصعوباتها؟
-  اذا كان اندماج الطفل صعبا في الأيام الأولى فكيف يمكن التعامل مع ذلك؟
- كم من الوقت تتم عملية الاندماج والتعود على مناخ الصف والأطفال والمربية ؟

الوسائل المتّبعة لدينا (تقول السيدة هيام) هي :

إشراك الأهل في المجال التربوي ويتم ذلك بعدة خطوات:
-  لقاء تعارف مع البيئة الجديدة التي سيلتحق بها الطفل ( الروضة أو البستان) مع الوالدين والطفل قبل افتتاح السنة الدراسية بيومين (مدة اللقاء ساعة تقريبا)، للتعرف على مربياته وعلى الأطفال الجدد والزملاء الذين سيرافقونه خلال السنة الدراسية.
وخلال اللقاء نقوم باستقبال الأهل والأطفال بوجه سمح وابتسامة، لتعزيزهم من خلال توجيه الإطراءات لكل طفل، بملابسه مثلا ومظهره الخارجي وغيرها، أي محاولة التقرب منهم.
- نتعرف على الطفل، وما اسمه، البعض يتجاوب والبعض يرفض الإجابة، وهذا وضع طبيعي، حيث يلتقي بوجوه غريبة غير معروفة له.
- نتجول معهم بالصف والساحة، نعرفهم على كل أركان الصف وغيرها.
- بعد استقبالنا لهم بشكل فردي ننتقل للقاء مركزي، نعرف فيه على أنفسنا كطاقم معلمات ومساعدات.
- خلال اللقاء تجري محادثة بسيطة لتهدئة بعض الأهل أولا، لأن مرحلة الانفصال تكون عند بعض الأهالي أصعب من الطفل، ونخبرهم بأن مرحلة الانفصال يجب أن تكون بشكل تدريجي، وبالتالي نشرح وجوب دعم الأهل لأطفالهم وتهيئتهم للالتحاق بالروضة، وهذا يساهم في مساعدتهم على التأقلم.

إن افتتاح السنة الدراسية ودخول الأطفال إلى الروضة هو حدث مثير للمشاعر يرافقه القلق والتخوف والتخبط والكثير من التساؤلات عند الأطفال والأهل والمربية على السواء. لا شك أن الطفل يكون أكثر أماناً وإحساساً بالطمأنينة وهو بجوار أمه. ومن خلال تعلقه بها يستطيع بناء الثقة في العالم المحيط به. ولكن في بعض الأحيان قد تضطر الأم إلى الانفصال عن طفلها
وتركه لمواجهه الحياة وحده حتى يلتحق بدار للحضانة أو الروضة على سبيل المثال. وحينهايكون الأمر صعباً ومُرهقاً لكلا الطرفين.

محادثة ورسالة للأهل:

 يجب ألا ننسى..

 -  أن هذه الفترة هي فترة من التجارب ترافقه خلال حياته، لذلك مهم جداً التمتع بكل لحظة تمر بالمرحلة.
-  أجمل الأوقات التي يقضيها الطفل هي في الروضة. لذلك مهم أن نتابع مع الطفل عند عودته إلى المنزل بالخطوات التالية:
- من المهم أن يعرف الطفل أن الأهل مهتمين به ولديهم حب استطلاع لما يدور معه خلال النهار.
- مهم أن يكون هناك وقت لتخصيصه لنعرف ما هي التجارب التي مر بها الطفل في هذا اليوم.
- إعطاؤه فترة للتعبير عن مشاعره بالمحادثات معه مثلا:
كيف كان يومك؟
مع من لعبت اليوم؟
هل أنت فرح؟
من هم أصحابك؟ وغيرها

مهم التوضيح للأهل عن اليوم الأول
- بعض الأطفال يدخلون برغبتهم والبعض يدخلون بالبكاء المتواصل، دور المربية مع الأطفال الذين لديهم صعوبة في التأقلم هي، الطلب من الأهل أثناء إحضار الطفل للروضة، بعدم تركه مباشرة، فابتعادهم فور وصولهم، سيشعره بأنهم تخلّوا عنه، والأفضل احتضانه حتى يهدأ.

- وضع لعبته المفضلة في حقيبته، حتى تُشعره ببعض الطمأنينة، ثم انسحاب الأهل بهدوء، وعدم تركه بشكل مفاجئ أو الخروج بسرعة من الصّف، يجب تهدئته وشرح الأمر له خاصةَ إذا رفض هو تركهم، بل يجب تقبيله وعناقه واحتواءة ووعده بأنكم( للأهل) ستعودون إليه بعد انتهاء يومه في الصف، فكثير من الأطفال في هذه السن، يبكون عند الذهاب إلى الرّوضة، خوفًا من عدم عودة الأهل مرة أخرى.
 بعد ترك الأهل أطفالهم، دور المربية وطريقة تعاملها معهم مهم جدا ويجب أن يكون على النحو التالي:
  - احتضان الطفل وتقبيله بابتسامة، والهمس بأذنه بصوت منخفض، مدحه التشديد على نقاط إيجابية به لتعزيزه وطمأنته أن الأهل يحبونه وسيذهب معهم إلى البيت بعد انتهاء الدوام .

- اللعب معه بألعاب دمى اليد و الخروج معه إلى الساحة واللعب على الألعاب، مع مرافقة كلامية لكي يشعر بالأمان حتى يهدأ. 
لذلك يحتاج مثل هؤلاء الأطفال مرافقة داعمة لهم وملاطفة لمشاعرهم من قبل الطاقم لمساعدتهم للتكيف.
- في الإطار الجديد، تقع المهمة على المربية لخلق جو ملائم للأطفال وعلى جميع أفراد طاقم الروضة وذلك منذ اليوم الأول لدخول الأطفال للروضة، وهذا ما يساهم في تكيُّف الأطفال للإطار الجديد.
- لذلك مهم التواصل والتعاون بين طاقم المربيات والأهل بهدف تعزيز ثقة الأهل بالمربيات ومنحهم الشعور بالأمان تجاه أطفالهم وتجاه الروضة التي سيتواجد فيها ابنهم أو ابنتهم، على أنه مكان آمن يوفر لأطفالهم الحماية والأمان وهذا يساعد على عبور مرحلة الانفصال بشكل سليم.

عن مدة تأقلم الأطفال:
- لا يوجد وقت محدد للأطفال الذين لديهم صعوبة في التأقلم، يوجد فروق فردية بينهم يجب مراعاتها، هناك أطفال لديهم قدرة سريعة للتأقلم، وأطفال يحتاجون للمزيد من الوقت للتّأقلم، لكل طفل وتيرته الخاصّة مما يجعله عالما مميزا صغيرا يحتاج مساحته وعلينا احترامها والتّدخل بكل الوسائل التّي تلائمه.

ردة فعل الطفل يمكن أن تتغير على مدار اليوم، وأحيانًا من الأفضل أن يكون هناك وقت للتكيف والشعور بالراحة في البيئة الجديدة.

الفكرة الأساسية من تلك النقاط السابقة هي جعل اليوم الأول تجربة إيجابية ومشجعة للطفل، تبديد مشاعر القلق بشكل تدريجي وبعدم ضغط، الأمر الذي سوف يساعده مستقبلا على التأقلم والاندماج بالروتين المدرسي الجديد.

أجرت اللقاء وتحريره: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48