احتفالات العالم بيوم الطفل العالمي في ظل ما يحدث لأطفال غزة

لقد احتفل العالم بالأول من حزيران بعيد الطفل العالمي، حيث شهدنا في العديد من الأماكن المختلفة الاحتفالات والعروض المبهرة من غناء ورقص وكرنفالات احتفالا بالحدث، نعم فمن حق الأطفال أن يحتفى بهم لإسعادهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم في كل عام.

ولكن يوم الطفل العالمي ليس مجرد احتفال بالغناء والتسلية فقط، هناك أهداف أعمق وأكثر أهمية لهذا اليوم، نذكر منها:

-   زيادة الوعي والإدراك لحقوق الأطفال والعمل على حمايتها وضمان رفاهيتهم.

-  التركيز على القضايا التي تؤثر على الأطفال مثل، الصحة والتعليم والحماية من العنف والاستغلال.

-  تشجيع المجتمعات على تقديم الدعم والموارد اللازمة للأطفال ليتمكنوا من النمو والتطور بشكل سليم.

-  تعزيز المساواة بين الأطفال وضمان عدم التمييز ضد أي طفل.

-  إشراك الأطفال أنفسهم في صنع القرار والتأثير على القضايا التي تخصهم.

لذلك، يجب أن ينظر إلى يوم الطفل العالمي كفرصة لإحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال وليس مجرد احتفال ترفيهي. وهناك الكثير من الأنشطة الهادفة والتوعوية التي يتم تنظيمها في هذا اليوم. 


1. حملات توعوية وإعلامية حول حقوق الأطفال وقضايا تتعلق بصحتهم وتعليمهم وحمايتهم من الإساءة.

2. فعاليات لتسليط الضوء على أوضاع الأطفال الأكثر ضعفًا مثل الأطفال اللاجئين أو المنكوبين بسبب الكوارث أو الحروب.

3. ورش عمل وندوات تناقش السياسات والبرامج التي يمكن تطبيقها لتحسين حياة الأطفال.

4. مبادرات لتوفير الخدمات الضرورية للأطفال كالتطعيمات والرعاية الصحية والتغذية المناسبة.

5. أنشطة ترفيهية وثقافية تعزز إبداع الأطفال وتنمي مهاراتهم الاجتماعية والشخصية.

6. جهود لإشراك الأطفال أنفسهم في تصميم وتنفيذ هذه الأنشطة.

الهدف الرئيسي هو تسليط الضوء على حقوق الأطفال وتعزيز سبل حمايتهم وتمكينهم في جميع أنحاء العالم.  

وهنا نسأل السؤال نفسه، عن أطفال غزة، كيف احتفل هؤلاء في هذا اليوم الصعب. وكم طفل كان بين الحياة والموت والردم والمشافي والجوع والعطش والفقدان والتشرد؟ وأين لمثل هؤلاء في العالم بحقوق حماية الطفل والإنسان؟

لقد تأذى أطفال غزة كثيراً بسبب التصعيد العنيف الأخير. فقد أُزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال. لحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجّرت أسر بأكملها. 

وقبيل تصاعد العنف، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع. وبدون شك، فقد ازدادت كثيراً حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب الصالحة وخدمات الصرف الصحي الأساسي.

تكتظ المستشفيات بالأطفال المبتوري الأطراف والمشوهين أثر ضرب القنابل عليهم، تنقصهم أهم العلاجات والمستلزمات الطبية لمعالجة أو ضاعهم الصعبة. 

 بالنسبة لبعض الأطفال، فهذه ليست الحرب الأولى، حرب يعيشونها بكل أشكال الظلم. فلا يوجد أي مكان آمن للأطفال في أي من أنحاء قطاع غزة، فأين هم اليوم من احتفالات الأطفال في العالم.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهي مجموعة غير ربحية، فقد تبين أن أكثر من 24 ألف طفل، قد فقدوا أحد والديهم أو كليهما. 

 

بقلم سوسن غطاس: موقع والدية برعاية موقع عرب 48